سارة الحاج

وسط حالة من الغضب والسخرية من قبل أهالي المدن الساحلية وأريافها، تتابع الجهات المسؤولة العمل على توزيع الحمضيات كمساعدة مقدمة للعوائل النازحة ولأسر قتلى وجرحى قوات النظام وعناصر الجيش السوري والأسر التي تعيش في الأحياء الشعبية ضمن مدينة اللاذقية، حيث بدأ التوزيع قبل حوالي شهر كخطوة قامت بها الجهات المسؤولة في محافظة اللاذقية بعد عجزها عن تسويق منتجات الساحل السوري من الحمضيات، فعملت على شراءالمحاصيل من المزارعين وتوزيعها على الأسر بشكل مجاني، كمساعدة لهم وللمزارعين.

وقالت أم أحمد ابراهيم إحدى النازحات من ريف #حماة والتي تعيش في حي الرمل باللاذقية، لموقع الحل السوري، إن التوزيع شمل مختلف المناطق من مدينة بانياس وريفها إلى جبلة وريفها وطرطوس وريفها وأغلب المدن الساحلية، ويطلب من العائلة أن تأخذ دفتر العائلة الخاص بها وتقوم بالتسجيل من ثم تحصل على صندوق من الحمضيات، ولكنها استدركت أن الكثير من العوائل لم تذهب ولم تأخذها فالحمضيات متوفرة بشكل كبير في الساحل وبأسعار تقارب المجانية، فضلاً عن أن أغلب الناس هنا لديها أراضي حمضيات وليسو بحاجة مثل هذا الدعم.

وأكدت أن هناك أمور كثيرة تحتاجها العوائل النازحة وذوي القتلى مثل المحروقات لتدفئة والمواد الغذائية الرئيسية التي لايمكن الإستغناء عنها مثل الطحين والخبز، معتبرة أنه ما الفائدة من أن يطعموا أبناءهم حمضيات وهم بحاجة للخبز والدواء والملابس وأمور التدفئة.

وأضافت أنهم يقدمون شكاوي لكن لايوجد أي رد، فخلال حملات التوزيع توجه الكثير من الناس واعترضوا وطالبوا المسؤولين أن يتوقفوا عن هذه “المسخرة” ويعملوا على تلبية حاجات الناس الحقيقة وأن يوفروا أسواقاً تقوم بشراء محاصيل المزراعين بأسعار تناسب جهدهم وتكاليف عملهم مثل تصديرها للخارج أو إيصالها إلى محافظات آخرى.

من جهته قال محسن سويد أحد المزارعين في الساحل للحل “إنهم يقدرون أن الحكومة تسعى لمساعدة المزراعين وتعمل ما بوسعها لدعمهم وشراء محاصيلهم وتسويقها لكن الوضع الراهن يشكل عائقاً كبيراً أمامها فظروف الحرب وانقطاع الطرقات تسبب بهذه الأزمة، لكن الحل لايتأتي بهذه الطريقة، متحدثاً أنه تم شراء محاصيل بعض المزارعين بأسعار رخيصة جدا مقارنة بالجهد المبذول والتكاليف المرتفعة للإنتاج”.

وتابع إن هناك حالة غضب واعتراض من المزارعين، ودعوة لتقديم حلول جدية لإنهاء معاناتهم فأوضاعهم الإقتصادية سيئة جداً، كما أنهم كانوا يعولون بشكل كبير على محاصيلهم، فضلاً عن أن أغلبهم يقترض المال أثناء العمل ليتم دفعه بعد بيع المنتجات.

تحدث المصدر أن المؤوسسة الإستهلاكية توزع الحمضيات المخزنة لديها والتي عجزت عن تسويقها بالمجان عبر سيارات تتنقل في شوارع وأحياءالساحل دون أن تدرك الضرر الكبير الذي لحق بالمزارعين الذين يطرحون منتاجتهم في الأسواق الساحلية أيضاً، فالجهات الحكومية لم تشتر كافة المحاصيل وبعد هذا التوزيع لم يعد أحد بحاجة للشراء من الأسواق والمحلات التجارية في ظل توفر المنتج والذي يباع أساساً بأسعار منخفضة جداً.

ونقلت مختلف الصفحات الموالية للنظام السوري، على مواقع التواصل الإجتماعي خبر توزيع الحمضيات على الأهالي وجاءت معظمها بطرق فيها الكثير من التهكم والسخرية والاستغراب، لاسيما وأن أهالي الساحل هم المنتجون لهذا المحصول ولا حاجة لهم في الحصول عليه، وهو يتوفر بكميات كبيرة في الأسواق.

وعليها جاءت تعليقات الأهالي مشابهة لطرق نشر الخبر فبعضهم علق بأن”الحكومة توزع فيتامين C على الشعب”، وآخرين أكدوا بأنهم قاموا برميه بعد أن حصلوا عليه، فضلاً عن القسم الأكبر الذي اعتبر هذا التوزيع فيه إهانة لعوائل القتلى والجرحى “ولا تتم مكافأتهم من خلال توزيع فلينة من الحمضيات للأسر”، كذلك قام أحد الناشطين الموالين بنشر صورة لأحد قتلى قوات النظام فوق صندوق البرتقال.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.