مصدر لـ«الحل»: دخول ناقلة بنزين تكفي السوريين لشهر واحد تُنهي الأزمة مؤقتاً

مصدر لـ«الحل»: دخول ناقلة بنزين تكفي السوريين لشهر واحد تُنهي الأزمة مؤقتاً

خاص (الحل) – تراجع طول الطوابير على أبواب محطات الوقود في العاصمة دمشق، وبدأ الازدحام المروري يعود بشكل تدريجي إلى شوارع المدينة بعد أن خلت تقريباً طيلة الأسبوع الماضي إثر اشتداد أزمة البنزين وفقدانه بشكل شبه كامل.

وفي متابعة لمراسلة موقع «الحل» من خلال جولة لها في شوارع العاصمة دمشق، لاحظت عودة عمل جميع محطات الوقود، بعد أن توقف معظمها عن العمل لأكثر من ثلاثة أيام، قبل أن تقوم وزارة النفط في حكومة النظام بإعادة توريد المحروقات إلى محطات الوقود، بالتزامن مع إعادة تشغيل مصفاة بانياس.

وعلم موقع «الحل» من مصادر في وزارة النفط، أن السلطات السورية، تمكنت من جلب ناقلة نفط خلال الأسبوع الماضي، لكن هذه الناقلة «تكفي لشهر واحد فقط، وبعدها لا ندري ما سنفعل».

وبحسب المصدر الذي أصرّ على عدم الكشف عن هويته أو منصبه، فإن «الأزمة لم تُحل بشكل كلي، وما جرى هو محاولة امتصاص غضب الشارع، ريثما يأتي حل ما»، وتابع المصدر «نأمل تقديم يد المساعدة من الروس، لأنه يبدو لا يوجد أفق واضح لإيصال المساعدات الإيرانية من المشتقات النفطية».

ورغم الانفراج الجزئي في الأزمة، إلا أن «الثقة انعدمت بين المواطنين والحكومة»، ويقول أبو فايز، وهو سائق سيارة أجرة في ريف دمشق «إذا انفرجت الأزمة، سأموّن البنزين كما أموّن المكدوس، وسأجلب الكثير وأضعه في المستودع استعداداً للأزمة المقبلة».

وكحال أبو فايز، فإن معظم سكان دمشق باتوا يتأهبون دائماً للأسوأ، ويخزنون الكثير من المواد القابلة لأن تفقد، مثل الطحين والبرغل والأرز.

 

الأزمة المقبلة!

ويستعد سكان دمشق حالياً لأزمة الكهرباء المتوقعة خلال فصل الصيف، وبدأ الناس بشراء البطاريات والمراوح التي تعمل على الشحن، لأن الجميع بات يعلم أن التقنين مع ارتفاع درجات الحرارة قد يصل إلى أكثر من عشر ساعات يومياً.

وعانى الناس خلال فصل الشتاء من تقنين طويل بحجة «زيادة استهلاك التيار وزيادة الحمولة على المولدات»، وجاء ذلك بعد أزمتيّ الغاز والمحروقات، ما اضطرّ الناس للتدفئة على مدافئ الكهرباء رغم خطرها.

وحصلت حوادث حريق عدّة بسبب الاعتماد على الكهرباء كوسيلة تدفئة، أبرزها حريق العمارة الذي قضى فيه سبعة أطفال من عائلة واحدة.

إلا أنه كان الخيار الوحيد لآلاف العوائل التي لم تتمكن من تأمين المازوت أو الغاز.

وسيعود زيادة استهلاك الكهرباء مع الارتفاع التدريجي لدرجات الحرارة، لا سيما في شهر رمضان، إذ سيلجأ الناس إلى تشغيل المكيفات والمراوح هرباً من حرّ الصيف خلال شهر الصيام، وسيعود التقنين إلى عادته القديمة.

 

زيادة في الرواتب

وفي سياق تضخم السوق الحاصل، أكّد محلل اقتصادي لموقع «الحل» أن الحكومة ستتجه فعلاً لزيادة الرواتب بعد نهاية شهر رمضان، وستكون الزيادة تتراوح بين 20 وحتى 35%، وذلك بعد التضخم الكبير الذي حصل، الذي دفع لزيادة في الأسعار، دون أن يرافقها زيادة في الرواتب.

ومضى أكثر من ثلاث سنوات على آخر زيادة في المرتبات الحكومية، وتبدو الزيادة المقبلة قاب قوسين أو أكثر. على الرغم من أن المفهوم الدارج لدى معظم الاقتصاديين أن الزيادات تتآكل وتسحبها الحكومة من جيوب المواطنين بقراراتها قبل يتهنوا بالزيادة.

وفي الوقت ذاته الذي يطلبُ فيه الكثير من الموظفين زيادة في مرتباتهم، يخشون اشتعال الأسعار في الأسواق كما يجري دائماً، ويحمل هذه الخشية أيضا موظفو القطاع الخاص، الذين لا تشملهم عادة هذه الزيادات، ما سيؤدي لزيادة الفروقات بين الطبقات الاجتماعية.

وينشغل المواطن السوري عموماً بأزماته المحلية من تأمين المحروقات والطعام والغاز وتقنين الكهرباء، وبات شغل ربّ الأسرة اليومي هو تأمين قوت أسرته والحياة على هامش خط الفقر أو عند حدّ الكفاف.

 

إعداد: سعاد العطار – تحرير: سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.