نزار حسان

شهدت المناطق التي انتزعت من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية #داعش في الرقة أو دير الزور، من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية انتشاراً لأسواق المسروقات أو ما تسمى بأسواق التعفيش.

الأثاث المعفش وأسعاره

حسن الجميلي (من سكان قرية غانم العلي بريف الرقة الشرقي) تحدث لموقع الحل، إنه كان يصل إلى قوات النظام المتمركزة في القرية خلال الشهرين الماضيين من 3 إلى 4 شاحنات شهرياً محمله بالأثاث المنزلي المسروق من دير الزور، حيث يتم عرضها على الطرق العامة وداخل مدارس القرية، وبيعها بأسعار رخيصة جداً، على أن أنها من منازل عناصر الدولة الإسلامية #داعش، لكن مع ازدياد سيطرة قوات النظام على مساحة كبيرة من دير الزور وصولاً إلى البوكمال ازدادت الكمية بشكل ملحوظ حيث أصبحت تصل 7 شاحنات صغيرة بشكل أسبوعي، الأمر الذي دفع عناصر ميليشيا جيش العشائر بقيادة تركي البوحمد لإنشاء سوق كبير لبيع الأثاث المسروق من دير الزور في القرية لصالح ضباط في جيش النظام.

يكمل الجميلي “إن السوق المستحدث يحتوي على أثاث منزلي متنوع من مفروشات وسجاد وأغطية وخزن، إضافة إلى الأجهزة الكهربائية بكافة أنواعها وجميع المقتنيات المنزلية، حيث تباع بأسعار رخيصة جداً إذ يباع التلفاز بـ 10 آلاف ليرة سورية، والثلاجة بأقل من 50 ألف ليرة، والغسالة بما يقارب الـ30 ألف ليرة، مستغلين حاجة أهالي مدينة الرقة للأثاث بعد أن تم نهب أثاث منازلهم وتدميرها خلال المعارك التي دارت في المدينة في وقت سابق”.

ورغم الأسعار الرخيصة في سوق غانم العلي إلا أن أغلب سكان القرية يتحاشون شراء أي شيء من السوق أو حتى دخوله لعلمهم بمصدر البضاعة ولمن تكون، في حين يشجع المؤيدون للنظام وميليشياته على الشراء بذريعة أنها غنائم حرب من منازل الإرهابيين، على حد قول المصدر.

يقول أحد المدنيين رفض التعريف بنفسه لموقع الحل، إنه قام بشراء جهاز كمبيوتر (لاب توب) من السوق المستحدث لحاجته إليه في عمله ولا يوجد بديل في القرية ليتم الشراء منه، لكن بعد تشغيله تفاجأ بوجود صور عائلية بداخله تعود لأحد سكان مدينة دير الزور، فقام بتهيئته ومسح جميع محتوياته.

راغب الجابر (من سكان القرية) لموقع الحل، يقول إنه قام بشراء ثلاجه من السوق بسبب حاجته إليها بعد أن تعطلت ثلاجته ولا يوجد في القرية محل لصيانة الثلاجات إلا أنها تعطلت بعد يومين من شرائها، فعاد للسوق لتبديلها أو تصلحيها، لكنه تعرض للضرب والإهانة بقلب السوق من قبل البائع والذي لديه أخ في جيش العشائر فما كان عليه إلا أن يصمت ويعود إلى منزله، ولفت الجابر أنه قام بشراء الثلاجة بـ 17 ألف ليرة سورية فقط.

تعفيش القرية

يروي عبدالله الملاح (من سكان القرية) لموقع الحل، إن قوات النظام تقوم بالدخول إلى المنازل التي نزح منها أصحابها في القرية ويقومون بتعفيش جميع محتوياتها في وضح النهار بتهمة أن أصحابها إرهابيين حيث يقومون باقتلاع الأبواب الخشبية لاستخدامها للتدفئة، وبعدها يقومون بتأجير المنازل أو يستخدمونها كمقرات، على حد تعبيره.

ونشطت في الفترة الأخيرة حركة أسواق التعفيش في عدة مدن منها حلب وطرطوس ودير الزور واللاذقية، وجميعها تتبع لضباط جيش النظام ويديرها عناصر من ميليشياته.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.