إزالة 500 ألف متر مكعب من الأنقاض في الرقة ومطالبات بزيادة الدعم

إزالة 500 ألف متر مكعب من الأنقاض في الرقة ومطالبات بزيادة الدعم

(الحل) ينتهي بعد أيام قليلة مشروع “الآليات” الذي يدعمه (التحالف الدولي) لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ويتضمن إزالة الركام من مدينة #الرقة التي شهدت معارك ضد التنظيم في 2017، غير أن أهالٍ لا يزالون يشتكون من انتشار الركام في عدد من أحياء المدينة.

وأعلن (التحالف الدولي)، في وقت سابق من الشهر الجاري، أن مشروع “الآليات” الذي أطلق قبل نحو عام، ساهم بإزالة وترحيل ما يقارب الـ 500 ألف متر مكعب من الأنقاض في الرقة.

المشروع شمل الرقة وقرىً بريفها

وقال مدير المشروع (صدام شهاب) لموقع “الحل”، إن “تنفيذ المشروع تم وفق خطط شهرية، وقسمت المدينة إلى قطاعات وتم توزيعها على الأطراف المشاركة بالمشروع”، لافتاً إلى أن “فريق التدخل المبكر لا يزال حتى الآن مستمراً في أعمال تنظيف بعض أحياء المدينة”.

وأضاف أن “العديد من الأحياء على أطراف مدينة الرقة ومنها حي الأكراد والدرعية والحصيوه تم فرش بعض شوارعها بالركام بهدف الاستفادة من الركام نتيجة قلة الدعم المقدم”.

وفي ريف الرقة، لفت شهاب، إلى أن #المشروع ساهم بتأهيل الشوارع في قرى بريف الرقة، وأبرز تلك القرى، الحمرات والعبد الله الخليل والسمرا والقحطانية والصكورة وخنيز والحلوة عبد وكوبش.

وأوضح أن “المشروع شمل تأهيل مجموعة من الجسور كجسر الرقة السمرة، وجسر المارودة وجسر الفروسية وجسر الصوامع، إذ أنها تعتبر جسور رئيسية في المدينة لذلك قمنا بردمها بالركام، كحل إسعافي نتيجة قلة الدعم”.

وشارك في تنفيذ المشروع، كلٌّ من لجنة الإعمار في مجلس الرقة المدني، ومنظمة فريق صناع المستقبل وفريق التدخل المبكر، بحسب شهاب.

وذكر (رئيس لجنة إعادة الإعمار بمجلس الرقة المدني) لموقع “الحل”، أن “اللجنة قامت بتنفيذ الجزء الأكبر من المشروع إذ تم تنظيف 17 قطاعاً من أصل 26 قطاعاً من المدينة إليها، بالإضافة إلى 29 شارع رئيسي من المدينة”.

واضاف أن “المستفيدين من المشروع هم كل سكان الرقة، ذلك أن أعمال التنظيف شملت الشوارع بأكملها”، وفق تعبيره.

الأهالي: ساهمنا بإزالة أكثر من نصف ركام المدينة

وذكرت مصادر أهلية من الرقة لموقع “الحل”، أن “الطرف الأبرز في أعمال إزالة الأنقاض كان #المدنيين من أصحاب المنازل التي دمرت، ذلك أنهم ساهموا بانتشال أكثر من 50% من ركام المدينة”.

وقال أحمد يوسف (من سكان الرقة) لموقع “الحل”، إنه “لا يمكن انكار ما بذلته المنظمات بدعم من التحالف من جهود لإزالة الأنقاض، لكن الأكيد أن المدنيين أزالوا كمية أكبر من تلك التي أزالتها هذه الجهات”.

وأشارت المصادر، إلى أن “السبب وراء اعتماد أهالي الرقة على ورش إزالة الركام هو بطء العمل الذي كانت تقوم به المنظمات والمؤسسات المعنية في انتشال الركام”.

وأظهر تقرير أعده موقع الحل في أيار من العام 2017، أن ركام الرقة تحول إلى مصدر لتأمين فرص عمل لآلاف الشباب، الذين فقدوا أعمالهم بسبب #الحرب، وأوضح أن ورش خاصة، كانت تتفق مع أصحاب المنازل، على استكمال هدم الأبنية المتضررة، وإزالة الأنقاض مقابل الحصول على كمية من الحديد الموجود ضمن جسم البناء.

أهالٍ كثر غير قادرين على تأمين مصاريف إعادة البناء

وأوضحت مصادر في مدنية من الرقة، أن غالبية الشكاوى من عدم إزالة #الأنقاض حتى الأن، تتركز في أحياء مثل الحرامية والبدو والمحطة ومساكن الادخار والبياطرة، ذلك أن “هناك الكثير من المنازل لا تزال مدمرة حتى الآن”.

في حين، أكد مدير المشروع (صدام شهاب)، أن “العديد من الأحياء وكذلك الشوارع تم تنظيفها لأكثر من مرة، في سياق المشروع، كما جرى في أحياء الحرامية والبياطرة والمحطة”، وفق شهاب.

ولفت إلى أن “سكان الأحياء لم يكونوا يقومون بأعمال تجديد منازلهم وترحيل أنقاضها بشكل متزامن، فكنا نجد الركام من جديد في نفس الشوارع التي نظفناها في وقت سابق، كلما قرر أحدهم تجديد منزله”.

من جهته، قال أحمد يوسف (من سكان الرقة) إن “هناك الكثير من أصحاب المنازل المدمرة لا يستطيعون تأمين مصاريف إعادة بنائها، وكانوا يعولون على مساعدة أكبر من تلك التي قدمها التحالف الدولي”.

لا تزال الرقة تعاني من ركام الدمار

ومن المقرر أن ينتهي مشروع الآليات، في الـ 25 من كانون الثاني الحالي، رغم أن مدينة الرقة لا تزال تعاني من انتشار ركام المباني المدمرة، ولا يدري القائمون على المشروع فيما إذا سيتم دعم استمراره أم لا.

ولفت يوسف إلى أن “بقاء هذا المشروع عام أخر، سيقدم مساعدة وربما فرصة أخرى لمن لم يستطع تأمين تكاليف إعادة تجديد منزله في العام السابق”، موضحاً أن “الرقة لا تزال تحتوي على نسبة ليست قليلة من الدمار”.

وسقط عشرات المدنيين قتلى، في الرقة نتيجة الألغام وانهيار أبنية مدمرة، بعد بدء عودتهم إلى الرقة في أوائل 2018، وذلك عقب خروج تنظيم (داعش) في أواخر عام 2017 من المدينة، وقدر عدد الألغام التي زرعها التنظيم في المدينة بحوالي 8 آلاف لغم.

إعداد: جوان علي 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.