حزب الله.. الجماعة المسلحة اللبنانية التي وصفتها الولايات المتحدة بالمنظمة الإرهابية أصبحت أقوى من خلال دعمها لنظام #الأسد، ومقاتلة الثوار السوريين، إلى جانب القوات الروسية.. جاء هذا في مقال نشرته صحيفة الـ وول ستريت جورنال لكاتبته ماريا أبي حبيب، والتي ترى أن حروباً قليلة شهدت مثل هذه التشابكات بين المقاتلين كما يحدث في الحرب السورية، بدءاً من الثوار ووصولاً الميليشيات الروسية والتركية والكردية والعراقية.

إن الفائز البارز في هذه الفوضى “ما هو إلا حزب الله اللبناني”، الذي تأسس في الثمانينات من القرن الماضي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي في جنوب #لبنان، والذي “شارك في الحرب الأهلية السورية إلى جانب رعاته في دمشق، ليشكل جسراً لإمدادات الأسلحة الإيرانية”، وقد أصبح بعد سنوات من المشاركة أكثر قوة واستقلالية اليوم، كما إنه يسيطر على ميليشيا سورية جديدة والتي يرى مسؤولوها أنها جاهزة للمشاركة في نزاعات أخرى في المنطقة.

وبحسب الصحيفة، فإن حزب الله يحارب اليوم إلى جانب القوات الروسية، والذي يعتبر أول تحالف له مع قوة عالمية. وبحسب مسؤولين عرب وأمريكان هو من ابتكر خطة معركة استعادة #حلب التي استخدمت من قبل القوات السورية والروسية، ويقف حزب الله اليوم تقريباً بموازاة #إيران في حمايته لحكومة بشار الأسد، وكراعٍ للقوات الشيعية المقاتلة في سوريا، بفضل المال والسلاح المقدم من #طهران، بحسب الصحيفة.

وفي لقاء للصحيفة مع أندرو ايكسوم (النائب المساعد السابق لوزير الدفاع الأمريكي للشرق الأوسط) قال “من الصعب إيجاد أشخاص يترقون في المخابرات السورية أو ضمن الرتب العسكرية بدون مباركة من حزب الله أو الإيرانيين”.

وقد اكتسب حزب الله الذي وصفته الولايات المتحدة طويلاً بالجماعة الإرهابية قدراً من الاعتراف الدولي، حيث شارك في المفاوضات التي ترعاها #روسيا في أعقاب موجة الثوار من حلب، وقد حدد مبعوث #الصين الخاص إلى سوريا في زيارته إلى لبنان في شهر كانون الأول السابق موعداً لمقابلة رئيس العلاقات الخارجية لحزب الله.

كما تقدّم حزب الله ليتجاوز مرحلة كونه مجموعة فدائية، ليحدّد مشروعاً سياسياً ويشغل مناصب في الحكومة اللبنانية، ويدير برامج اجتماعية كالمدارس والمستوصفات. ويرى محللون في الشرق الأوسط أن “#حزب_الله سوف يستفيد من النهاية المتوقعة في بقاء الأسد في السلطة، وحصول سوريا على 180 مليار دولار _ بحسب تقديرات البنك المركزي _ لإعادة إعمار البلد إثر الحرب، فيعمل حينها حزب الله في إعادة الأعمار نظراً لخبرته في ذلك، حيث نظّمت المجموعة وبكفاءة إعادة بناء ضواحي بيروت المدمرة في أعقاب الصراع عام 2006. فيكسب حينها الكثير من الأموال” بحسب توقعات ماثيو ليفيت، مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات التابع لمعهد واشنطن.

كما توضح الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أعربوا عن قلقهم من استفادة حزب الله من المجندين السوريين في الضغط على إسرائيل في جبهة جديدة على طول مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل منذ 50 سنة. حيث أعلن حزب الله في شهر آذار عن تشكيل “لواء تحرير الجولان” في سوريا، والمكرّس للعمل على استعادة مرتفعات الجولان.

وبحسب مسؤول كبير في حزب الله “تدرك إسرائيل الآن أن الحرب السورية غيّرت حزب الله وطوّرته ليصبح قادراً ليس فقط على الوقوف في وجه إسرائيل إنما قادراً أيضاً على مهاجمته، وأنه الآن لم يعد يحارب كجيش فدائي فقط، إنما كجيش تقليدي ونظامي”.

لم تنتظر إسرائيل هجوماً من حزب الله في الجولان، بل أرسلت طائرة لضرب الترسانة الإيرانية المتطورة لحزب الله والتي أوضح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للرئيس دونالد #ترامب في زيارته له في شباط أنها أيضاً تشكل خطراً على السفن الحربية الأمريكية المتواجدة في المياه القريبة، بحسب دبلوماسيين.

وبحسب مسؤول أمريكي في وزارة الخارجية الأمريكية، فإن الولايات المتحدة تدرك جيداً إمكانيات حزب الله، وأن العمل على “عرقلة قدراته الإرهابية والعسكرية يعد من الأولويات العليا للولايات المتحدة”.

كما أوضحت الصحيفة أن النفوذ الجديد لحزب الله يثير المخاوف بين دول الخليج التي تخشى تزايد القوة الإيرانية في المنطقة، مما يجعل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة توافق على العمل مع #إسرائيل، وأصبحت وجهة التنسيق الآن هي #اليمن حيث وافق ترامب على تقديم مساعدة عسكرية أمريكية مكثفة للتحالف الذي يقوده السعوديون لمواجهة الحوثيين الذين درّبهم حزب الله بدعم من إيران.

وقد ساعد حزب الله جزئياً على بقاء نظام الأسد من خلال دعمه لجيشه المتزعزع والذي يعاني من الفساد والانشقاقات. كما “شوهد مقاتلو حزب الله في القرى السورية التي استعادوا السيطرة عليها من الثوار وهم يحتجزون الجنود السوريون ويجبرونهم على إعادة الأجهزة والأثاث المنهوب من المنازل في عمليات التعفيش”.

ويقدّر دبلوماسيون غربيون عدد المقاتلين الموالين لقيادة حزب الله في سوريا بعشرات الآلاف، حيث يعرفون محلياً باسم “حزب الله في سوريا”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.