فريد إدوار

كسابقِ عهده، لا ينسَ زعيم #التيار_الصدري #مقتدي_الصدر أن يُنهي يومه بعد كل حدث، بتوجيه رسالةٍ للعراقيين، مؤيّدين له ومناهضين، بتغريدةٍ غالباً ما تحمل وجهين يتضمّنان مدحاً وذمّاً في آنٍ معاً.

اليوم وبعد انتهاء التظاهرة «المليونية» غرّد “الصدر” مُجدّداً، لكن هذه المرّة خارج السّرب، ليتحدّث بلغةٍ وكأنه «ولي نعمة» العراقيين.

تغريدته تلك، تضمّنت غضباً على مَنْ خالفه من العراقيين، وشكراً ومديحاً لِمَنْ قدّم فروض الطاعة والولاء بالمشاركة في التظاهرة، إن كانت طواعيةً أم كراهية.

هذه المرة ظهر “الصدر” بطريقةٍ مختلفة، عندما وجّه رسالةً غاضبة للمتظاهرين العراقيين في #ساحة_التحرير،  وغرّد قائلاً: «لأشكونّكم عند ربٍ غفار لي ولهم».

هي شكوى مُبطّنة تحمل في جنباتها ما تحمل من وعدٍ ووعيد للمتظاهرين الذين ما خرجوا إلا لأجل عراقٍ ذو سيادةٍ وطنية بعيدةٍ عن التدخل الخارجي، وعلى رأسه التدخل الإيراني الذي تُمثّله عديد الميليشيات المسلحة النشطة في البلاد.

بعد زيارته إلى #إيران لأداء واجب العزاء بمقتل “سليماني”، تلقّى “الصدر” تعليمات  جديدة من قادة #طهران، مفادها المضي نحو توحيد الفصائل المحسوبة على إيران في العراق، وضرب مطالب المتظاهرين وإنهاء كل مظاهر الاحتجاجات.

“الصدر” نسي أنه كان ذات يوم يشارك المتظاهرين أحلامهم وآمالهم، مطالبهم وآلامهم، وبدا وكأنه تناسى أن هؤلاء وثقوا به والتفوا حوله عندما ظهر بين الحشود وكأنه واحدٌ من المرابطين في التحرير.

لكنه اليوم، ينسحب من وعوده بحمايتهم ومطالبهم، حين غرّد قائلاً: «سأحاول من الآن أن لا أتدخل بشأنهم لا بالسلب ولا بالإيجاب حتى يراعوا مصير العراق وما آل إليه من خطر محدق».

تأنيبٌ للعراقيين المُحتجين، وكأنه أمسى والداً لأولادٍ ضالّين رفضوا سماع كلام أبيهم النبيل والانصياع لأوامره.

وفي الجهة المقابلة، يمدح ويُربّت على أكتاف أولاده الآخرين المطيعين ويثني عليهم في ذات التغريدة: «قد أثلجتم قلوبنا.. ورفعتم رؤوسنا.. وحققتم أملنا.. وأغظتم عدونا ..فكتب الله لكم به عملاً صالحاً .. فجزاكم الله خير الجزاء عن العراق وأهله».

وبما أنه بدأ بإرسال إشاراتٍ ظاهرها مصلحة العراق وباطنها مستقبله ومستقبل الفصائل الأخرى، فقد بالغ في غضبه بوجه العراقيين بمن فيهم أصحاب الأحزاب ومالكيها، عندما خاطبهم مُغّرداً: «أُعلن غضبي وبراءتي من كل سياسي يحاول تأخير عجلة التقدم بتشكيل حكومة قوية مستقلة ذات سيادة ووطنية ونزاهة وكفاءة تبعد عنا الاحتلال والتدخلات الخارجية أجمع».

وطالما أن “الصدر” صاحب القاعدة الشعبية الأكبر في العراق، لا يرَ غير تياره الأصلح في قيادة البلاد، ولا يغفل في نهاية كل تغريدة الإشادة بوطنيته «الفائضة»، ليعلن قائلاً: «هم طلاب سلطة ومال وما أنا إلا عاشق للوطن وشعبه لا أهوى سلطة ولا أطلب مالاً ولا أحب الدنيا قدر حبي للشهادة».

حكاية تغريدة “الصدر”، كحكايا ألف ليلةٍ وليلة، لكل حادثةٍ تغريدة، ولكل تغريدةٍ ألف حكاية وحكاية مزخرفةٍ بالحِكم والمواعظ.

أما حكاية الأبناء الضالّين في هذه التغريدة، فهي التظاهرة التي خمّن “الصدر” أنه سيجمع مليون عراقيٍ في ساحات الاحتجاج اليوم الجمعة، ويلبسهم الأكفان لطرد ما يصفه بـ الشيطان الأكبر المتمثّل، حسب وصفه، بـ الولايات المتحدة الأميركية.

لكنه يدرك تماماً، أن إجبار أتباعه على الخروج إلى الساحات ورفع شعاراتٍ مناهضة ضدـ أميركا، كتلك التي رفعوها اليوم، ليست إلا واجباً مدرسياً تفرضه عليه إيران؛ وعليه أداءه بكل إتقان.

تغريدة مقتدى الصدر


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة