نشرت صحيفة #لوموند بالأمس تقريراً يكشف عما وصل إليه عدد النازحين في الداخل السوري في عام 2018 والذي يعتبر رقماً قياسياً منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011. حيث يكشف التقرير بأن أكثر من 920 ألف شخص قد نزح في الداخل السوري وذلك فقط في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2018. الأمر الذي وصفته هيئة الأمم المتحدة في أحد تقاريرها “بالنزوح الرهيب داخل سوريا”. فهو رقم لم يتم الوصول إليه منذ بداية الثورة السورية قبل سبع سنوات. فمنذ شهر كانون الثاني وحتى شهر نيسان من العام الحالي، ارتفع عدد النازحين ليصل إلى أكثر من 920 ألف مشرد جديد.

ويبين التقرير بأن ما مجموعه ستة ملايين ومائتا ألف سوري قد شُردوا من منازلهم واضطروا للنزوح إلى مناطق أخرى داخل سوريا. بينما لا يزال هناك خمسة ملايين وستمئة ألف سوري آخرين لاجئين في الدول المجاورة، وذلك وفق الإحصائيات الرسمية لهيئة الأمم المتحدة.

هذا ويعزو التقرير هذا الرقم الكبير لعدد النازحين السوريين خلال عام 2018 إلى اضطرارهم للرحيل بسبب تصاعد القتال في #الغوطة_الشرقية المعقل السابق للثوار، وكذلك في مناطق شمال غرب محافظة #إدلب “التي تكاد تكون خاضعة بشكل كامل لسيطرة الإسلاميين والجماعات المتمردة المتطرفة” وفق ما ورد، ففي الثاني عشر من شهر نيسان من العام الحالي، تمكنت قوات النظام السوري من السيطرة بشكل رسمي على مدينة دوما. الأمر الذي تسبب في نزوح جماعي للسكان هناك. حيث يكشف التقرير بأنه وقبل ذلك بيومين فرّ 75339 شخص من الغوطة الشرقية ومن منطقة القلمون القريبة من مدينة دمشق. وذلك بحسب تقرير للمنظمة السورية غير الحكومية “وحدة تنسيق الدعم”، بينما تشير الإحصائيات الرسمية لهيئة الأمم المتحدة إلى نزوح 65 ألف شخص في ذلك التاريخ. كذلك وصل عدد الفارين من منطقة عفرين جراء العدوان الذي شنته #أنقرة بالتعاون مع بعض فصائل المعارضة التابعة لها، والذي بدأ في العشرين من شهر كانون الثاني من العام الحالي، إلى 250 ألف شخص، وذلك بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

لكن مأساة النزوح السوري لم تتوقف بعد الشهور الأربعة الأولى من عام 2018. فمنذ ذلك الحين تمكنت قوات بشار الأسد من السيطرة على ريف محافظة حمص في شهر أيار الماضي، وذلك بعد اتفاق المصالحة المزعوم. وعلى إثره، تم إجلاء أكثر من 34500 شخص من الثوار وعائلاتهم وكذلك من المدنيين غير المتورطين في أعمال قتالية. في الوقت الذي بقي فيه حوالي 150 ألف شخص في تلك المناطق رافضين مغادرتها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويضيف التقرير بأنه علاوةً على هذا الكم الهائل بعدد النازحين إلى مدينة إدلب وريفها بعد استعادة قوات النظام السيطرة على حلب وريف حمص بدعم من روسيا وإيران ومليشيا حزب الله، فقد أسفرت الهجمات الجوية للنظام السوري وحليفته #روسيا في إدلب وريفها عن مقتل العشرات بل المئات بمن فيهم الأطفال. وبحسب وصف هيئة الأمم المتحدة، فإنها ربما لم تر أسوأ من هذه الأزمة! فالمنظمة الأممية قلقة على مصير أكثر من مليونين ونصف مليون من النازحين يتم دفعهم أكثر فأكثر إلى الحدود التركية.

كما أن هذه الحرب التي اندلعت في سوريا عام 2011 على أثر قمع المظاهرات السلمية المطالبة بالإصلاحات الديمقراطية قد أدت إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص وإجبار الملايين على النزوح الجماعي، ناهيك عن مئات الآلاف من المفقودين. وفي نهاية المطاف، تشير التقارير إلى استعادة النظام السوري اليوم السيطرة على حوالي 60% من الأراضي السورية، وفق ما قالت الصحيفة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.