واقعياً، لا ينكر أيّما مواطن وحتى بعض المسؤولين في أحايين كثيرة حجم التغلغل والتدخل الذي تمارسه #إيران في الشأن العراقي، وعلى جل أصعدته، أهمها السياسية والاقتصادية.

في #العراق، وعندما تتحدّث عن الواقع الاقتصادي العراقي، فإنه شبه منهار ومدمّر، لا زراعة ولا صناعة، كل ما يحتاجه يتم استيراده من #طهران، حتى بات العراقيون يصفون العراق بـ «الحديقة الخلفيّة لإيران».

العراق الذي هو الآن ومنذ سنوات، رئة طهران الاقتصادية الرئيسة، تتوفّر جل الإمكانات في أن يُشغّل نفسه، لكن إيران تمنع ذلك، بالضغط الذي تمارسه على #الحكومة_العراقية، فذلك يعني خسارتها إن صار.

هذه الأسطر التي كُتبَت فوقاً، ليست وجهات نظر، إنّما جزء من عدّة تقارير كان “الحل نت” قد عملها في الصيف الماضي، أوضح فيها كيف تستخدم حكومة إيران العراق في إنعاش اقتصادها، على حساب العراق نفسه.

لعلّ أبرز ما يؤكد هذا الكلام، هو تصريح وزير الكهرباء السابق #قاسم_الفهداوي، إذ كشفَ عن تدخّل إيران في شأن العراق والتحكم فيه، مُتسائلاً: «هل نضحي بمصلحة العراق من أجل إرضاء إيران؟».

“الفهدواي” الذي خاض مفاوضات مع طهران بشأن استيراد الغاز، أكَّد في لقاء متلفَز مع محطّة محلّية، أن «العراق تلقى عرضاً من #السعودية بتوفير الغاز الذي تحتاجه #بغداد وبأسعار أقل من الأسعار العالمية».

مُبيّناً، أن «#الرياض أكدت أن دفعة من الغاز ستصل في أقل من /24/ ساعة عبر #الكويت، بالإضافة إلى كمية أخرى تصل من الرياض خلال /6/ أيام، وأنها عرضت إرسال فريق من #أرامكو للمساعدة».

مُشيراً، أن «العرض تضمن منح العراق الغاز بـ /3/ سنت، وأن رئيس الوزراء حينها #حيدر_العبادي وافق، وتم الاتفاق على موعد السفر للمملكة لتوقيع الاتفاقيات».

«لكن بسبب الضغوطات الإيرانية الكبيرَة، تم إلغاء السفر إلى السعودية، أكما ورفض العرض قبل يوم واحد فقط من توقيعه»، كشفَ وزير الكهرباء في حكومة “العبادي” الممتدة من (2014 – 2018).

ومنذ التسعينيات يُعاني العراق من مشكلة كبيرة في الكهرباء بسبب نقص الطاقة، وبعد تغيير نظام #صدام_حسين في 2003، صار يعتمد بشكل كبير على الغاز والنفط الإيراني الذي يصله بأسعار عالية.

ورغم اعتماده على إيران، إلا أن الكهرباء تصله بشكل رديء جداً من طهران، ما أثار موجة احتجاجات (غاضبة)، في صيف 2018 في #البصرة التي تجاور إيران، امتعاضاً من شحّة ساعات توفير الكهرباء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.