رسامة سوريّة تتعرّض للطعن بريف حلب لانتقادها “الائتلاف” برسوماتٍ كاريكاتيرية

رسامة سوريّة تتعرّض للطعن بريف حلب لانتقادها “الائتلاف” برسوماتٍ كاريكاتيرية

تعرضت رسامة الكاريكاتير في “المركز الصحفي السوري”، “هديل إسماعيل”، أمسِ الجمعة، لطعنة سكين، وسلب مبلغ مالي من مخصصات رواتب العاملين في المركز على يد مجهولين، بمدينة إعزاز بريف حلب الشمالي.

وذكر “المركز”، أنّ أشخاصاً حاولوا استدراجها، وهددوها وطلبوا منها التوقف عن نشر رسوم ساخرة من الرئيس السابق للائتلاف “نصر الحريري”، دون أية معلومات إضافية.

مصدرٌ في الشرطة المدنية في مدينة #اعزاز، قال لـ (الحل نت)، إنّ: «”هديل” تعرضت لطعنةٍ بسكين في خاصرتها من الخلف، تسببت لها بنزيف، من قبل ملثمين اثنين في منطقة “عبارة السقيط”، وذلك بعد دقائق من تسلم الناشطة مبلغ 15 ألف ليرة تركية مخصصه للعاملين في المركز، من مركز  “PTT” التركي في المدينة».

منوهاً إلى أنّ أهالي المنطقة نقلوا “هديل” إلى #المشفى_الوطني لتلقي العلاج، فيما باشرت عناصر من الأمن الجنائي في المدينة، بكتابة ضبط بالواقعة، متعهدين بمتابعة كاميرات المراقبة لكشف الفاعلين وملاحقتهم.

وأكد المصدر، المعلومات التي أوردها المرصد “السوري لحقوق الإنسان”، عن اعتراف “هديل” بتلقيها تهديدات من مجهولين يركبون سيارة مُفيّمة قرب دوار #الكف في مدينة #إعزاز،  منتصف يونيو/حَزِيران الفائت.

وقالت “هديل” في محضر الحادثة، إنّ: «التهديد جاء على خلفية رسمها كاريكاتير ينتقد “الائتلاف الوطني” ورئيسه السابق “نصر الحريري”»، مشيرةً إلى أنّ الملثمين أكدوا لها في حال تكررت هذه الرُّسُوم، فإنها ستواجه مشكلة.

وحسب ناشطين، فإنّ المناطق التي يسيطر عليها “الجيش الوطني” المدعوم من #أنقرة، تشهد اغتيالات منظمة تنفذها مجموعات سرية بتواطؤ بعض قيادات قِوَى الأمن التابعة للجيش الوطني، وشخصيات معارِضة مختلفة، إذ أصبح النشطاء والعاملون في المجال الإنساني أهدافًا متكررة لتلك الهجمات، دون الكشف عن هويات هذه الأطراف ومحاسبتهم.

وكانت مدينة #الباب الخاضعة لسيطرة «الجيش الوطني» شهدت نهاية عام 2020، اغتيال الناشط “حسين خطاب” و”طه النعساني”، ومحاولة اغتيال الناشط “بهاء الحلبي” ضمن سلسلة عمليات مستمرة، تكشف عن سهولة تنفيذ تلك الجهات عملياتها دون عوائق.

وسبق أن تعرض مراسل قناة “حلب اليوم” في ريف حلب، “مالك أبو عبيدة” في 23 سبتمبر/أيلول الفائت، لمحاولة اغتيال بزرع عُبْوَة ناسفة لاصقة أسفل سيارته في مدينة #اعزاز بعد سلسلة من التهديدات عقب تسليطه الضوء على تواطؤ القوات الحكومية وبعض فصائل “الجيش الوطني” في عمليات التهريب على المعابر المشتركة، وفقا لبيان القناة.

بينما أقدم فصيل “لواء السلطان مراد” التابع لـ”الوطني”، على اعتقال الناشط الإعلامي “بلال سريول” في مدينة #عفرين شمال حلب لمدة ثلاثة أيام تعرض خلالها للتعذيب.

وأثارت تلك الحوادث تساؤلات في الشارع حول الوضع الحالي والمستقبل لهذه المناطق، إذ تكاد تكون في حالة فوضى أمنية كاملة، بسبب انتشار السلاح على نطاق واسع، ولا وجود لأطراف معنية يمكنها بسط السيطرة أو ملاحقة الخارجين عن القانون، والمجموعات المشاركة في تصفية الناشطين والسرقة والاعتداء على الممتلكات.

وعلى الرغم من تزايد عمليات الاغتيال والقتل في شمالي #سوريا، خاصةً ريف #حلب الخاضع لـ”الإدارة التركية”، إلا أن حادثة طعن “هديل” تختلف بتفاصيلها، التي يراها نشطاء ومراقبون أقرب إلى القتل «بدم بارد».

وفي حديثه لـ(الحل نت)، يرى الناشط “محمد الحوراني”، أنّ الترسانة التركية السورية، لم تتمكن حتى الآن من ضبط حالة الفلتان الأمني في مناطقها، واستغلت ذلك لكبح جماح الناشطين والصحفيين عبر التفجيرات وعمليات القتل، لقاء مبالغ مالية.

ومنذ سنوات من السيطرة على منطقة “درع الفرات” (ريف حلب الشمالي والشرقي)، لم تهدأ عمليات الاغتيال فيها، كما باتت التفجيرات بالعبوات الناسفة والسيارات والدراجات المفخخة مشهدًا يوميًا.

ولا يقتصر ما سبق على المنطقة المذكورة فقط، بل الأمور ذاتها تتكرر في منطقة عفرين المسماة بمنطقة “غصن الزيتون”، وصولاً إلى المنطقة التي كانت قد سيطرت عليها #تركيا على الحدود شمال شرقي سوريا، والمسماة بمنطقة “نبع السلام”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.