أشهر المشاهد الرمضانية تغيب عن شوارع العاصمة بقرارات المحافظة.. وأسعار غير متوقعة للرمضانيات

أشهر المشاهد الرمضانية تغيب عن شوارع العاصمة بقرارات المحافظة.. وأسعار غير متوقعة للرمضانيات

فتحي أبو سهيل

صدم السوريون هذا العام بفقدان العديد من المظاهر الرمضانية، فلم يعد العثور على المأكولات والمشروبات التي اشتهر بها رمضان على مر السنين، أمراً يسيراً، وإن تم العثور عليها فسعرها سيكون بعيد المنال بالنسبة للأسر الكبيرة وذات الدخل المحدود.

سعى أبو عمر جاهداً في أول يوم من #رمضان باحثاً عن “الناعم”، وهي إحدى وجبات التحلية الرمضانية العريقة، لكنه فشل ليعيد الكرة في اليوم التالي ويفشل مرة أخرى، هو لم يعلم بعد أن محافظة دمشق قضت على هذه الوجبة الدمشقية القديمة “بشطبة قلم”، بينما استطاع عصام وهو صاحب محل منظفات في مساكن برزة، شراء 3 أرغفة من الناعم بالصدفة وبسعر يجعل من هذه الوجبة غير يومية.

الناعم الجوال!

يقول عصام “بعد أن بحثت وفشلت في البحث، مر بالصدفة سائق (بيك اب) ينادي على الناعم ولم يستطع التوقف أكثر من 5 دقائق خوفاً من دوريات المحافظة، استطعت حينها شراء 3 أرغفة ضمن كيس مغلف مسبقاً بـ 500 ليرة سورية”، مضيفاً “لم نعتد شراء الناعم بهذا الأسلوب وكأننا نشتري الممنوعات، فقد اعتدنا على شرائه ساخناً من البسطة وبسعر معقول”.

في المزة كان سعر الـ 5 أرغفة من الناعم بحوالي 1500 ليرة لكن بربطات جاهزة في المحلات، ما جعل منها وجبة للطبقة الميسورة، علماً أنها وجبة شعبية جداً كان يقبل عليها البسطاء أكثر من الميسورين.

موقع الحل السوري توصل لأحد باعة الناعم واسمه بلال في منطقة مساكن برزة كان يجول بسيارته البيك اب هو شاب في الثلاثين من عمره يعمل “كهربجي” خارج شهر رمضان، واعتاد في رمضان أن يتفرغ لبيع “الناعم”، ويقول “ورثت صناعة هذه الوجبة عن أبي وجدي، حيث تعود جذورها لأكثر من 90 عاماً، وجرت العادة أن يتم بيعها على الرصيف، فقد كنا نحضر قدراً للقلي مع الزيت والغاز ونقلي أرغفة الناعم ونبيعها طازجة للزبائن”.

شهران من التحضير

وتابع “يحتاج تحضير الناعم أكثر من شهرين قبل رمضان، حيث نصنع العجينة الخاصة في قوالب دائرية تسخّن على نار هادئة حتى تأخذ شكل الرغيف، بعدها نضع الأرغفة على شبك مرفوع عن الأرض ومعرض للشمس أكثر من شهرين في مكان جاف، وفي رمضان ننقل البضاعة إلى مكان البيع ونقلي الأرغفة أمام الزبائن ونرش عليها الدبس بمشهد جميل يجذب الصائمين”.

لم يعد هذا التراث موجوداً في #دمشق، حيث قمعته المحافظة بقرار قد يقضي على طقوس هذه المهنة العريقة نهائياً، بعد أن حصرت بيعه في المحلات. من وجهة نظر بلال فإن “بيع الناعم على البسطات وأمام الناس هو طقس من طقوس رمضان، وعندما يتم بيعه مغلفاً وضمن محل، تفقد هذه الوجبة طابعها الرمضاني”.

حتى السوس والمعروك

ليس الناعم وحده ما كافحته محافظة دمشق، بل أيضاً بيع المعروك على البسطات وكذلك بسطات صناعة السوس، التي لم تمنحها أي استثناء نظراً لارتباط بيعها بالطقوس الرمضانية الدمشقية العريقة، حيث بات من الصعب اليوم في دمشق، مشاهدة قدر صناعة السوس، الذي توضع عليه قطعة قماش في قلبها السوس الجاف، ويركب على القدر مرش ماء يسحب السائل ويعيد رشه على قطعة القماش ليكسب شراب السوس طعمه المعروف.

ووصل سعر السوس في المحلات إلى 300 ليرة سورية للكيلو الواحد، بينما وصل سعر قطعة المعروك السادة صغيرة الحجم إلى 75 ليرة والكبيرة 150، بينما وصل سعر المحشوة بالعجوة الصغيرة منها إلى 100 ليرة والكبيرة 175 ليرة، لكنها تباع أيضاً جاهزة ومغلفة، أو في الأفران حصراً حيث ينخفض سعرها هناك حوالي 25 #ليرة_سورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة