غرب فرنسا: لاجئ سوري يساعد الجمعيات التي ساعدته

غرب فرنسا: لاجئ سوري يساعد الجمعيات التي ساعدته

نشرت صحيفة غرب فرنسا تقريراً عن “قصة نجاح” لاجئ سوري بدأ حياته في فرنسا بتلقي المساعدات من الجمعيات الخيرية، لينتهي به المطاف بلتبرّع لهذه الجمعيات التي ساعدته.

فقد وصل هوزان محمد، والذي كان يعمل صحفياً في مدينة حلب، إلى باريس في نهاية عام 2014 وانتقل بعدها إلى مدينة بيزانسون لينتهي به المطاف في مدينة لورن في شهر آذار 2015. حيث تم إيوائه في مركز استقبال اللاجئين، واستفاد خلال شهرين من إقامته هناك من المساعدات الغذائية التي تقدمها الجمعيات الخيرية في المنطقة.

وقد كان من الصعب على هوزان أن يتقبل هذه المساعدات لكن لم يكن لديه خيار آخر. وقد بدأ بالبحث عن عمل منذ وصوله لكن محاولاته باءت بالفشل بسبب عائق اللغة. الأمر الذي دفع به إلى تعلّم اللغة الفرنسية في الجمعيات التي تساعد اللاجئين هناك.
ويكشف التقرير كيف أن هوزان تمكن بسرعة كبيرة من التواصل مع أحد المخابر الفرنسية المتخصصة في صناعة وتسويق المواد الغذائية الخاصة بالأطفال. حيث يبين هوزان لصحيفة غرب فرنسا كيف أنه لاحظ أن هناك نقصاً كبيراً في حليب الأطفال في مناطق الحروب ومخيمات اللاجئين. فاقترح هوزان على ذلك المخبر بتطوير وتصدير الحليب المجفف إلى سوريا وكذلك إلى العراق وتركيا حيث مخيمات اللاجئين. وبذلك وقّع هوزان عقده الأول مع المخبر المذكور وأنشأ مشروعه الذي بدأ بالعمل بجد منذ ذلك الحين.

وإن كانت فكرة هوزان في البداية هي تصدير الحليب، إلا أنه لم يتخل عن فكرة التبرع به أيضاً. فهو يقوم بتوريده بشكل منتظم إلى مخيمات اللاجئين في شمال سوريا. وفي يوم الأربعاء الماضي, قام هوزان بالتبرع بمبلغ 8500 يورو للجمعيات الخيرية التي ساعدته في البداية، معلناً: “أريد أن أساعد من ساعدني”. لترد عليه محاسبة إحدى هذه الجمعيات: “إن ما تقوله يساوي كل ذهب العالم”.
وقبل مغادرة هوزان لمقرات هذه الجمعيات، طلب من المسئولين بتزويده بأعداد وأعمار الأطفال الذين ترعاهم هذه الجمعيات. وتعهّد بالتبرع كل شهر بالحليب اللازم لهذه الجمعيات. وينهي هوزان حديثه لصحيفة غرب فرنسا بالقول بأنه إذا ما تحسن الوضع في سوريا وأصبح واضحاً، فإنه سيعود بكل تأكيد إلى بلده، لكن إلى ذلك الحين فإنه لن يتوقف عن الجولات المكوكية بين فرنسا وسوريا لإنقاذ حياة الأطفال هناك. ويعبّر هوزان عن خالص امتنانه لفرنسا بالقول: “أريد أن أعطي لهذا المجتمع ما أعطاني إياه عند وصولي، وإن كانت سوريا هي أمي فإن فرنسا هي أبي”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.