كيف حافظت روسيا على بعض فصائل درعا بسلاحها الخفيف؟

كيف حافظت روسيا على بعض فصائل درعا بسلاحها الخفيف؟

درعا (الحل) – بعد سيطرة النظام السوري على محافظة درعا في شهر تموز/ يوليو من العام الماضي، انحلت معظم التشكيلات العسكرية المعارضة في المحافظة، وأبرم قادتها وعناصرها تسويات أمنية مع النظام.

السقوط المفاجئ لمحافظة درعا، وتغلغل رجال المصالحات بين السكان وبثّهم للإشاعات ونقل رسائل تهديد النظام للسكان وخاصة الشبان والعناصر السابقين، ساهم بشكل كبير بانضمام مئات العناصر لقوات النظام ممثلة بالأفرع الأمنية والميليشيات المرتبطة بحزب الله اللبناني، وقسم آخر التحق بالخدمة العسكرية والاحتياط، تخوفاً من الاعتقال والملاحقة الأمنية.
كما لجأ النظام السوري بعد مضي أشهر من سيطرته على المحافظة، إلى اعتقال قسم كبير من قادة وعناصر المعارضة السابقين، ممن كان لهم أثر في القتال ضده، ولم ينضموا للأفرع الأمنية أو الميليشيات.

لكن ومع بروز الدور الروسي في السيطرة على الجنوب السوري، ووجود تنسيق مسبق مع بعض القيادات المعارضة، أبقت روسيا على بعض الفصائل لتنفيذ مهام تمليها عليهم، بهدف إبقاء نفوذ عسكري لا ينتمي لإيران والميليشيات الموالية لها.
وقال نجيب أبو المجد، القيادي السابق في صفوف المعارضة بدرعا، لموقع الحل، إن روسيا حافظت على تشكيل عسكري أو اثنين في كل منطقة بدرعا، وأجبرتهم على تسليم أسلحتهم الثقيلة بموجب اتفاق التسوية، ولكن حافظت على أسلحتهم الخفيفة وقسم من الأسلحة المتوسطة، كما جرّدتهم من أي معدات عسكرية أمريكية مثل النواظير الليلية والكاميرات الحرارية، إضافة للصواريخ المضادة للدروع.

وأشار أبو المجد، إلى أن الضباط الروس طلبوا منذ بداية تنفيذ اتفاق للتسوية من بعض قيادات الفصائل، الحفاظ على تشكيلاتهم وعناصرهم، للانضمام للفيلق الخامس لحماية مناطقهم، ووعدوا بأن تبقى خدمتهم في درعا، لكن سرعان ما تبدّل ذلك وتوسعت دائرة قتالهم لتشمل البادية السورية والشمال السوري.
وذكر القيادي، أن أبرز الفصائل المرتبطة بروسيا هو فصيل شباب السنة بريف درعا الشرقي، يتزعمه المدعو “أحمد العودة” الذي كان على تواصل مسبق مع الضباط الروس، وساهم بشكل كبير في سقوط الريف الشرقي بيد النظام السوري، كما وضعت روسيا القيادي “أبو مرشد البردان” مسؤولاً عن تشكيل الفيلق الخامس بريف درعا الغربي، وهو من أدخل النظام السوري إلى المناطق الحدودية مع الأردن وصولاً لمنطقة حوض اليرموك التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم الدولة.

وقال مصدر خاص، رفض الكشف عن هويته لموقع الحل، إن أبو حمزة العودة كان الذراع الأبرز للروس في درعا، وكان يحضر اجتماعات معهم في ريف السويداء قبل بدء هجوم النظام على درعا، كما كان على تنسيق مباشر مع المخابرات الأردنية للإسراع في إتمام سيطرة النظام على المنطقة الحدودية مع الأردن شرق درعا، لمنع تجمع أعداد كبيرة من النازحين على الحدود لفترة طويلة، لتفادي وضع الحكومة الأردنية في موقف محرج مع الأمم المتحدة، مضيفا أن مدن بصرى الشام وطفس وداعل، تحولت لمعاقل رئيسية للفيلق الخامس بدرعا، الأمر الذي زاد من النزاع غير العلني مع ضباط الأفرع الأمنية، حيث شكّل ذلك عائقاً أمام عودة السطوة الأمنية، خصوصاً أن بعض لجان التفاوض حافظت على تواصلها مع الروس، وتجتمع معهم من وقت لآخر للحد من التجاوزات الأمنية وحل الملفات العالقة حتى الآن من جهة سلطات النظام.

ويختلف الوضع كليا في مدينة درعا، عما هو عليه في باقي مناطق الريف، حيث أن تشكيلات المعارضة وأبرزها فرقة 18 آذار، لا تزال تحافظ على وضعها وجزء من سلاحها الخفيف، دون الانضمام للفيلق الخامس أو الأفرع الأمنية.

وقال عبد العزيز محمد، أحد الوجهاء في مدينة درعا، لموقع الحل، إن مدينة درعا هي المنطقة الوحيدة التي لم تدخلها قوات النظام للآن، ولم ينضم شبانها للأفرع الأمنية، ويعود ذلك للشروط التي وضعتها اللجنة الممثلة عن المدينة في اجتماعات اتفاق التسوية قبل أشهر، حيث كان الشرط الأول لإتمام الاتفاق، عدم دخول أي قوة عسكرية للنظام، إنما يتم رفع علم النظام وعودة المؤسسات الخدمية، معربا عن تقديره للجنة التفاوض وبعض أبناء المدينة، لـ “تجنيب المدينة السطوة الأمنية”، إلا أن ذلك قابله عقاب جماعي من قبل النظام، بتهميش المنطقة خدمياً.

وتشهد بعض مناطق محافظة درعا، توتراً أمنياً بعد تصاعد وتيره الهجمات ضد عناصر ومواقع النظام السوري، كما شمل ذلك أيضاً رؤوس المصالحات، تزامناً مع مظاهرات ووقفات احتجاجية ضد التجاوزات الأمنية.

إعداد: محمد الأحمد – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.