محادثات “الوحدة الكردية” في سوريا: هل ستدفع الإدارة الأميركية الجديدة القوى الكردية للعودة إلى طاولة المفاوضات؟

محادثات “الوحدة الكردية” في سوريا: هل ستدفع الإدارة الأميركية الجديدة القوى الكردية للعودة إلى طاولة المفاوضات؟

 

أعاد تصريح للسفارة الأمريكية في #دمشق، الروح إلى المحادثات الكردية ـ الكردية، التي توقفت منذ الانتخابات في الولايات المتحدة، وحدوث فراغ في الإدارة الأمريكية، وتغيير المسؤولين عن الملف الكردي، ومن بينهم “جيمس جيفري”.

وكانت السفارة الامريكية قد نشرت، على صفحتها في موقع “فيس بوك”، منشوراً جاء فيه: «تدعم الولايات المتحدة الحوار الكردي-الكردي، وتتطلع إلى استمرار تقدمه. هذه المحادثات تدعم وتكمل العملية السياسية الأوسع، بموجب قرار #مجلس_الأمن 2254، نحو تأمين مستقبل أكثر إشراقًا لجميع السوريين».

وصدر القرار 2254 عن مجلس الأمن الدولي عام 2016، ومضمونه إيقاف إطلاق النار، والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.

وعلى الرغم من التضارب في مواقف القوى الكردية المختلفة، حول التصريح الأميركي الجديد، إلا أن كثيراً من المراقبين يرون أنه سيكون منطلقاً لحراك سياسي نشط بين تلك القوى.

 

“عام 2021 سيشهد خطوات مهمة”

“عائشة حسو”، الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، تقول إن «المحادثات كانت متوقفة، بسبب الفراغ في السلطة الأميركية، وهناك محاولات لاستئنافها. يبدوا لنا أن الأميركيين يحاولون إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وتصريح السفارة الأميركية الأخير يدلّ على ذلك».

ونوّهت “حسو”، في حديثها لموقع «الحل نت»، إلى أن «المحادثات، وتحقيق الوحدة الكردية، مرهونة بحل الأزمة السورية عموماً». مؤكدةً أن «عام 2021 سيشهد خطوات مهمة».

وكان “سيهانوك ديبو”، ممثل #مجلس_سوريا_الديمقراطية (مسد) في #مصر، قد صرّح أن المجلس «سيعلن عن اتفاق مع جهة معارضة قريباً»، دون أن يكشف عنها، وسط تكهنات بأنها قد تكون “منصة موسكو” و”منصة القاهرة”.

“حسو” أكدت تلك التكهنات بالقول: «المحادثات الكردية ـ الكردية لها ارتباط أيضاً بنجاح الاتفاق مع هاتين المنصتين».

ولا تخفي المسؤولة في “الاتحاد الديمقراطي” حذرها تجاه التطورات الأميركية الأخيرة: «الولايات المتحدة تشهد أيضاً مشاكل داخلية، ونحن نأمل أن تجد الإدارة الجديدة حلاً للأزمة السورية بشكل عام، والمشاكل ما بين الأطراف الكردية خصوصاً، لا سيما وأن المسؤولين عن الملف السوري تم استبدالهم بأشخاص آخرين».

 

“لا يمكن تحليل الموقف الامريكي من تصريح واحد”

“فيصل يوسف”، المنسق العام لحركة “الإصلاح الكردي – سوريا”، والمشارك في المحادثات باسم #المجلس_الوطني_الكردي، يبدو أكثر حذراً وأقلّ تفاؤلاً، فبالنسبة له لا يوجد أي تطور فيما يخصّ المحادثات الكردية ـ الكردية، وبدا متحفظاً في الإجابة على أسئلة موقع «الحل نت»: «لا أرغب في تكرار الأحاديث السابقة، لا شيء جديد».

ولدى سؤالنا له حول التصريح الأميركي الأخير قال: «الموقف الأمريكي لا يمكن تحليله من خلال تصريح واحد،  صادر عن  السفارة الأميركية في دمشق، لا سيما أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون لها مواقف وتكتيكات، حسب المستجدات في المنطقة».

وكان “يوسف” قد نشر، على صفحته بموقع “فيسبوك”، تعليقاً ورد فيه: «سعى المجلس الوطني الكردي دوماً لتحقيق وحدة الموقف الكردي، تنفيذاً لبرنامجه السياسي، المقرر بالمؤتمر الوطني الكردي الثالث. وفي هذا السياق صرّح المجلس، أكثر من مرة، بأنه جاهز للعودة الى المفاوضات، برعاية الولايات المتحدة الأميركية. قضية الديمقراطية في البلاد، والاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي، وحقوقه القومية، هو الهدف الرئيس للمجلس، ولا بد من العمل على حشد كل القوى من أجل ذلك».

 

“أمريكا ترغب في إشراك القوى الكردية في المفاوضات السورية”

الصحفي الكردي “همبرفان كوسا” لديه رأي مختلف، : فـ«القرار 2254 هو الأرضية الأساسية لعملية الانتقال السياسي في سوريا، وربط السفارة الأميركية الحوار الكردي – الكردي بالقرار، يعني أن الولايات المتحدة ترغب في إشراك القوى السياسية الكردية بالمفاوضات السورية، لأن هذه الأطراف غير ممثلة، حتى الآن، بالمفاوضات، بسبب رفض الأتراك لذلك. وأعتقد أن التصريح الأميركي الأخير رسالة أمريكية للأطراف الكردية، لإجبارها على ضرورة الإسراع بالحوار، وعدم وضع عراقيل أمام إنجاحها».

ويتابع “كوسا” في حديثه لـ«الحل نت»: «لا تملك الأطراف الكردية القدرة على تنفيذ أو تفعيل أو إيقاف أي شيء، حتّى نناشدها من أجل إنجاح الحوار. إذا كان نجاح الحوار من أولويات الولايات المتحدة فهو أمر حتمي، أما إذا كان تدخلها شكلياً وغير فعّال، فالأطراف الكردية لن تتصالح، لأنها تتعامل على أساس العداوة والحزبية الضيّقة»، حسب تعبيره.

 

رأي المُهجّرين

موقع «الحل نت» حاول استطلاع آراء بعض المُهجّرين الكُرد، من #رأس_العين وعفرين، حول الحوار الكردي والتصريحات الأميركية. الشاب “لوند يوسف”، المُهجّر من #عفرين، ويقطن الآن في #القامشلي، شمال شرقي سوريا، يرى أن: «الوحدة الكردية هي المنفذ الوحيد المتبقي للشعب الكردي عامةً، وبوصفي مُهجّراً من عفرين، أناشد كافة الأحزاب الكردية لتوحيد مواقفها، فدون الوحدة سنصل بالنهاية إلى طريق مسدود».

بينما تقول “شيرا أوسي”، المُهجّرة من رأس العين إلى القامشلي أيضاً: «مسألة الوحدة الكُردية ليست من المسائل المعقدة في مضمونها، كون الكلمة الأخيرة للشعب وليس للأحزاب، والشخصيات السياسية الباحثة عن مكسب شخصي، أو العاملة لصالح أحد الأطراف الخارجية. نأمل أن تتحقق هذه الوحدة، وأن تساهم بعودتنا إلى منازلنا».

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.