في ظل اعتماد العراق على عائدات النفط إلى حد كبير في موازنته العامة، ومع تذبذب أسعاره في الأسواق العالمية، نتيجة الأزمات الأمنية والسياسية والصحية، تسعى #الحكومة_العراقية لتنويع مصادر الداخل، بالاعتماد على بدائل أخرى.

وشهد العراق، في العامين الماضين، تطوراً ملحوظاً في مجال تحقيق الاكتفاء الذاتي في عديد من المنتوجات الزراعية، أبرزها الحنطة والشعير والمواد الأخرى، نتيجة لغزارة مواسم الأمطار، التي أدت إلى حدوث الفيضانات في عدد من البحيرات والسدود الداخلية.

ومع اقتراب العراق من تحقيق الاكتفاء الذاتي تظهر مشاكل عدة، تعيق تحقيق هذه الخطوة، التي من شأنها توفير عائدات مالية كبيرة، وإبقاء العملة الصعبة داخل البلاد، وتشجيع حركة الأسوق.

ومن أبرز هذه المشاكل الحرائق، التي تستهدف مزارع الفلاحين في عددٍ من المحافظات، والتي أدت، بحسب بيانات رسمية وتقارير مواقع إخبارية، إلى إحراق آلاف الدونمات في محافظات “ديالى” و”نينوى” و”صلاح الدين” و”كركوك” و”الديوانية” و”النجف” و”بابل” و”البصرة”.

 

من يقف خلف الحرائق؟

يقول الخبير الأمني “مؤيد الجحيشي” إن «الحرائق، التي تستهدف المزارع، زادت خلال العامين الماضيين، وهي من تخطيط #إيران، لمنع العراق من تحقيق الاكتفاء الزراعي»، حسب تعبيره.

ويضيف خلال حديثه لموقع «الحل نت» أن «تحقيق العراق للاكتفاء الذاتي الزراعي يعني خسارة كبيرة لإيران، كونها تُعتبر المُصدِّر الرئيسي للعراق، لذلك في كل عام تقوم بتحريك الجهات والمليشيات التابعة لها، لافتعال الحرائق بمحافظات مختلفة».

مبيناً أن «أغلب الحرائق التي استهدفت مزارع القمح والشعير والرز حدثت في مناطق ومواقع بعيدة عن سيطرة تنظيم #داعش، باستثناء قلة منها في جنوب #كركوك وغرب #الموصل. في هذه المناطق قام التنظيم المتشدد بحرق المحاصيل، لامتناع المزارعين عن دفع الإتاوات التي يفرضها عليهم».

وأوضح أن «الحكومات المختلفة لم تفتح ملف الحرائق بسبب الضغوط السياسية، فإيران لن تسمح للعراق بتحقيق الاكتفاء في أي منتوج، سواءً كان زراعياً أو صناعياً، حتى يبقى معتمداً على الاستيراد، لأن هذا من الطرق القليلة لحصول #طهران على العملة الصعبة، خاصة في ظل الحصار الاقتصادي المفروض عليها».

 

حربُ المياه

الخبير في الشؤون المائية “تحسين الموسوي” أكد أن «العراق على أعتاب حرب كبرى، أخطر من معركة “داعش” ووباء #كورونا، وينبغي الاعداد لهذه الحرب مبكراً وعلى نطاق واسع».

مبيناً خلال حديثه لموقع «الحل نت» أن «العراق اقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي من جميع المواد الزراعية، وهو في طريقه لتصدير الفائض منها إلى الدول الأخرى، لكن مشكلة مائية كبرى ستعيده للمربع الأول».

وأشار إلى أن «تركيا في طريقها لإكمال سد “اليسو”، الذي سيجرف مئات البحيرات الواقعة على نهر دجلة، وهذا يعني خسارة العراق  حوالي أربعة مليون دونم، ما سيؤدي لكارثة على الإنتاج الزراعي».

لافتاً إلى أنه «يجب تشكيل خلية أزمة عليا للمياه، بأمر خاص من رئيس الحكومة العراقية، والمباشرة بإرسال وفود إلى #تركيا، للتفاهم معها، والتلويح برفع شكوى إلى #مجلس_الأمن، لأن إنشاء #أنقرة لسد “اليسو” يخالف اتفاقيات #الأمم_المتحدة، الخاصة بتقاسم المياه».

مستكملاً حديثه بالقول إن «العراق ليس لديه خزين مائي جيد، وهو يعتمد على نسبة الإطلاقات من تركيا، وفي اللحظة التي يتمّ فيها البدء بتعبئة سد “اليسو”، فإن آلاف القرى الزراعية الواقعة على نهر دجلة، في محافظات “نينوى” و”صلاح الدين” و”ديالى” و”كركوك” و”بغداد”، سيتم تجريفها بالكامل، وهذه المرحلة ستكون الأخطر، والأزمة الأصعب على البلاد».

 

موقف الحكومة العراقية

“حميد النايف”، المتحدث باسم وزارة الزراعة العراقية، أشار إلى أن الوزارة استطاعت تحقيق الاكتفاء الذاتي لأكثر من خمسة وعشرين محصولاً زراعياً، خلال هذا العام.

لافتاً خلال حديثه لموقع «الحل نت» إلى أن «خطة الوزارة هي أن ننهي العام الحالي بتحقيق الاكتفاء الذاتي لجميع المحاصيل، مع وجود فائض من الإنتاج في عددٍ من المواد، أبرزها الحنطة، التي فاقت حاجة العراق الكلية للسنة الحالية».

وبيّن أن «وزارة الزراعة العراقية اعتمدت هذا العام على مياه الأمطار، التي كانت غزيرة، كما باشرت باستغلال المياه الجوفية، وعدم الاعتماد الكلي على مياه البحيرات والأنهار، خاصة في ظل المشاكل المائية مع تركيا».

وأضاف أن «الحكومة العراقية لديها خطة للتعامل مع سد “اليسو”، وتملك وسائل ضغط سياسية واقتصادية ودبلوماسية، في حال أصرّت تركيا على الإضرار بالعراق، خاصة في ظل إيلاء “مصطفى الكاظمي”، رئيس الحكومة العراقية الجديدة، اهتماماً كبيراً بالإنتاج الزراعي، ليكون رديفاً للنفط في دعم الميزانية».

موضحاً أن «خطة وزارة الزراعة العراقية ستتغير بالكامل بعد المباشرة بتعبئة سد “اليسو”، خاصة أنه سيلحق الضرر بالمناطق التي تعتمد عليها الوزارة بالخطط الزراعية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.