الجنسية التركية الاستثنائية: ما هي معايير ومراحل إعطائها؟ وكيف يحصل السوريون عليها؟

الجنسية التركية الاستثنائية: ما هي معايير ومراحل إعطائها؟ وكيف يحصل السوريون عليها؟

فراس العلي – الحل

في الساعة التاسعة صباحاً، ما إن تفتتح مديرية الهجرة في مدينة غازي عنتاب أبوابها حتى يتزاحم السوريون للدخول إليها من أجل متابعة معاملاتهم القانونية، بينما يتوجه قسم منهم إلى الغرفة المخصصة للسؤال عن الجنسية التركية كي يسألوا عما إذا وردت أسماؤهم في قوائم المرشحين للجنسية أم لا.

وخصصت مديرية الهجرة مؤخراً موظفين للتحقق من أسماء السوريين المرشحين لنيل الجنسية التركية الاستثنائية، وما على المراجع لهم إلا إبراز الكيملك الذي يحمل الرقم “99” حتى يبدأ الموظف بالبحث بين ملفات المرشحين من أجل التأكد إن ورد اسمه أم لا.

وفي حال ورد اسمه، فإنه يأخذ ورقة مملوءة بالطلبات من قبل الموظف من أجل تأمين الأوراق اللازمة للتقديم على الجنسية التركية.

يومياً، يراجع هذه الغرفة المتواجدة في مبنى مديرية الهجرة عشرات السوريين، أما عن معايير نيل الجنسية فهي “عشوائية”، حسب ما يؤكده مراجعون.

الجنسية الاستثنائية

لم يكن قرار الجنسية التركية الاستثنائية المعطاة للسوريين مدرجاً في قوانين #تركيا، حيث كان قانون الجنسية يقتصر على منحها لعدة حالات مثل الأجنبي الذي يحصل على إقامة عمل ويقيم في تركيا مدة خمس سنوات متتالية أو من يشتري عقاراً بقيمة مالية معينة أو من يتزوج من مواطنة تركية.

لكن مع تجاوز عدد اللاجئين السوريين في تركيا الثلاثة ملايين ونصف مليون لاجئ سوري، وتقديم تركيا الخدمات القانونية المنظمة لهم، باتت النية موجودة لتجنيس فئة من اللاجئين السوريين ومحاولة إعادة توطينهم في تركيا.

وركزت الحكومة التركية على أصحاب الشهادات العلمية ورجال الأعمال الذين لديهم مؤهلات ويساهمون إيجاباً في اقتصاد تركيا.

وجاء قرار منح الجنسية التركية الاستثنائية للسوريين بعد الاتفاق التركي مع الاتحاد الأوروبي والقاضي بضبط تركيا حدودها لقطع الطريق أمام اللاجئين الذين يحاولون الوصول لأوروبا، وإعادة اللاجئين الذين وصلوا للجزر اليونانية.

تحديث البيانات

مع بدء الحكومة التركية بمرحلة “تحديث بيانات” السوريين السنة الفائتة، وافتتاح مراكز خاصة بذلك، كان لابد على اللاجئين السوريين مراجعتها من أجل تحديث بياناتهم.

وهذه العملية عبارة عن إدراج وثائق ثبوتية وشهادات جامعية في ملف كل لاجئ سوري حاصل على بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك” وكانت الأساس لبدء الحكومة التركية بمنح الجنسية التركية الاستثنائية للسوريين.

ويتم ترشيح فئات معينة من اللاجئين للجنسية، وهم الأساتذة الجامعيين والشيوخ ورجال الأعمال وخريجي الجامعات والطلاب المسجلين في الجامعات التركية الذين قدموا وثائقهم التي تثبت ذلك أثناء تحديث البيانات.

ومع تحديث البيانات نقلت دوائر الهجرة قوائم السوريين من خانة “98” إلى “99” وهو النظام الجديد الذي بات معتمداً بالنسبة للاجئين في تركيا، وما إن ينهي اللاجئون تحديث بياناتهم حتى يحصلوا على الكيملك الجديد “الأصفر”.

وتختار دوائر الهجرة قوائم الأسماء التي يتم ترشيحها لنيل الجنسية التركية من قوائم السوريين الذين حدثوا بياناتهم، وتركز على فئات معينة حاصلين على شهادات جامعية أو طلاب يدرسون في الجامعات التركية أو رجال أعمال.

انتظار على أبواب الدوائر

أحمد عيسى (كان أحد المنتظرين للسؤال عن اسمه) يقول للحل: “مضى على وجودي نحو ربع ساعة، هناك أناس خرجوا وهم يحملون قائمة الطلبات، أي تم ترشيحهم للجنسية، وهناك آخرون لم ترد أسماءهم، الأمر عشوائي فمن تم ترشيحه لا يملك شهادة جامعية أحياناً، بينما هناك أناس وردت أسماءهم رغم أنهم لم يكملوا دراستهم”.

ويضيف: “آتي إلى هنا كل شهر تقريباً واستفسر عن اسمي إن ورد أم لا، حيث يستقبل الموظفون قوائم مرشحين كل 15 يوماً حسب ما سمعت”.
قوائم الطلبات

من يرد اسمه كمرشح لنيل الجنسية التركية، يحصل على قائمة من الطلبات لابد أن يوفرها ضمن موعد محدد ويقدمها لدائرة الهجرة، وهذه الأوراق هي:
-لا حكم عليه مصدق بشكل رسمي
-صورة عن جواز السفر “إن وجد”
-صورة عن بطاقة الحماية المؤقتة “كيملك”
-صورة عن دفتر العائلة مترجمة ومصدقة من الكاتب بالعدل (الصورة تشمل صفحة المرشح للجنسية وصفحتي الوالدين)
-صورة الشهادة الجامعية مترجمة ومصدقة من الكاتب بالعدل مع إبراز الأصلية (إن وجدت).
-وثيقة السكن
-لا حكم عليه
-فاتورة كهرباء أو ماء.

وإن كان المرشح صاحب شركة لابد أن يقدم:
-جريدة السجل التجاري
-اللوحة الضريبية
-أوراق غرفة التجارة
-مصدقة التوقيع

وإن كان المرشح للجنسية طالباً جامعياً، لابد أن يوفر:
-إقامة الطالب.
-لابد أن يتقن اللغة التركية ولو بشكل نسبي، حيث يؤكد طلاب أنه تم رفض عدة مرشحين طلاب، بسبب عدم إتقانهم للغة التركية.

ويقول عمار (طالب جامعي 24 سنة) وهو أحد المرشحين للجنسية التركية: “بعد إكمال الأوراق المطلوبة قدمتها لمديرية الهجرة، وهنا خضعت للمقابلة الأولى من دائرة الهجرة، وبعد نحو شهر اتصلوا بي لإجراء المقابلة الثانية وكانت مع عناصر شرطة في مبنى الأمنيات، وبعد نحو أسبوعين كانت مقابلتي الثالثة والأخيرة مع الوالي أو أحد نوابه”.

ويتابع حديثه لموقع الحل: “بعد الانتهاء من المقابلات نبدأ بالمراحل السبعة التي تنتهي بحصولنا على الهوية التركية، وأنا الآن وصلت للمرحلة الرابعة”.

ويمكن للمرشحين الذين بدؤوا بالمراحل أن يتابعوا ملف الجنسية عبر موقع حكومي تركي “vatandaş sorgulama”.
https://vatan.nvi.gov.tr/moduller/basvuru/basvurudurumbilgi.aspx

مراحل الجنسية

تعتبر المقابلة الأخيرة التي يخضع لها المرشح للجنسية هي بداية المراحل السبعة، حيث يتم كتابة تقرير عن المرشح من قبل اللجنة التي أجرت المقابلة.
وفي حال تجاوز المرشح المرحلة الأولى، ينتقل للمرحلة الثانية التي تتجسد بإرسال أوراقه إلى مديرية الهجرة المركزية في أنقرة، وبعد ذلك ينتقل للمرحلة الثالثة التي تتلخص بتأكيد وصول الأوراق لمديرية الهجرة وتشكيل فريق لمتابعتها، بعد ذلك تأتي المرحلة الرابعة التي تعتبر “المرحلة الأمنية”.
وفي هذه المرحلة، يتم التحري أمنياً عن الشخص المرشح للجنسية، وتعتبر أصعب المراحل، حيث لا يزال هناك مرشحون للجنسية مضى على وجود ملفاتهم بالمرحلة الرابعة نحو سنة كاملة.

ومن يجتاز المرحلة السابقة ينتقل للخامسة التي تعتبر روتينية، حيث يتم إضافة اسم المرشح إلى قائمة مرشحين من أجل عرضها على المسؤولين المختصين للتوقيع على قرار التجنيس.

وبعد ذلك، تأتي المرحلة السادسة التي يتم فيها التوقيع على قوائم المرشحين، وإرسال قرارات منح المرشحين الجنسية للفروع، من بعدها المرحلة السابعة التي تهنئ المرشحين بنيل الجنسية التركية.

ويجب على المرشحين الذين أنهوا المراحل السبعة مراجعة مديرية النفوس من أجل أخذ كتاب التجنيس ومن بعدها يستخرجون الهويات التركية، وجوازات السفر التركية إن أرادوا.

يذكر أن عدد اللاجئين السوريين الذين نالوا الجنسية التركية فاق الـ 55 ألف سوري إلى غاية آذار الماضي، حسب ما قالته اللجنة الفرعية للاجئين التابعة للجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي، بينما لا يزال هناك الآلاف من السوريين عالقين بالمرحلة الرابعة “التحري الأمني”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.