دخلت أزمة المياه في مدينة الحسكة وريفها أسبوعها الثاني منذ تدخل الجيش التركي في الرابع والعشرين من شهر شباط/فبراير الماضي، وقيامه بإيقاف تشغيل محطة علوك بريف رأس العين (سري كانيه)، وطرد العاملين وطاقم الصيانة فيها. وتقول المصادر الرسمية إن المحطة تغذي نحو مليون مدني من سكان مدينة الحسكة وبلدات تل تمر والهول وأريافها.


تفاقم الأزمة

الناشط المدني شيرزاد سيدو أكد لموقع “الحل نت” أن معاناة السكان تفاقمت بعد انقطاع المياه منذ نحو سبعة أيام، لافتاً إلى أن الأزمة تطال جميع أحياء المدينة. ورغم أن هناك محاولة لتأمين المياه، وجلبها بالصهاريج من آبار “نفاشة” بريف المدينة، أو من سد الباسل ومنطقة جبل كوكب وبلدة تل براك، “لكن يبدو أن هذه المحاولات غير كافية”، حسب قوله.

وأضاف سيدو، وهو من سكان مدينة الحسكة، أن المنظمات المدنية، المحلية والدولية، في حالة استنفار في المدينة، إلى جانب مؤسسات الإدارة الذاتية، وقوات سوريا الديمقراطية، التي قدمت صهاريج للمساعدة في توزيع المياه وتأمين احتياجات السكان.


حلول “عاجلة”

دلوفان محمد أمين، من حي المشيرفة، أكد أن “الأزمة أكبر مما يتم توفيره من حلول عاجلة، فحتى الصهاريج الخاصة لم تعد تلبي حاجات الناس، بل تقوم بتعبئة المياه من خارج المدينة، وتبيعها في أقرب حي تصدفه في طريقها.

وأشار دلوفان، الذي نزح أواخر العام الفائت من مدينة رأس العين (سري كانيه)، بعد الهجوم التركي عليها، إلى أن الأهالي، يدفعون مبلغ ثلاثة آلاف ليرة سورية، مقابل تعبئة خزان بسعة ألف ليتر من الصهاريج الخاصة، إن توفرت. ولفت إلى أن انقطاع الكهرباء فاقم من معاناة الأهالي، فالكهرباء مقطوعة عن المدينة منذ بداية شهر آذار/مارس، ما يحرم الأهالي من تعبئة المياه من الآبار المنزلية الموجودة في بعض الأحياء.

كميات محدودة


أحمد شكري، من سكان العزيزية، قال إن المياه، التي توزعها الصهاريج التابعة لمنظمات ومؤسسات الإدارة الذاتية، غالباً ما تكون غير صالحة للشرب، فيضطر الأهالي لشراء احتياجاتهم من المياه، أو تأمينها من مصادر أخرى، لافتاً إلى أن الكميات، التي يتم توزيعها على السكان،  محددة بخمسة عشر لتراً لكل فرد في العائلة.

وكانت وسائل إعلام قد تحدثت عن وصول مياه الشرب إلى بلدة تل تمر، التي تقع في منتصف المسافة بين رأس العين والحسكة، إلا أنها لم تصل بعد إلى مدينة الحسكة، وهو ما يشير إلى احتمالية أن تكون فصائل “الجيش الوطني”، الموالية لتركيا، قد شغّلت محطة علوك لفترة قصيرة، ومن ثم أعادت ايقافها.

وفي السياق ذاته نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا”، عن المهندس محمود العكلة، مدير عام المياه في الحسكة، تأكيده استمرار مشكلة قطع مياه الشرب عن المدينة، مبيناً أن عملية الضخ إلى حي النشوة، التي جرت فجر الأحد، توقفت بعد ساعتين، بسبب عدم السماح لعاملي المؤسسة بالدخول إلى المحطة وتشغيلها.

“المياه مقابل لكهرباء”

عادة ما تقوم القوات الروسية المتمركزة في نقطة “المباقر”، شمال بلدة تل تمر، بجهود التنسيق مع الجانب التركي، من أجل إعادة تشغيل محطة علوك، ونقلت وكالة “نورث برس” عن سوزدار أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة المياه التابعة للإدارة الذاتية، تأكيدها أن الأتراك يشترطون في مقابل إعادة تشغيل المحطة تزويد مناطق رأس العين، التي تقع تحت سيطرتهم، بالكهرباء، ولكن الطرف التركي لم يفِ بوعوده. وكانت مواقع مقرّبة من المعارضة السورية قد نشرت تأكيدات أن الإدارة الذاتية زوّدت ريف رأس العين بالكهرباء، دون تفاصيل إضافية.

يُذكر أن محطة علوك لضخ المياه سبق أن تعرضت لإضرار أثناء العملية العسكرية التركية في المنطقة، وتدخلت القوات الروسية فيما بعد لإعادتها إلى العمل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.