حمزة فراتي

على الرغم من تخلصهم من حكم تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش)، الذي سيطر عليهم نحو أربعة أعوام متتالية، وفرض عليهم خلالها أحكاماً قاسية، فإن بعض سكان ديرالزور، ممن استعادت قوات النظام سيطرتها على مناطقهم، ما زالوا يتشوقون لممارسة الطقوس الرمضانية التي اعتادوا عليها، وحرموا من ممارستها هذا العام.

المناطق التي أصبحت تحت سيطرة قوات النظام والقوات الرديفة له، يحرص سكانها على تطبيق التعليمات التي تفرض حظر التجوال في أوقات معينة من اليوم؛ إذ ما زالت الأوضاع الأمنية غير مستقرة بشكل كامل، فيما يرغب السكان في أداء الطقوس الرمضانية، التي يقولون إنهم يتشوقون لأدائها بغياب التنظيم، الذي كان يفرض شروطه حتى في الطقوس الدينية.

في حديث لموقع الحل، يقول حامد الخميس (من سكان مدينة الميادين)، إن “عمليات التسلل التي يقوم بها عناصر تنظيم #داعش بشكل متكرر على أطراف المدينة والقرى المحيطة بها واستهدافهم خلالها تجمعات للنظام أو العناصر الموالية له، نتج عنها قيام الأخير بفرض حظر للتجوال في أغلب الأوقات، حيث حرم الأهالي المتواجدون من أداء صلاة التراويح في المسجد، مبيناً أن “الحظر يبدأ من الساعة السابعة مساءً وحتى السادسة صباحاً” وفق قوله .

وأضاف إن “أكثر العبادات التي يتميّز بها شهر رمضان عن بقية الشهور هي صلاة التراويح وقيام الليل في المساجد، لكننا حُرمنا منها” وفق تعبيره.

مساجد المدينة لم تعد كما كانت في السابق، لقد دمرت المعارك الكثير منها، ووفقاً للخميس فإن “السكان هنا متشوقون للصلاة في المساجد والاعتكاف فيها.. هذه مناسك وطقوس اعتدنا عليها في مساجدنا سواء بالمدينة أو الريف”.

ولفت الانتباه إلى أن “قوات النظام تهدد باعتقال كل من يخرج بعد الساعة السابعة مساء؛ وذلك خوفاً من تسلل عناصر التنظيم للمدينة في أية لحظة”.

“موائد الإفطار الجماعية والتجوال في أسواق رمضان الليلية، وحضور حلقات العلم التي تعقد في المساجد، خاصة بعد الإفطار، أجواء قديمة تميزت بها المدينة سابقاً لكننا اليوم نفتقدها كثيراً” يقول سالم المهدي، من سكان مدينة #البوكمال أيضاً، وأضاف “لشهر رمضان أجواء خاصة، اعتدنا عليها منذ سنين طويلة، وتوارثناها عن أهالينا”.

وتابع المصدر “نفتقد إقامة ولائم إفطار يجتمع عليها الأحبة والأصدقاء. للأسف اليوم مدينتنا مدمرة، وآثار الخراب تطغى على كل شيء نتيجة المعارك التي دارت بين تنظيم داعش وقوات النظام إضافة للقصف الجوي”.

وأضاف: “للمرة الأولى في حياتي لا أتمكن من تأدية صلاة التراويح والطقوس الدينية الأخرى في المسجد”، متأملاً “إلغاء حظر التجوال أو تخفيفه خلال الأيام المتبقية من رمضان ليتمكن من ممارسة الطقوس الدينية بحرية” وفق تعبيره.

من جانبه تساءل الحاج أبو صلاح (إمام أحد مساجد في البوكمال): “كيف يمكن أن تغلق بيوت الله أبوابها أمام المصلين، خاصة في شهر رمضان المبارك؟” وبيَّن الحاج لموقع الحل، أن بعض المساجد في أحياء المدينة والتي لم تتعرض للضرر كثيراً، لم تشمل بالحظر وفُتحت أبوابها أمام الأهالي المتواجدين، لكنها تخلو من المصلين؛ موضحاً أن “الخوف من الاعتقال سبب ذلك”.

وبين المصدر أنه في هذه الأحياء “تسيطر مليشيات الحشد الشعبي العراقي وبعض المليشيات الإيرانية والأفغانية، وقد أكد بعض الأهالي أنهم يسمعون منهم عبارات طائفية”، وفق قوله، لذلك “أغلب الناس فضلوا الصلاة مع ذويهم داخل منازلهم خوفاً من المجهول”.

معاناة سكان الأهالي المتواجدين بداخل أحياء مدينة دير الزور التي خرجت مؤخراً عن سيطرة التنظيم لا تقل عن معاناة أهالي الريف في رمضان، وفقاً لما أكده جاسر العبيد (من سكان حي الحميدية).

وقال العبيد، في حديث (لموقع الحل) إن “المساجد بداخل أحياء المدينة دمر أغلبها بالكامل خلال العمليات العسكرية بين #النظام و #داعش، فالمليشيات الموالية للنظام المتواجدة بداخل الأحياء، تمنع من إعادة ترميم الجوامع المدمرة “، مؤكداً أن المساجد في التي تعرضت لضرر بسيط “تستخدم كمقرات من قبل المليشيات وقوات النظام”.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.