يعاني سوق #العقارات في #دمشق وريفها من الركود نتيجة ارتفاع أسعار مواد #البناء والإكساء التي أثرت بشكل مباشر في ارتفاع أسعار العقارات على الهيكل أو مكسية، إذ وصل سعر طن #الحديد إلى 2.5 – 2.6 ليرة سورية مرتفعاً نحو مليون ليرة عن منتصف العام الماضي، وطن الإسمنت إلى 300 – 325 ألف ليرة سورية بعد أن كان 130 ألف ليرة في آب 2020.

أكثر من 100%.. فارق السعر بين الإسمنت “العام والخاص”

ورفعت الحكومة نهاية العام الماضي أسعار #الإسمنت الحكومي نحو 80% للمرة الثانية خلال أربعة أشهر، ليصل سعر الطن إلى 125 ألف ليرة سورية بعد أن كان 70 ألف ليرة.

وكانت وزارة #التجارة الداخلية وحماية المستهلك رفعت في آب 2020 سعر الكيس الواحد (50 كيلوغراماً)، من 3200 ليرة إلى 3500 ليرة، ليصبح سعر الطن 70 ألف ليرة.

ويبقى الفارق كبير جداً بين السعر الرسمي للإسمنت في المعامل الحكومية، وبين الإسمنت في السوق الذي ينتجه القطاع الخاص بفارق أكثر من 100%، ما ساهم بانتشار #السوق_السوداء للإسمنت الحكومي.

سعر المتر المربع على الهيكل ترتفع أكثر من 100% خلال 7 أشهر

ولا تستقر أسعار مستلزمات #البناء، تبعاً لتوفر المواد، وسعر صرف الدولار الذي وصل إلى 3100 ليرة سورية، إضافة إلى أزمة النقل وارتفاع سعر البنزين وعدم توفره، ومكان المشروع إن كان في منطقة يمنع البناء فيها، وإن كان العقار في دمشق أو ريفها.

ووصل سعر “البلوكة” قياس 15 إلى أكثر من 400 ليرة في بعض المناطق، وقياس 12 إلى 350 ليرة وقياس 10 بـ300 ليرة، والهوردي 15 بـ450 ليرة والهوردي 18 بـ525 ليرة، وقد ترتفع الأسعار تبعاً للمنطقة، وتختلف بشكل شبه يومي.

ونتيجة ارتفاع أسعار مواد البناء، ارتفعت أسعار العقارات المكسية أو على الهيكل، إذ ارتفع سعر المتر المربع على الهيكل أكثر من 100% خلال 7 أشهر تقريباً في جرمانا على سبيل المثال، من  250 – 350 ألف ليرة سورية للمتر المربع على الهيكل إلى 650 – 700 ألف ليرة حالياً.

وسجل سعر المتر المربع في كفربطنا بريف دمشق، على الهيكل 250 – 300 ألف ليرة، وفي بيت سحم على طريق مطار دمشق الدولي بريف دمشق القريبة من جرمانا ودمشق، وصل سعر المتر المربع على الهيكل إلى 450 ألف ليرة سورية مرتفعاً من نحو 250 ألف ليرة، وسجل المتر المربع في صحنايا ذات السعر أيضاً.

ووصل سعر المتر المربع على الهيكل في قدسيا إلى 700 ألف ليرة سورية، في حين وصل في المشاريع الجديدة بجديدة الشيباني إلى 600 ألف ليرة سورية.

ويقدر خبراء سعر المتر المربع  المكسي بضرب سعر المتر على الهيكل بـ3 وسطياً، أي أن سعر المتر المربع المكسي في #جرمانا على سبيل المثال قد يصل إلى 2.25 مليون ليرة سورية.

ووصل سعر المتر المكسي إلى 3 مليون ليرة سورية في منطقة الشيخ سعد بدمشق، تبعاً لما رصده (الحل نت) للمنازل المعروضة للبيع، في حين باتت حركة تشييد الأبنية الجديدة في دمشق شبه معدومة، بينما تعاني بعض المشاريع من عدم استقرار الأسعار وارتفاعها بشكل متسارع ما عرقل إتمامها.

حديد التعفيش يشكل خطراً على البناء

ونتيجة ارتفاع الأسعار والركود الحاصل، لجأ الكثير من المقاولين لاستخدام الحديد المستعمل “التعفيش” والذي وصل سعر الطن منه إلى 1.5 مليون ليرة أي أقل بمليون ليرة من الجديد، وذلك للتوفير وتخفيض من سعر العقارات وبيعها بسرعة، وتحقيق ربح أكبر.

وقال المقاول “عبدالرحيم” لموقع (الحل نت)، إن «غلاء #الحديد المبروم الجديد دفع إلى تسويق الحديد التعفيش الذي تمت سرقته من الأبنية بعد انهيارها في مناطق مختلفة»، مشيراً إلى أن «الحديد المستعمل في دول أخرى مثل مصر يكون مستخرج من عمليات الهدم المنظمة وبطريقة سليمة، بينما يكون من الخطير استخدام الحديد المستعمل في سوريا لأنه استخرج من مباني انهارت عشوائياً».

وأوضح «الحديد المستعمل الذي استخرج من المباني المنهارة نتيجة القصف والانفجارات، تعرّض للضغط الشديد والإجهاد ولا يعتبر آمناً نهائياً، وفي حال استخدامه بشكل رئيسي في عمليات التشييد يؤدي ذلك لاحقاً إلى كارثة كبيرة، إلا إذا تم استخدامه فقط في الأمور غير ذات الأهمية الإنشائية».

وحذّر المقاول من «استخدام حديد التعفيش في الأساسات وحتى في صب الأسقف، لأنه يجعل الأبنية أقل قدرة على التحمّل وخطيرة»، مؤكداً على «ضرورة فحص الحديد من ناحية المتانة والصدأ قبل استخدامه كي لا يتم تعريض حياة الناس للخطر».

وطالب “عبدالرحيم” بوجود هيئة حكومية تقوم بالإشراف على نوعية مواد البناء المستخدمة وخاصة الحديد في المشاريع التي يتم تشييدها حالياً، مؤكداً على ضرورة بيع مواد البناء تحت رقابة صارمة من قبل مختصين كنقابة المهندسين مثلاً، لأن السعي نحو التكاليف الرخيصة قد يؤدي لاحقاً إلى كوارث إنسانية.

ويؤكد العديد من المقاولين، أن أسعار المنازل ترتفع بشكل متسارع بسبب عامل مهم، وهو المتاجرة بها والسمسرة عليها، إذ اتجهت شريحة واسعة من السوريين إلى العمل بهذا القطاع لعدم وجود فرص عمل جيدة تؤمن دخل جيد، حتى باتت بعض العقارات تباع وتشترى بين التجار بحلقة مغلقة أدت إلى ارتفاع جنوني بأسعارها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.