شوارع لا تليق بالبشر… حفر وانهدامات والميزانيات غير كافية

شوارع لا تليق بالبشر… حفر وانهدامات والميزانيات غير كافية

دمشق (الحل) – لا يكاد يخلو شارع عادي أو اوتوستراد أو حتى حي، من حفر وتصدعات وبقايا مطبات كانت الحواجز الأمنية قد وضعتها قبل ازالتها مؤخراً، إضافة إلى مجمعات الصرف الصحي التي تتوسط الكثير من الشوارع، ومستواها منخفض عن سطح الشارع.

وتضررت الكثير من الشوارع أيضاً، جراء التفجيرات وقذائف الهاون والصواريخ خلال السنوات الثماني السابقة، أو أصابها الضرر والتشقق والانهدام نتيجة قدمها، ولم تقم #محافظة #دمشق بأيّة #صيانة لها، أو أنها اهتمت #للمناطق #المدعومة، أو التي يسكن فيها كبار المسؤولين، تاركة المناطق والأحياء الشعبية على حالها دون أيّ اهتمام.

سائقون وأضرار

(عماد.ر) سائق تكسي في جرمانا بريف دمشق، يشتكي من حال «القميص» الاسفلتي للبلدة، ويقول «البلدية كانت تجني ملايين الليرات يومياً من المخالفات التي تشاد، وأصابت الشوارع بالضرر نتيجة الانهيارات والحفر العشوائي، ورغم ذلك لم تحرك ساكناً بخصوص سوء حال الطرقات جراء ذلك، التي باتت مليئة بالحفر وشكل تجمعات للمياه والأوساخ».

وتابع «الحفريات في كل مكان، وهناك حفر عميقة تسببت بأذية الكثير من السيارات، ولم يتم ردمها من البلدية، بل من السكان»، مضيفاً «البلدية لم تستطع حل مشكلة النظافة حتى تحل مشكلة الحفر، هناك معضلة حقيقية تتمثل بضعف التمويل، وقد قالوها لنا صراحة». حسب مبرراتهم للوضع.
في شارع خالد ابن الوليد بدمشق، عشرات الحفر، وبقايا المطبات ومجمعات الصرف الصحي، التي تسبب يومياً مشاكلاً للسائقين، وأيضاً الطريق المؤدي إلى المتحلق الجنوبي من جهة الفحامة بات بوضع يثير المشاكل للسائقين والمارة عحد سواء.

يقول أحد السائقين على خط دوار الشمالي لـ«الحل»، بات «العمل بهذه المهنة متعباً جداً، يومياً تجد حفراً جديدة دون أيّة صيانة، وكل ذلك يرتب علينا نفقات إصلاح، من إطارات و«المتصورات» الخاصة بنوابض مص الصدمات، و«دوزان السيارة»، ويضيف على حديثه سائق سرفيس على خط جادات سلمية «أحياناً نضطر لتغيير خط سيرنا لوجود حفرة، وقد يستمر الأمر اسبوعاً كاملاً كي يتطوع أحدهم لردمها».

في ركن الدين الحال أسوأ وفقاً لأحد السائقين، مؤكداً «وجود انهدام في منطقة الوادي بالجبل، أدى لتغيير خط سير السرفيس مؤخراً»، مضيفاً «المنطقة ذاتها تعرضت خلال السنوات الماضية لانهدامات لم تعالج تماماً». مضيفاً «منذ أكثر من 25 عاماً لم يتم مد قميص اسفلتي في هذه المنطقة، الحفر والانهدامات باتت مرهقة جداً لنا، هذه الشوارع لا تليق بالبشر»، مشيراً إلى أن «المحافظ زارنا منذ فترة ووعدنا بحل كنا ننتظره منذ عشرات السنين لكن شيئاً لم يتم».

وعود «خلبية»

مصدر في محافظة دمشق، أكد لـ«الحل» أن المحافظة عاجزة تماماً عن مد قمصان اسفلتية جديدة كاملة كما وعدت العام الماضي، فهي لا تملك المال الكافي، مشيراً إلى أن «العمل سيكون عبارة عن ترقيع وللشوارع الأكثر حاجة».

وفي العودة للوعود الخاصة بمد القمصان الاسفلتية، أكد «مدير الصيانة في محافظة دمشق جمال إبراهيم تحديداً يوم الثلاثاء 11/7/2017 خلال جلسة لمجلس المحافظة، إنه واعتباراً من الخميس القادم، ولمدة ثلاثة أيام سيتم تزفيت معظم شوارع مدينة دمشق التي بحاجة إلى قميص إسفلتي»، وطبعاً هذا ما لم يتم نهائياً.

وجاء بالوعود مجدداً عام 2018 وتحديداً في 16/10/2018، حين قال إبراهيم لصحيفة «تشرين» الرسمية إنه «لن يبقى شارع أو طريق فرعي أو حارة صغيرة من حارات دمشق إلا وسيتم تزفيتها وتعبيدها 2019،  فالعام المقبل سوف نطلق عليه اسم (عام التزفيت) لأن جميع الشوارع سوف تزفت دون استثناء». وبعد مرور ثلاثة أشهر على العام الجديد يبدو واضحاً أن وعوده لم تنجز وكانت «خلبية» كما في المرة السابقة.

تناقض بالتصريحات

حدد «إبراهيم» حينها، المزة 86 وحي ركن الدين بالاسم، على أن يتم تزفيت شوارعها بالكامل، ومع بداية عام 2019، بدأت المحافظة بقشط بعض الطرقات، دون تزفيتها، وتركتها على حالها لأشهر، ليعود «إبراهيم» نفسه؛ ويناقض تصريحاته لإذاعة «ميلودي» قائلاً: «لن يكون هناك قمصان اسفلتية كاملة، بل قشط بشكل صناديق في الأماكن المتضررة في الطرق وتزفيتها، وقشطها بشكل فني وصحيح، والطرقات غير المتضررة بشكل كبير لن نعمل على قشطها كي لا نهدر من كميات الزفت الموجودة».

إن ما هو ظاهر حتى الآن، العمل بطيء جداً، ولا يشير إلى أن دمشق ستغطى كلها خلال عام 2019، بناء على وعودها وتصريحاتها السابقة، علماً أنه وبحسب السكان في أنحاء البلاد، جميع المحافظات تعاني من المشاكل ذاتها، وخاصة اللاذقية وحلب، ولا توجد أيّ خطط في الأفق لمد «قمصان اسفلتية» جديدة لعدم كفاية ميزانية وزارة الإدارة المحلية، المبرر الدائم لدى المسؤولين عند أيّة محاسبة أو انتقاد.

 

إعداد: فتحي أبو سهيل – تحرير: معتصم الطويل

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.