(الحل) – حظي تصريح وزير الكهرباء زهير خربوطلي حول تصدير الكهرباء من سوريا إلى لبنان خلال العام ٢٠١٨ بسخرية كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي من جانب متابعي الصفحات المؤيدة للنظام، والذين استغربوا تزويد لبنان بالكهرباء في الوقت الذي تغرق فيه المدن السورية بالظلام، فكيف لـ«ميت أن يجر ميت؟» كما يقول المثل…

الوزير «يكذب وعالمكشوف»

وفي التصريح، أكد وزير الكهرباء انه «تم تزويد لبنان ب 11 مليون كيلو واط ساعي خلال العام ٢٠١٨ بموجب اتفاقية موقعة بين البلدين تنص على تبادل الطاقة في حال حصول مشكلة أو عطل»، وهو ما يتناقض مع تصريحين سابقين لكل من خربوطلي نفسه؛ وآخر لوزير الطاقة اللبنانية، حيث أعلن وزير المالية اللبناني علي حسن خليل يوم الاثنين 13 آب ٢٠١٨ أن سورية عرضت على #لبنان بيع الكهرباء بأسعار مقبولة، وكتب الوزير خليل، عبر حسابه الرسمي في «تويتر» في 13 آب، «سوريا عرضت على لبنان استجرار الطاقة بأسعار مقبولة، وكان هناك وفد سوري برئاسة وزير الطاقة منذ أسبوعين وقدم لنا عرضًا أقل من البواخر، أو حتى المعامل، وإمكانية أن تصل التغذية إلى 350 ميغا واط».

إن الوزير السوري يحاول تزوير الحقائق وتضليل الرأي العام السوري، بادعاء تبادل الطاقة بين البلدين بسبب حصول مشكلة أو عطل كهربائي، بينما تصريح الوزير اللبناني يفضح هذا الادعاء، بتأكيده أن السوريين هم من بادروا إلى تقديم العروض، وهم من استغلوا حاجة لبنان إلى الكهرباء مقدمين ارخص العروض، ليستفيد البعض في #سوريا من هذه الملايين من الدولارات جراء بيع الكهرباء للبنان على حساب الملايين من السوريين الغارقين في الظلام.

تصريحات متناقضة

وبالعودة إلى تصريح سابق لوزير الكهرباء السوري في مقابلة مع إذاعة «المدينة إف إم» المحلية، الاثنين 5 تشرين الثاني ٢٠١٨، أكد الوزير ذاته عدم توريد التيار الكهربائي إلى لبنان، وقال خربوطلي إن: «سوريا حاليًا لا تزود لبنان بأي ميغا واط من الكهرباء»، وأضاف أن «تزويد لبنان بالكهرباء لن يكون على حساب المواطن السوري»، وفي هذا إثبات آخر أن الوزير كان يكذب على السوريين، وهو الموقع قبل أشهر (آب) على عرض تزويد لبنان بالكهرباء، وما الذي يضمن أن لبنان زود فقط ب ١١ مليون كيلو واط ساعي؟ فمن ينفي التزويد من أساسه لن يضيره تزوير الأرقام أيضا، كما لا بد من السؤال: هل خلال أشهر أصبح لدينا فائض من #الكهرباء؟ الم تكن هذه الكمية التي تم تصديرها -مهما بلغت كميتها- على حساب السوريين؟ وهذا بعكس إدعاء الوزير الحرص على أن لا يكون تزويد لبنان بالكهرباء على حساب المواطن السوري!

«دولة دمشق الشقيقة ما عم توصلها الكهرباء!»

تفاوتت ردود السوريين الموالين للحكومة على شبكات التواصل الاجتماعي في تفسير هذا القرار، إلا أن القاسم المشترك هو رفضهم له واستهزائهم بما فعلته الحكومة، قال احدهم «عم تصدروا كهرباء ونحن عم نشحدا هون، شي مفرح جدا»، ليقول آخر «نحنا بسورية ما بدنا كهربا اصلا منخاف نتكهرب، مشان هيك للأمان والتوفير منعطيها لغيرنا»، ويضيف آخر، «اللي استحو ماتو، يبعتولهن موظفي الكهرباء والوزير بالمرة، لبنان منور بكهربتنا وسورية منورة بالسوريين»، ويسأل أحدهم: «يعني متفهم ان القيادة الحكيمة بدت اللبنانيين ع السوريين؟! وتابع أحدهم بالقول: «هذا إن دل على شيئ فهو يدل على أن صاحب مقولة فاقد الشيء لا يعطيه طلع حمار، لانه طلع بيعطيه وبسخاء»، واستهزء أحدهم برقم مبيعات الكهرباء إلى لبنان بالقول: «صرحوا عن ١١ مليون كيلو واط ساعي وفي ١٠٠ مليون كيلو واط ما جابو سيرتها مشان مشاعر المواطن»، واستغرب آخر من التصريح ذاته بالقول: «لا وفوق كل هاد بيطلع حدا بيكذب الخبر انو نحنا عم نعطي كهربا للبنان، أو والله العظيم ما بيستحوا يصرحوا كمان وفاتحين عينن»، وتهكم  آخرون على معاناتهم مع الانقطاع الدائم للكهرباء: «بعد امركم دولة #دمشق شقيقة وما عم توصلها الكهرباء، نحنا منفيق عالعتمة ومنام عالعتمة، وفي ٣ ساعات لازم نشوف الكهربا فيها عم تقطعوها وتحولوها ساعة، صابنا عمى الوان من قلة الكهرباء، وصرنا نعملها عرس ع الساعة يلي بتجي فيها».

إن هذا يعبر عن جزء من وجع السوريين الذين لم تعد «القيادة الحكيمة» تفكر وتطرق لمعاناتهم، فكل ما يهمهم هو البقاء في السلطة وتضخيم ثرواتهم على حساب كل السوريين دون استثناء.

 

إعداد: إبراهيم سلامة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.