داعش وغسيل الأموال في تركيا .. شبكات تنشط وعمليات أمنية متجددة

داعش وغسيل الأموال في تركيا .. شبكات تنشط وعمليات أمنية متجددة

حسام صالح – موقع الحل

شكلت تركيا بحكم العامل الجغرافي لها بوابة العبور لهروب عناصر تنظيم الدولة “داعش” وقادته من #سوريا والعراق بعد تراجع نفوذه وتلاشي المناطق التي يسيطر عليها.

وأصبح عناصر التنظيم وقادته الفارين محصورين في خيارين، إما الاستقرار في #تركيا والقيام بعملية غسيل واستثمار الأموال التي جلبوها معهم، أو العودة إلى بلدانهم الأصلية والتعرض للملاحقة القانونية.

ومنذ العام 2015 بدأت تركيا بأكثر من 20 ألف حملة أمنية في مختلف المدن #التركية للقبض على عناصر التنظيم وقادته الهاربين، وألقت خلالها تلك الفترة القبض على أكثر من 5000 عنصر، غالبيتهم من الأجانب، كما قامت بترحيل نحو 5000 آخرين، بينما يقبع أكثر من 3000 في السجون، بحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية.

داعش وغسيل الأموال

سلطت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية الضوء على استغلال تنظيم “#داعش” لتركيا، والاستفادة منها كمركز لعمليات غسيل #الأموال وتمويل عملياته بالإضافة إلى محاولة القادة الفارين في كل من سوريا والعراق استثمار أموالهم التي جلبوها معهم، وتوضح المجلة أن “قيادات التنظيم قامت بغسيل نحو 400 مليون دولار عن طريق شركات في تركيا، كما قامت بشراء الذهب وتخزينه للبيع في المستقبل، ولا يتحاج التنظيم لأموال كبيرة في هذه الفترة، ما سيوفر له في المستقبل ما يكفي للبقاء كحركة إرهابية لديها القدرة على شن حرب عصابات طويلة الأمد في سوريا والعراق”، بحسب ما ذكؤت المجلة.

فيما نقلت مجلة “الايكونومست” البريطانية عن تجار العملة في بعض المدن التركية الحدودية مع سوريا، تأكيدهم أن “التنظيم بدأ منذ العام 2017 بنقل مبالغ مالية كبيرة نحو تركيا، وذلك عبر شبكات تحويل معقدة، كمحال الصرافة غير المرخصة، والتي يصعب تنظيمها”.

وحول هذا الموضوع أكد الرئيس السابق لقسم مكافحة #الإرهاب في الشرطة التركية (أحمد يايلا) أن ” مبلغ 500 دولار شهرياً كافية لتمويل وإقامة خلية مكونة من شخصين أو ثلاثة أشخاص”، مشيراً إلى خطورة الموضوع.

بدورها تحدثت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قبل أيام، أن الأموال المنقولة إلى تركيا تهدف إلى إعادة تمويل تنظيم داعش، عند عودته في المستقبل.

“وزراء” للتنظيم في قبضة تركيا

لا يمر شهر إلا وتعلن السلطات التركية القبض على عناصر وقياديين تابعين لداعش في المدن التركية ممن هربوا واستقروا فيها، آخرها كان في شهر تشرين الثاني الماضي، حيث قضت محكمة تركية بحبس 15 شخصاً بتهمة نقل أموال للتنظيم.

وأكدت المحكمة أن المتهمين كان بحوزتهم عملات أجنبية تقدر بمئات آلاف الدولارات، ومعدة للتحويل إلى كل من سوريا والعراق ولبنان وإندونيسيا وليبيا، وفقاً لما نقلته وكالة الأناضول الرسمية.

كما اعتقل الأمن التركي في أيلول الماضي 417 اشتبه بتورطهم في عمليات غسيل الأموال وتحويل نحو 205 مليار ليرة (420 مليون دولار) إلى حسابات مصرفية في الخارج، خلال مداهمات شملت 40 محافظة تركية.

وحول الشخصيات القيادية في التنظيم، القت السلطات التركية القبض على عدة شخصيات خلال العام 2018، بناء على معلومات نشرتها وسائل إعلام تركية على النحو التالي:

“احتجزت تركيا قبل شهرين مواطنين روسيين ألقي القبض عليهما في حملة أمنية تستهدف خلايا داعش، أحدهما مطلوب دولياً بتهمة الإرهاب، وأنه تورط في الفترة الأخيرة بتهريب زوجات عناصر داعش المقتولين في سوريا إلى الأراضي التركية، وتوفير إقامة لهن هناك”.

وفي كانون الثاني الماضي اعتقل (كفاح بشير حسين)، المسؤول عن ديوان الصحة في تنظيم داعش، و13 آخرين، خلال عملية أمنية في ولاية شانلي أورفة، جنوبي البلاد، وذلك بعد عبورهم من سوريا إلى تركيا، بواسطة مهربين.

أما في شهر شباط الماضي، أعلنت قوات الامن التركية القبض على من يسمى وزير إعلام داعش (عمر ياتاك) في العاصمة التركية أنقرة، الذي كان يشرف على إدارة المنابر الإعلامية للتنظيم، وتبين وقوفه وراء الكثير من العمليات الإرهابية في تركيا، بحسب وكالة “الأناضول” الرسمية.

كما ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية في نيسان الماضي القبض على (رائد حاج عثمان)، الملقب بجلاد داعش في الرقة، ضمن عملية أمنية ألقي خلالها القبض على 8 عناصر من التنظيم، بينهم امرأة.

وفي شهر نيسان أيضاً، قالت قوات الأمن التركية إنها تمكنت من إلقاء القبض على 4 قياديين بارزين في تنظيم داعش بمدينة أزمير، بينهم أمير التنظيم لمحافظة دير الزور ومحيطها (قيصر الهداوي)، حيث كانوا ينوون التوجه إلى خارج تركيا، وأشارت المصادر إلى أن أمير داعش المعتقل متورط بقتل 700 مدني في سوريا، وهو أحد المقربين من زعيم التنظيم (أبو بكر البغدادي).

وكشفت المصادر الأمنية أيضاً، عن القبض على أحد العناصر الخطيرة في تنظيم داعش بمدينة أضنة التركية خلال شهر أيار الماضي، تبين أنه كان مسؤولاً عن إنتاج رؤوس صواريخ لصالح التنظيم على مدى عام ونصف في مدينة الباب بريف حلب، وهرب إلى تركيا وأصبح يعمل في جمع النفايات الورقية، واعترف أنه أجبر على العمل مع التنظيم وأنتج 60 رأساً لصواريخ استخدمتها داعش في كل من سوريا والعراق.

ولعل أبرز النساء اللواتي تم إلقاء القبض عليهن كانت (صدا دودوركايفا) زوجة المدعو (أبو عمر الشيشاني) وزير حرب التنظيم الذي قتل في العراق، وهي ابنة (أسو دودور كاييف) الوزير السابق في الشيشان، وذلك أثناء سفرها من مطار اسطنبول بجواز سفر مزور خلال شهر حزيران الماضي.

أما خلال شهر أيلول الماضي، ألقت قوات الأمن التركية القبض على (أمير أضنة) ويدعى (أيوب ب)، وتم التوصل إليه عقب اعترافات أدلى بها منتسبون للتنظيم، جرى القبض عليهم في وقت سابق، كما ألقى الأمن التركي خلال الشهر نفسه في مدينة قيصري وسط البلاد القبض على (عبد الخالق كوردي) القائد العسكري السابق للتنظيم في قضاء سنجار بالعراق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.