“شكراً لاهتمامك، السعر 125 ألف #ليرة سورية”، هذا الرد الآلي الذي وصل صندوق الرسائل الخاص بنزار على فيسبوك، كان بمثابة صدمة كبيرة، بعد عناء البحث عن حذاء جيد عبر #الانترنت.

نزار طالب جامعي يعمل في مطعم #شاورما بدمشق بعد الدوام، ويحقق عائداً شهرياً يصل إلى 200 ألف ليرة سورية، لكن سعر الحذاء الذي أراد شراءه يكاد يلتهم أكثر من نصف راتبه.

استيراد الأحذية ممنوع، بحسب مصادر في وزارة #التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لكن المواد الأولية اللازمة للصناعة غير ممنوعة، وهذا ما دفع كثير من صناعيي الأحذية لتصنيعها محلياً بخامات مهربة أو مستوردة وبيعها على أنها صينية وبأسعار مرتفعة.

وتراوح سعر الحذاء محلي الصنع بين 20 – 40 ألف، والحذاء الصيني بين 40 – 55 ألف ليرة سورية، والحذاء الفيتنامي بين 75 – 100 ألف ليرة سورية، والكوبي أورجينال لماركات عالمية بين 100 – 150 ألف ليرة.

أقمشة مهربة من تركيا وصناعة الألبسة في حلب!

وغالباً لا تباع في الأسواق البضائع الأجنبية بينما يتم الترويج لها عبر الانترنت لأنها ممنوعة، لكن بعض المحلات وخلال جولة لموقع (الحل نت) أعلنت صراحة أن بعض الملابس لديها تركية لجذب الزبائن وتبرير السعر المرتفع.

وعند التفحص تبين كتابة “صنع في سوريا” عليها، وعند الاستفسار أكد مصدر في جمعية حماية المستهلك، أن «السبب هو التهرب من الجمارك لأن القماش مهرب من تركيا بينما الصناعة تمت في حلب، وبعضهم يختلق هذه الحجة لتبرير رفع أسعارهم».

وأكد رئيس القطاع النسيجي وعضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها “نور الدين سمحا” في تصريحات إذاعية مؤخراً، أن سبب صناعة الألبسة المحلية بأقمشة أجنبية، وجود نوعيات متعددة ومتنوعة جداً عالمياً، بينما الأقمشة المحلية متوفرة بشكل خجول ولا تناسب كل صناعات الألبسة، ومع ذلك ارتفع سعر المتر الوطني من حوالي 1,800 إلى 7,000 ليرة.

أسعار كاوية.. كسوة أسرة نحو 400 ألف ليرة كحد أدنى!

وتراوح سعر بنطال الجينز بين 35 – 60 ألف ليرة سورية في الأسواق، بينما تراوح سعر الكنزات بين 18 – 30 ألف ليرة، والقمصان بين 20 – 40 ألف ليرة، بينما تراوحت أسعار الألبسة الولادي بين 30 – 50 ألف ليرة للفستان البناتي، وألبسة الذكور ضمن ذات المتوسط الخاص بالبالغين للجينزات والكنزات.

وسعر الحذاء الولادي محلي الصنع بين 15 – 25 ألف ليرة سورية، وقد يزيد عن ذلك تبعاً للماركة والجودة.

ووفقاً للأسعار أعلاه تصل تكلفة كسوة أسرة من 5 أشخاص، بأدنى تقدير بين 350 – 400 ألف ليرة سورية، وقد ترتفع الكلفة تبعاً للجودة إلى الضعف أو أكثر.

خيار ألبسة البالة لم يعد متاحاً!

ولم يكن خيار البالة بالنسبة للأسر التي ترغب بالهرب من لهيب أسعار الملابس الجاهزة الجديدة موفقاً؟

فقد ارتفعت الأسعار لتساوي تقريباً أسعار الملابس المحلية حيث تبدأ أسعار الجينزات من 35 ألف ليرة، والكنزات من 15 ألف، والفساتين البناتي من 15 و20 ألف ليرة.

وأكد صناعيو ألبسة بتصريحات صحفية مؤخراً، أن الاقبال على الشراء ضعيف جداً، بينما هناك الكثير من الأسر التي تنزل للسوق دون شراء نتيجة الصدمة بالأسعار، ومنهم من ينزل للتنزه فقط،

وأشار الصناعيون إلى أن ضعف الشراء أثر عليهم أنفسهم من ناحية ضعف المردود، وأثر أيضاً على تشكيلة الموديلات المعروضة في الأسواق، كونهم خفّضوا الإنتاج نحو 50% عن العام الماضي.

تدوير الألبسة القديمة أملاً في تعويض شراء الجديد!

الألبسة بالنسبة للسوريين باتت من الكماليات نتيجة انعدام القدرة على شرائها، ولجأ كثيرون لتدوير الألبسة بين الأقارب أو بين الأبناء ذاتهم، أو محاولة تجديد بعضها عند الخياطين عبر صباغها أو تعديل قصتها.

ويعتبر طقس شراء الملابس قبل #عيد_الفطر، أحد الطقوس التي استغنى عنها السوريون من ضمن عدة طقوس أخرى.

2 كيلو غرام من أرخص حلويات العيد مقابل راتب شهر!

ومن الطقوس التي تخلى عنها معظم السوريين أيضاً لاستقبال العيد، شراء الحلويات التي ارتفع ثمنها إلى مستويات غير منطقية.

وبخاصة الحلويات العربية، التي وصل سعر الكيلو منها إلى 80 ألف ليرة سورية، وقد ينخفض السعر تبعاً لنوع السمن المستخدم وجودة الحشوة.

وبينما كان يتراوح سعر كيلو معمول العجوة العام الماضي بين 10 – 15 ألف ليرة سورية، تراوح هذا العام بين 20 – 25 ألف ليرة، ومعمول الفستق الذي تراوح العام الماضي بين 25 – 30 ألف ليرة، تراوح الكيلو هذا العام بين 50 – 75 ألف ليرة.

وبجولة على سوق الجزماتية بدمشق، تراوح سعر كيلو البقلاوة والبلورية بين 20 – 50 ألف ليرة سورية، والمبرومة بين 30 – 80 ألف ليرة، والهريسة بيت 10 – 25 ألف ليرة، وفارق السعر الكبير يعود لجودة المواد المستخدمة وخاصة نوع السمن.

ووصل سعر كيلو السمنة النباتية إلى 7500 ليرة، والبقري بين 20 – 25 ألف ليرة تبعاً للنوع، وكيلو السكر 2000 ليرة، والطحين 2200 ليرة، والطحين الكندي الجيد جداً وصل إلى 2800 ليرة.

وتلك الأسعار جعلت من صناعة #الحلويات في المنزل خياراً صعباً، ما دفع بعض الأسر لصناعة حلويات بحشوات مثل النانرج والورد والراحة، واستخدام منكهات بدلاً من السمن النباتي، وطحين المساعدات بدلاً من طحين الحلويات الخاص (زيرو أو كندي).

ضيافة العيد قهوة مرة فقط.. والحوالات أنقذت بعض الأسر!

موجة ارتفاع الأسعار طالت كل مستلزمات العيد حتى #الشوكولا والسكاكر والموالح، ليقتصر استقبال هذا العيد على القهوة المرة والبوظة الكاسيتا والعصير القابل للحل بالماء.

ورغم قساوة ما ذكر، إلا أن بعض الأسر استطاعت الحصول على حوالات مالية أنقذتها نوعاً من إلغاء كل طقوس العيد، حيث بات مشهد الطوابير على شركات الحوالات كثيفاً خلال الأسبوع الماضي وحتى الأسبوع الجاري، وتلك الحوالات أنقذت السوق من انهيار وركود شديد.

وقدر رئيس قسم المصارف في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق علي كنعان، في تصريحات له الشهر الماضي، أن معدل حوالات الأشخاص بالقطع الأجنبي المرسلة إلى ذويهم في سوريا، بنحو 3 إلى 4 ملايين دولار يومياً، وترتفع عادة في شهر رمضان إلى أكثر من 10 ملايين دولار يومياً.

ووفقاً لحديث كنعان هناك 300 مليون دولار دخلت سوريا خلال شهر رمضان، حيث تعتمد نحو 70% من الأسر السورية على #الحوالات في معيشتها سواء كانت تصلها بشكل منتظم أو غير منتظم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.