مطاعم دمشق القديمة.. من أغاني فيروز إلى موسيقا الـ DJ وسهرات راقصة

مطاعم دمشق القديمة.. من أغاني فيروز إلى موسيقا الـ DJ وسهرات راقصة

فتحي أبو سهيل

أعلنت “محافظة دمشق” مؤخراً عن إغلاق 58 باراً ومطعماً في دمشق القديمة العام الحالي، بينما أعلنت لجان الضابطة العدلية التابعة لوزارة #السياحة عن 138 ضبط إغلاق لمنشآت سياحية خلال ذات الفترة على مستوى البلاد، وتنوعت أسباب الإغلاقات بين الإعلان عن أسعار زائدة وعدم النظافة وتقديم لحوم فاسدة، إلى تقديم المشروبات الكحولية، والتعدي على الأملاك العامة وإزعاج الجوار وعدم وجود ترخيص.

الحملات التي تشنها “محافظة دمشق” ووزارة السياحة التابعة لحكومة النظام، كانت مكثفة بشكل ملفت بالنسبة للسوريين خلال 2018، حتى أن الإغلاقات طالت محلات ومطاعم مشهورة ومعروفة على مستوى #سوريا ككل وليس دمشق فقط، كبوظة بكداش الذي أغلق مرتين، وكرواسان القيمرية، وكان حجم الإغلاقات هو الأعلى خلال 10 أشهر فقط بتاريخ وزارة السياحة.

من فيروز لـDJ

بظل الضغوط التي تمارسها الجهات الرقابية بشكل غير مسبوق للحصول على موارد مالية للحكومة، بحسب أحد أصحاب المطاعم بدمشق القديمة، تعاني المطاعم من قدرتها للحصول على زبائن، مادفعها لابتكار أساليب جديدة “لشد الزبون”، تراها “محافظة دمشق” بعضها مخالفة للقوانين وتلاحق كل من يرتكبها.

وتابع صاحب المطعم “تضطر بعض المطاعم في دمشق القديمة للتحول إلى بارات مساءً، فالمنطقة هناك لم يعد يرتادها السياح الذين يرغبون بالتمتع بالمشهد الدمشقي وطقسه الشرقي، فمن فيروز انتقلنا إلى الـdj وأغاني الدبكة، وبات الاعتماد على الفترات المسائية من الساعة 5 حتى ساعات الفجر الأولى، لنقدم حفلات الرقص والمشاريب الكحولية”.

وأضاف “اعتمادنا الكامل اليوم على هذه الحفلات، وعلى المشاريب الروحية، إلا أن محافظة دمشق ترى بأن ذلك بحاجة ترخيص، علماً أن جميع المطاعم هنا تحولت إلى نظام الديسكو، والمحلات الصغيرة تحولت إلى بارات، باستثناء بعض المطاعم التي باتت تعتمد على حفلات التخت الشرقي وهذه الأخيرة ليس لها رواد يمكن مقارنتها بحفلات الدبكة والـdj”.

شد زبون

وبدوره، يقول مدير مطعم في باب توما، إن المطاعم تضطر اليوم لرفع أسعار الأطباق دون الرجوع لوزارة السياحة، مبرراً ذلك بقوله “زبائننا قليلة حالياً، وسعر الصرف يتبدل، والأسعار التي وضعتها السياحة لا تناسب هذا الواقع”، وأضاف “رغم قيامنا برفع أسعار بعض الأطباق، إلا أننا نقدم بالتوازوي تخفيضات وعروض على أطباق معينة أو في فترات معينة خلال النهار، لنستطيع تحقيق الربح الجيد، وشد الزبائن إلينا”.

ويشرح المدير معاناته بقوله “نقوم ما بوسعنا لجذب الزبائن وسط تحول معظم المطاعم لبارات ونوادي ليلة، فنظمنا صبحيات السيدات، وخصومات لأعضاء بعض المجموعات على فيسبوك عبر عروض خاصة بهم، إضافة إلى نشر إعلانات عروض الوجبات عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وقدمنا مسابقات للربح، وجلبنا مطربين، وأطباق غربية جديدة”.

وباتت اغلب المطاعم اليوم تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي لجذب #الزبائن عبر العروض التي تقدمها بأيام وأوقات محددة وعلى أطباق معينة فقط، أو على الأركيلة والمشاريب لجذب الزبائن، ويعقّب كابتن أحد المطاعم في الشعلان، والذي تنقل بين أكثر من مطعم في باب شرقي وباب توما، إن “المطاعم اليوم فقدت زبون المحل الدائم، وهي اليوم تعتمد على الزبائن الطيارة بحسب مصطلحاتنا”.

اختفاء زبون المحل

وتابع “رغم كل الجهود لجذب #الزبائن، إلا أن زبون #المحل الدائم والذي يتردد على ذات المحل بشكل متواتر مفقود، وباتت الزيارات الدورية تتكرر كل شهر إلى عدة أشهر لمرة واحدة، لهذا السبب ترى جميع المطاعم والمقاهي تعتمد على العروض والحفلات وغيرها من الأساليب”، كاشفاً أن “أغلب الأحيان العروض تكون وهمية، كأن يتم تحديد وقت ويوم معين فقط لهذا العرض، وعند الحضور يطلب الشخص مايريد، ليتفاجئ عند قدوم #الفاتورة أن العرض على طبق محدد وليس كل شيء، وبالتالي يتم فقدان الزبون من جديد”.

وفي فترة الصيف، لوحظ زيادة إقبال السوريين على المنتزهات لرخص الأسعار فيها، مقارنة بالمطاعم، حيث يستطيع الزبون أخذ مايريد من طعام وشراب إلى المنتزه، وتوفير #الضرائب والابتعاد عن الأسعار المرتفعة في #المطاعم التي باتت خارج قدرة العديد من السوريين الاقتصادية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.