في ذكرى اغتيال “سليماني”: هل ستخوض الميلشيات الموالية لإيران حرباً بالوكالة ضد المصالح الأميركية في العراق؟

في ذكرى اغتيال “سليماني”: هل ستخوض الميلشيات الموالية لإيران حرباً بالوكالة ضد المصالح الأميركية في العراق؟

باستهداف رتلي دعم لوجستي، تابعين للتحالف الدولي، في محافظتي المثنى وبابل العراقيتين، أعلنت ميليشيا “قاصم الجبارين”، الموالية لإيران، انتهاء الهدنة مع القوات الأميركية في العراق. وأشارت منصات إعلامية، مقرّبة من الميلشيا، إلى «صدور قرار باستئناف العمليات ضد القواعد العراقية، التي يتواجد فيها مستشارون أميركيون، جاؤوا بطلب من الحكومة العراقية».

“جمعة عناد”، وزير الدفاع العراقي، أكد، عقب عمليتي الاستهداف، «الحاجة لبقاء المستشارين الأميركيين، بسبب انتقال المعركة مع تنظيم #داعش لمرحلة استخبارية خالصة، تتطلب تحديد مواقع عناصره، في المرتفعات والمناطق الوعرة، ومن ثم ضربهم من الجو، عبر طيران التحالف».

بالتزامن مع هذا قال موقع “بوليتيكو” الأمريكي إن «الولايات المتحدة اتخذت إجراءات، تحسباً لهجمات محتملة ضد عسكرييها في الشرق الأوسط، والعراق خصوصاً، من قبل جهات مدعومة من ايران».

ونقل الموقع عن مسؤول عسكري أميركي، طلب عدم الكشف عن اسمه، قوله إن «البنتاغون يتابع عن كثب مؤشرات مقلقة على تحضيرات لهجوم محتمل، من قبل فصائل متحالفة مع #إيران في العراق».

وأشار إلى أن «الفصائل الموالية لطهران استأنفت مؤخراً هجماتها الصاروخية ضد القوات الأمريكية في العراق، بعد نحو عام من قصفها قاعدة “عين الأسد”، رداً على اغتيال الولايات المتحدة #قاسم_سليماني، قائد فيلق القدس».

وأوضح المسؤول أن «البنتاغون قلق من إمكانية استغلال #طهران للفترة الانتقالية في الولايات المتحدة، عقب انتخاب جو بايدن، وانسحاب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان».

وأعلن #البنتاغون عن «تنفيذ قاذفتين استراتيجيتين، من طراز “بي-52″، تحليقا من قاعدة “باركسديل” إلى الشرق الأوسط، بهدف ردع العدوان في المنطقة، إضافة إلى خطوات أخرى، اتُخذت في الأسابيع الأخيرة، منها إرسال حاملة الطائرات “نيميتز” إلى المنطقة، ونقل سرب مقاتلات إضافي إليها من أوروبا».

 

الثأر لم يؤخذ بعد

“معين الكاظمي”، القيادي في “تحالف الفتح” بالبرلمان العراقي، المقرّب من طهران، يقول إن «ما جرى من استهداف لأرتال قوات #التحالف_الدولي لا يعدو كونه ردات فعل عاطفية، من قبل بعض عناصر الفصائل العراقية المسلّحة، احتجاجاً على استمرار التواجد الأميركي».

ويضيف “الكاظمي” في حديثه لموقع «الحل نت»: «ربما يكون الموضوع محاولات من طرف ثالث، يقوم بهذه العمليات من أجل إثارة الرأي العام ضد الفصائل، وخلق المشاكل وعدم الاستقرار الأمني والسياسي»، حسب تعبيره.

بالمقابل يحذّر “أحمد الشريفي”، الخبير الأمني العراقي، من أن «عودة استهداف أرتال التحالف الدولي يُمهّد لتصعيد أكبر».

ويؤكد، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «عودة استهداف الأرتال، التابعة للتحالف الدولي، يدل على أن ما تسمى بـ”الهدنة” انتهت، وربما ستزيد العمليات العسكرية ضد الأهداف والمصالح الأميركية في العراق، وقد يكون العمل العسكري القادم مختلفاً من حيث النوعية».

وبيّن “الشريفي” أن «كل المعطيات والمؤشرات تؤكد أن بعض الفصائل المسلحة تخطط للقيام بعمل عسكري نوعي ضد الأهداف والمصالح الأميركية في العراق، بمناسبة ذكرى اغتيال قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس، خصوصاً ان هذه الفصائل تريد إيصال رسائل عدة من خلال هذه العمليات، أهمها أنها ما تزال موجودة على الأرض، والثأر لم يؤخذ لغاية الآن».

ويتابع أن «قيام بعض الفصائل المسلحة بأي عمل عسكري، ضد الأهداف والمصالح الأمريكية، قد يلحق أضراراً بشرية ومادية جسيمة، ستؤدي إلى رد أميركي سريع، وهذا الرد ربما يكون أقوى من الردود الأميركية السابقة، فربما يتم استهداف مقار مركزية حساسة، تابعة للفصائل، أو حتى تنفيذ عمليات اغتيال، بضربات جوية، ضد قادتها».

 

عجز حكومي عن احتواء الموقف

من جهته يؤكد الخبير الأمني “سرمد البياتي” إن «التصعيد الأخير كان متوقعاً، وإن كان محدوداً، والجميع يعلم أن وتيرته ربما ستزداد، كلما اقتربت ذكرى اغتيال سليماني والمهندس».

ويشير، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الرد قد لا يكون في العراق، بل ربما في #لبنان أو #اليمن. فإيران تريد حفظ ماء وجهها، بعد اغتيال العالم “محسن فخري زادة”، وهي تبحث عن رد ذي أثر اعلامي، أكثر من كونه عسكرياً».

ويتابع أن «الفصائل قد تقصف قاعدة “عين الأسد” أو “حرير”، وأميركا ستردّ من الجو، ولا نتوقع ان يكون هناك رد بري، لأن #واشنطن ليست بحاجة إليه، والرد سيكون بمستوى التصعيد».

وبيّن أن «الحكومة العراقية تحركت لاحتواء الموقف، عبر مستشار الأمن القومي “قاسم الأعرجي”، لكن ربما لن تكون قادرة على منع التصعيد المتوقّع، الذي تعرف إيران جيداً إنه لن يكون لمصلحتها».

 

حرب عراقية أميركية

“كاظم الوائلي”، المستشار السابق في التحالف الدولي، أكد أن «أميركا قلقة جدياً من التصعيد، لأن الفصائل المرتبطة بإيران متغلغلة في الدولة العراقية، ولديها أدوات تعمل داخل #الحكومة_العراقية، وأخرى تتحرك بأوامر من إيران مباشرة على الأرض، ولديها قواعد في وسط وجنوب العراق، وحتى في المحافظات الغربية، ذات الأغلبية السنية».

ويضيف، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «الفصائل الشيعية تنفّذ أجندات خاصة بها، وارتباطها بالحكومة العراقية سيُقحم العراق بحربٍ حقيقية مع الولايات المتحدة الأميركية، التي قد تنفّذ ضربات جوية، دون أية خطوط حمراء، إذا ثبت أن المتورطين يعملون في الدولة العراقية».

ورأى أن «هناك فصائل غير منضبطة في العراق، موالية لإيران، وتأخذ رواتبها من الحكومة العراقية، إلا أنها تتحرك، في الوقت نفسه، من تلقاء نفسها، وحتى دون أوامر إيرانية، وربما ستنفّذ ضربات ضد المصالح الأميركية».

وشدّد على أن «الولايات المتحدة جاهزة للرد، حسب تصريح “ايليت ابرام”، المسؤول عن الملف الإيراني في البيت الأبيض، الذي قال إن أي استهداف للمصالح الاميركية، من قبل الفصائل العراقية أو الحوثيين أو #حزب_الله اللبناني، سيعتبر اعتداءً إيرانياً على أميركا، وهذا ما تعرفه إيران جيداً».

واختتم حديثه بالقول: «الرئيس دونالد ترامب، وفي حال حصول أي اعتداء على المصالح الأميركية ، سيردّ بقوة، وقد وُضعت القوات الأميركية في العراق والخليج العربي في حالة تأهب قصوى».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.