خاص (الحل) – في الوقت الذي تصدّر خبر «نهاية تنظيم داعش» بشكل كامل في سوريا على كبريات مؤسسات الإعلام والصحافة في العالم، غاب الخبر بشكل تام عن وسائل الإعلام الحكومية السورية، بما في ذلك الوكالة الرسمية للأنباء سانا.

ويُشير مربع البحث عن كلمتي «الباغوز وداعش» إلى نهاية شهر شباط، أي قبل حوالي شهر من الآن، بخبر يتيم حمل عنوان «إرهابيو تنظيم داعش يخرجون من أوكارهم في قرية الباغوز بريف دير الزور». وبعد ذلك اختفت مُجريات المعركة من سطور أخبار الوكالة.

وتتجنّب وسائل إعلام النظام الأخبار المتعلقة بالأكراد، بما في ذلك العمليات العسكرية العنيفة التي دارت مؤخراً شرق البلاد، وتسمّي «قوات سورية الديمقراطية»، بـ «ميليشيات قسد المدعومة أميركياً»، وتركّز على أخبار خساراتها أو تتهمها بانتهاكات ومجازر.

وحملت أخبار وكالة سانا في شهر آذار عن منطقة باغوز«الطابع الإنساني»، وتحولت الوكالة بشكل مفاجئ عن مدافع عن حقوق المدنيين، فراحت تغطي أخبار المنطقة بعناوين على شاكلة «مجزرة جديدة لـ “تحالف واشنطن”.. استشهاد 50 مدنيا أغلبيتهم أطفال ونساء بقصف على مخيم الباغوز»، أو خبراً آخر حمل عنوان «طائرات “التحالف الدولي” تستهدف بقنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا قرية الباغوز بريف دير الزور»، دون أن تأتي على ذكر تنظيم داعش.

ورغم ارتفاع حدة التوتر بين الأكراد في شمال شرق البلاد، وبين الحكومة المركزية، إلا أنًه يستبعد المراقبون في دمشق احتمالية أي عمل عسكري وشيك في مناطق سيطرة «سوريا الديمقراطية»، وإن لوّح به وزير الدفاع السوري قبل أيام في تصريحه الذي خيّر الأكراد بين «المصالحة أو العمل العسكري».

ويؤكد المراقبون أن احتمالات العمل العسكري منفية بالكامل، طالما أن هناك جندي أميركي واحد يقف شرق نهر الفرات، ولا أحد يعلم في المدى المنظور توقيتاً معينا لخروج القوات الأميركية.

وحذرت واشنطن بشكل مستمر من مغبّة عمل عسكري شرق نهر الفرات، وتعرضت القوات السورية ومن يحالفها من ميليشيات أجنبية لعدة غارات من قوات التحالف الدولي، بعد أن حاولت الاقتراب من مناطق تقع شرق الفرات.

وأكدت مصادر موقع (الحل) عدم تحرك أي قطع عسكرية باتجاه الشرق، وبقاء القوات الآلية، والمدرعات والجنود في مواقعها وسط وجنوبي سوريا، بالإضافة للحشد على تخوم مدينة إدلب، دون البدء بعمل برّي فعلي حتى اللحظة.

ولم يسبق لدبابة سورية أن تجاوزت نهر الفرات منذ انتشار قوات «سوريا الديمقراطية» فيها.

واقتصرت المناوشات داخل مدينتي الحسكة والقامشلي على عدة ضربات مدفعية أو اشتباكات متقطعة، كانت تنتهي بغالبيتها باتفاقات معلنة أو غير معلنة.

وترفض دمشق تقديم تنازلات فيما يخص القضية الكردية، ويسيطر الأكراد اليوم على مساحات واسعة شمال شرق سوريا، غنية بالنفط والغاز القمح والثروات الباطنية.

 

إعداد: سعاد العطار – تحرير: سامي صلاح

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.