مشروع الإدارة الذاتية الدرزية: ضرورة لمكافحة النفوذ الإيراني أم محاولة لخلق مزيد من الفوضى في المنطقة؟

مشروع الإدارة الذاتية الدرزية: ضرورة لمكافحة النفوذ الإيراني أم محاولة لخلق مزيد من الفوضى في المنطقة؟

تم الإعلان، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن تأسيس “حزب اللواء السوري”، في السابع من تموز/يوليو الحالي. وذكر المنشور الأول للحزب أنه «حزب سوري، ينطلق من #السويداء إلى كل الأراضي السورية»، مؤكداً أن من أهداف الحزب «التأكيد على وحدة الأراضي السورية، والعمل على الانتقال من الحكم الاستبدادي إلى الحكم الديمقراطي الرشيد، وبناء هوية وطنية سورية تحترم التعددية».

إلا أن كثيراً من العاملين والمهتمين بالشأن العام في السويداء، بمن فيهم عدد من المحامين والإعلاميين ونشطاء المجتمع المدني، اعتبروا أن ظهور الحزب عودة لمشروع الإدارة الذاتية الدرزية، الذي دار الحديث عنه كثيراً في الفترة الماضية بالجنوب السوري، خاصة بعد أن كشف موقع إخباري محلي مراسلات بين مؤسس الحزب، وهو صحفي من السويداء مقيم في #فرنسا، والإدارة الأميركية.

ونشر موقع “الراصد”، المختص بشؤون المحافظة الجنوبية، تحقيقاً موسّعاً، في الرابع من تموز/يوليو، يتحدث عن طلب مؤسس الحزب الدعم المالي من مسؤولين أميركيين، لتأسيس جناح عسكري لحزب سياسي، يسميه “حزب لواء الجنوب” أو “اللواء السوري”.

فما حقيقة هذا الحزب ودوافع مؤسسه؟ وهل لديه إمكانيات جديّة، سواء مادية أو من حيث القبول الشعبي، لتأسيس مشروع للإدارة الذاتية في السويداء؟

 

من يدعم المشروع؟

الإعلامي “حمزة المعروفي”، أحد محرري موقع “الراصد”، قال لـ«الحل نت» إن «المراسلات، التي استطاع الموقع الوصول إليها، تثبت أن الأمريكيين لم يستجيبوا لطلبات مؤسس الحزب، ما دفعه للتواصل مع السفارة الإسرائيلية في #باريس،  وترتيب عدة لقاءات مع دبلوماسيين إسرائيليين، في شهر آذار/مارس الماضي. ولم تمض أسابيع على هذه اللقاءات حتى بدأ بإرسال الأموال إلى السويداء، وتشكيل مجموعات مسلحة، بلغ قوامها ستمئة عنصر حتى اللحظة».

“المعروفي” يؤكد أن «اللقاءات استمرت في باريس، مع وجود تحركات عديدة على الأرض، إلا أن فصيلاً محلياً انسحب من المشروع، وكشف قائده تفاصيل التدريبات وعدد العناصر والأناشيد التي كانوا يرددونها، وكل هذه التفاصيل تؤكد نية مؤسس الحزب إنشاء كيان ذاتي منفصل في السويداء، بحجة محاربة #إيران وحزب الله اللبناني».

ويختتم الصحفي السوري حديثه بالقول إن «جميع مقاتلي الحزب الجديد موجودون في القرى الشرقية للسويداء، بالقرب من الصحراء الشرقية، ومستعدون لخوض حرب في عموم المحافظة، بمجرد تلقيهم الأوامر».

 

  من هو “سامر الحكيم”؟

ويحسب التقارير فإن الفصائل المسلّحة، المرتبطة بالحزب الجديد في الداخل، تعمل تحت أمرة شخص يدعى “سامر الحكيم”.

«ظهر اسم “سامر الحكيم” بوصفه منسّقاً للفصائل المسلحة، وجّند حوله عديداً من الشبان، من أبناء القرى الشرقية، وتوسّع غرباً بفصيل مسلح في بلدة #القريا، بعد أن شهدت هذه البلدة بوادر حرب بين أهلها وعشائر البدو، وراح الفصيل الناشئ يفتعل المشاكل في المنطقة، مدعياً حماية الأرض والعرض» بحسب الناشط المحلي “علي العلي”.

ويتابع “العلي” في حديثه لموقع «الحل نت»: «إلا أن “الحكيم” معروف جيداً لدى أهالي المحافظة، فهو كان متعاوناً مع فرع الأمن العسكري، وخاض معه كثيراً من العمليات المشبوهة، وظهر اسمه ضمن قائمة المتهمين بعملية اغتيال الشيخ و”حيد البلعوس”، مؤسس حركة #رجال_الكرامة، وقد اعترف بقيامه بتفخيخ سيارة الشيخ “فادي نعيم”، نائب رئيس الحركة، ثم اختفى لفترة طويلة، قبل أن يظهر اسمه مجدداً مع بروز مشروع الإدارة الذاتية، وتصالحه مع “ليث البلعوس”، ابن الشيخ “وحيد”».

 

ردود صاحب المشروع

مؤسس الحزب، وعبر تسريبات منسوبة له، يؤكد أن «الفصائل التابعة له، تمكّنت مؤخراً من ردع #حزب_الله وإيران عن إقامة معاقل داخل قرى السويداء الشرقية، وستتمكن، خلال فترة قصيرة، من السيطرة تماماً على المنطقة، وطرد أي تواجد للحكومة السورية وحلفائها فيها».

ورداً على التقارير، التي تحدث عن علاقاته بمسؤولين إسرائيليين، اتهم، عبر صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك”، «عملاء فرع الأمن العسكري، التابع لإيران، بنشر تهم جاهزة عنه، مثل الخيانة والعمالة لإسرائيل». إلا أنه لم ينكر تأسيسه لحزب “اللواء السوري”، الذي يصفه بـ«العلماني»، وكذلك لم ينف سعيه لتحقيق مشروع الإدارة الذاتية الدرزية في السويداء.

 

ماذا يقول المعارضون؟

قائد فصيل محلي في السويداء، رفض نشر اسمه، أكد لـ«الحل نت» أن «ادعاءات “حزب اللواء” و”سامر الحكيم” بالتصدي للوجود الإيراني شرقي السويداء لا أساس لها من الصحة، لسبب بسيط هو أنه لا يوجد تواجد عسكري واضح لإيران أو حزب الله في تلك المنطقة أصلاً، وكل ما في الأمر أنه توجد بعض عصابات المخدرات، التي تعمل بالتنسيق مع حزب الله، ولم تحدث معها أية اشتباكات فعلية، وبالتالي فإن كل يدعيه “الحكيم” مجرد تهويلات، بغرض جلب الدعم والتمويل من جهات خارجية».

“صافي اللبان”، الناشط السياسي المعارض، أكد أنه «لا يجب إعطاء مشروع “الحكيم” أهمية لا يستحقها، فمن الواضح أن حجمه السياسي صفر، وعلى الرغم من وجود فصائل مسلّحة تابعة له شرقي المحافظة، إلا أن أعداد مقاتليها، التي يدعيها “الحكيم”، غير حقيقية على الأغلب، وفيها كثير من المبالغة، لإرضاء الجهات الداعمة له، وتحصيل أكبر قدر من المال».

ويتابع “اللبان” في حديثه لموقع «الحل نت»: «إنشاء مشاريع انفصالية أمر مرفوض، حتى لو كان بحجة مواجهة إيران، وهي حجة واهية برأينا، فالأجهزة الأمنية السورية تدعم سراً مشروع الحزب الجديد، وهو لن يكون أكثر من حصان طروادة، الذي سيحمل في جوفه مقاتلي #الفرقة_الرابعة والخامسة عشر. وفي النهاية لن ينجح مؤسس الحزب الموجود في فرنسا، أو “سامر الحكيم” بتأسيس إدارة ذاتية وتزعّمها، بل سيزيدان فقط من حالة الفوضى والانقسام، التي ستستغلها #الحكومة_السورية، وحلفاؤها من إيرانيين وغيرهم، لفرض مزيد من التحكّم بالمنطقة واستغلالها».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.