جولة جديدة من الحوار الكُردي-الكُردي: هل أصبح توحيد القوى الكُردية في سوريا هدفاً استراتيجياً للإدارة الأميركية؟

جولة جديدة من الحوار الكُردي-الكُردي: هل أصبح توحيد القوى الكُردية في سوريا هدفاً استراتيجياً للإدارة الأميركية؟

أيام قليلة وتبدأ مباحثات الجولة الثالثة من الحوار الكُردي-الكُردي، بين “أحزاب الوحدة الوطنية الكردية”، وأحزاب #المجلس_الوطني_الكردي، بعد توقف دام لأكثر من خمسة أشهر.

ومن المرتقب أن تشارك في مباحثات الجولة القادمة أحزاب أخرى، كانت خارج التفاوض، وهي أحزاب “الوحدة الكردي” و”التقدمي الكردي” و”الشيوعي الكردستاني”، وبعض مؤسسات المجتمع المدني والنخب المستقلة في شمال وشرق سوريا، إلى جانب أحزاب الوحدة الوطنية، البالغ عددها ثمانية وعشرين حزباً، وأحزاب المجلس الوطني، وعددها ثمانية عشر حزباً.

ووصلت المباحثات الكُردية، خلال الفترة الماضية، إلى طريق مسدود، بسبب خمس نقاط خلافية، لم تُحل بين الجانبين، إلى جانب غياب الرعاية الدولية، الممثلة بـ”وليام روباك”، المبعوث الأميركي لشمال وشرق سوريا.

وأهم نقاط الخلاف، بحسب “مزهر شيخو”، عضو منسقية “المنصة الجماهيرية لتوحيد الصف الكردي”، «كيفية تمثيل المجلس الوطني الكردي ضمن #الإدارة_الذاتية؛ وتعديل بعض بنود “العقد الاجتماعي”، الذي تنتهجه الإدارة في مناطق سيطرتها؛ وتعديل المنهاج الدراسي المتّبع في مدارس المنطقة؛ وكشف مصير معتقلي المجلس الوطني، وإطلاق سراحهم؛ والخلاف الأخير يتعلّق بالملف العسكري».

وتشكلّت “المنصة الجماهيرية لتوحيد الصف الكردي”، من شخصيات مدنية كُردية في “إقليم الجزيرة”، بهدف حث الطرفين على تجاوز نقاط الخلاف، وتقريب الرؤى بينهما، وتوسّعت المنصة لاحقاً لتشمل شخصيات أكاديمية من أوروبا والعراق وتركيا وإيران.

ووفق المعلومات، التي أدلى بها “شيخو”، فإن «اتفاقاً مبدئياً تمّ بين الطرفين، حول آلية مشاركة أحزب المجلس الوطني ضمن هيكلية الإدارة الذاتية. وقد كان مقترح أحزب الوحدة الوطنية، المستند إلى اتفاقية #دهوك، هو أن يحصل كل طرف على نسبة أربعين بالمئة، فيما يحصل المستقلون على النسبة المتبقية، لكن المجلس الوطني الكردي لم يعط موافقته النهائية على هذا المقترح»، إلا أن “شيخو” يعود للتأكيد أن «نقاط التوافق بين الطرفين باتت أكثر من نقاط الخلاف».

 

ضمان حماية المنطقة

يدور الحديث عن عودة المباحثات إلى مجرها بالتزامن مع وصول وفد رسمي من الخارجية الأمريكية إلى شمال وشرق سوريا، قام بعقد لقاء مع أطراف الحوار، في قاعدة تابعة للتحالف الدولي ضد الإرهاب، بريف مدينة #الحسكة، تقرر خلاله إعادة المباحثات بين الطرفين، اللذين يعتبران أكبر كيانين سياسيين في المشهد الكُردي السوري.

من جهته دعا #مظلوم_عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الأطراف الكردية للاستعداد لجولة مباحثات جديدة، وصفها بـ«الجادة»، عبر تغريدة له على موقع “تويتر”.

“سكفان توري”، عضو “المنصة الجماهيرية لتوحيد الصف الكردي”، المطلع على مجريات الحوار، والاجتماعات المتتالية ونتائجها، بحكم مشاركة المنصة فيها بصفة مراقب، كشف لموقع «الحل نت» أن «”ديفيد براونستين”، رئيس الوفد الأميركي، ومساعدته “إيميلي برندت”، أكدا، خلال اللقاءات، على إصرار الإدارة الأميركية الجديدة على إتمام وإنجاح الحوار الكُردي-الكُردي».

ويعتبر “توري” أن «وعود الطرف الأميركي بضمان حماية المنطقة الآمنة، التابعة للإدارة الذاتية، من تهديدات #تركيا أو #الحكومة_السورية، دليل على مدى أهمية نجاح الحوار بالنسبة للإدارة الأميركية». ملخّصاً أهم نتائج لقاء الوفد الأمريكي مع أطراف الحوار الكُردي بـ«طرح الأميركيين حلولاً لمعالجة الخلافات بين الطرفين الكُرديين. ولذلك أعلن المجلس الوطني الكردي عن استعداده لاستئناف جلسات الحوار، دون شروط».

 

الملف العسكري

نقاط تباحث الجولة الثالثة من الحوار، وفق اطلاع “مزهر شيخو”، ستكون «حول القضايا الخلافية، التي رُحّلت من الجولة الثانية، باستثناء الملف العسكري، وقضية دخول “بشمركة روجآفا” إلى المنطقة، فقد أعيد هذا الملف إلى التنسيق بين المجلس الوطني وقوات سوريا الديمقراطية».

في حين يرى “توري” أن «أحزاب الوحدة الوطنية لا تمانع دخول “بيشمركة روجآفا”، إنما تشترط انضواءها تحت لواء #قوات_سوريا_الديمقراطية، إذ أن أحداً لا يحبّذ وجود قوة عسكرية ثانية في المنطقة».

ويضيف: «إنهاء التجنيد الإجباري كان واحداً من قضايا الخلاف، لكن أحزاب الوحدة الوطنية ترفض إلغاء التجنيد في الوقت الحالي، وتقترح إيقافه بشكل مؤقت، لمدة أربعة أشهر بعد الاتفاق. وستتم مناقشة الموضوع لاحقاً، ضمن اللجنة العسكرية، التي ستتألف من الطرفين، أو ضمن مكتب الدفاع، التابع للإدارة الذاتية».

 

منظور أميركي جديد

وفي سياق منفصل بيّن “توري” أنه «خلال اجتماع الوفد الأميركي مع الأحزاب الكردية تم التركيز على وضع المناطق السورية، الخاضعة لسيطرة تركيا، وشدد الأميركيون على ضرورة خروج الفصائل المسلّحة من #عفرين، وتسليمها إلى أهاليها لإدارتها».

كما يبدو أن للإدارة الأميركية الجديدة استراتيجية مختلفة بشأن #الأزمة_السورية، فوفقاً لـ”توري” «برى الوفد الأميركي أن الأزمة لن تحلّ وفق مسار “أستانة”، وإنما يجب الاعتماد على مخرجات مؤتمر #جنيف، ومقترحات “جير بيدرسون”، المبعوث الأممي إلى سوريا».

ويرى “توري”، بصفته محللاً سياسياً، أن «مصلحة أميركا، من وحدة الصف الكُردي، تكمن في إنهاء الصراع والاحتقان الداخلي في الشارع الكُردي، وبالتالي إعطاء زخم للورقة الكُردية في سوريا، أثناء المفاوضات مع الحكومة السورية. والأهم من ذلك جعل الكُرد حليفاً أساسياً للأميركيين في المنطقة، يمكن الاعتماد عليه في عدد من الأهداف الاستراتيجية، وعلى رأسها محاربة التنظيمات الإرهابية، مثل #داعش والنصرة، والحد من نفوذ #إيران وروسيا، في سوريا والمنطقة».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.