انقطعت مياه الشرب عن مدينة الحسكة وريفها منذ يوم أمس، بسبب ضعف الضخ من محطة علوك التي تسيطر عليها فصائل «الجيش الوطني»، لتصبح صهاريج المياه الخاصة المصدر الوحيد للسكان لتأمين احتياجاتهم من مياه الشرب.

وقال “دلوفان محمد أمين” (من حي المشيرفة) إن سكان المدينة يلجؤون إلى شراء مياه الشرب من الصهاريج الخاصة والباعة وسط معاناة نتيجة زيادة الطلب وقلة عدد الصهاريج.

وأوضح في اتصال هاتفي لموقع «الحل نت» أنّ: «مياه الشرب انقطعت الجمعة عن المدينة بعد نحو أسبوع من إعادة تشغيل محطة علوك بريف رأس العين-(سري كانيه)، وأن السكان عانوا قبل ذلك من انقطاع استمر نحو أسبوعين بسبب توقف المحطة».

وأشار الشاب إلى أن الكهرباء انقطعت أيضا منذ يومين وهو ما جعل مولدات الأمبير الخاصة المصدر الوحيد للحصول على الكهرباء الأمر الذي زاد من معاناة السكان.

ويؤكد نشطاء من الحسكة أن خزانات مياه الحمة التي تصلها مياه الشرب من محطة علوك ومن ثم توزع المخصصات وفق برنامج يومي على أحياء الحسكة، لم تمتلئ أمس، بسبب انخفاض الضخ.

و يؤكد سكان المدينة أن غالبية السكان لجؤوا منذ العام الفائت بعد تكرار انقطاع المياه وإيقاف تشغيل محطة علوك، إلى زيادة عدد خزانات المياه لتأمين كميات كافية من المياه تحسبا لأي انقطاع مفاجئ من المحتمل أن يطول قبل أن يعاد تشغيل المحطة.

ويأتي ذلك وسط استمرار تركيا بخفض حصة سوريا من مياه نهر الفرات إلى أقل من النصف منذ ثلاثة أشهر، ما أثر بشكل كبير على واقع توليد الكهرباء في مناطق شمال وشرق سوريا وكذلك تأمين احتياجات السكان المحيطين ببحيرتي تشرين والفرات من مياه الشرب والري، بحسب “حمود الحمادين” مدير سد تشرين.

في غضون ذلك أطلق نشطاء وصحفيون أول أمس حملة تضم مجموعة هاشتاغات تطالب بإطلاق حصة سوريا من مياه نهر الفرات.

وسبق أن اتهمت الإدارة الذاتية، تركيا، بالتلاعب في منسوب مياه الأنهار واستخدامها كورقة ابتزاز، كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، إلى التدخل والضغط على تركيا للالتزام بالقانون الدولي.

وتقر الاتفاقية “السوريّة- التركيّة” الموقعة عام 1987، على التزام تركيا بضخ المياه إلى الأراضي السوريّة بمعدل 500 متر مكعب في الثانية، شرط أن يحصل العراق، على 60% منها.

وسبق أن اتهمت تركيا الإدارة الذاتية التي تسيطر على سدي تشرين والفرات بقطع الكهرباء عن محطة علوك، إلا أن تقارير صحفية وحقوقية تقول إن السلطات التركية خفضت حصة سوريا من نهر الفرات وأضرت بواقع إنتاج الكهرباء.

وأواخر شهر آذار/ مارس 2020 مع تصاعد انتشار وباء كورونا في شمال وشرق سوريا، قال “مايكل بيج”، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش إن السلطات التركية قطعت إمدادات المياه عن المناطق الأكثر ضعفا في سوريا في خضم وباء عالمي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.