ما تزال سيطرة حركة #طالبان على الحكم في #أفغانستان الحدث الأبرز، الذي يشغل الأوساط السياسية والإعلامية حول العالم، نظراً لدلالاته ونتائجه، التي من المتوقع أنْ تؤثّر على مختلف دول المنطقة.

وتبدو #إيران، التي ترتبط بعلاقات الجوار والحدود المشتركة، والروابط اللغوية والثقافية والتاريخية مع أفغانستان، من أكثر البلدان المعنية بالتغيير الذي حصل في قلب العاصمة #كابل.

وفي أول تصريح للرئيس الإيراني الجديد #إبراهيم_رئيسي، حول سيطرة طالبان  ‎على أفغانستان، أكد أنَّه يجب تحويل ما أسماه «الهزيمة العسكرية والانسحاب الأميركي من أفغانستان، إلى فرصةٍ لإعادة الحياة إلى هذا البلد».

وأضاف، في حديثه لوسائل إعلام محلية، أنّ «إيران ملتزمة بعلاقات حُسنِ الجوار مع أفغانستان، وندعو جميع الفصائل الأفغانية إلى ضرورة الاتفاق الوطني والشامل، الذي يضمن الاستقرار للبلاد».

موقفٌ اعتبره عدد من المراقبين ترحيباً إيرانياً غير مباشر بسيطرة طالبان على الحكم، فما مستقبل العلاقات الإيرانية الأفغانية بعد سقوط كابل؟ وكيف ستتصرف طهران تجاه حكّام جارتها الشرقية الجدد؟

 

تقاربٌ برعايةٍ قطريةٍ

السياسي والباحث العراقي “انتفاض قنبر” يرى أنَّه «سيكون هناك تنسيقٌ وتقاربٌ بين الحكومة الإيرانية وحركة طالبان، برعاية قطرية».

مبيناً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنَّ «الحركات الجهادية، وباختلاف عقائدها، تتفق على رؤيةٍ موحدةٍ، وهي محاربة الدول الغربية عامة، والولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص، وهذا ما جعل #طهران تحتضن حركة #حماس وجماعات الإخوان المسلمين، بل أن قادة من تنظيم #القاعدة كانوا حتى وقت قريب يقيمون في إيران»، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن «هناك ترحيباً غير مباشر بسيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان، من خلال تغريدات “علي شمخاني”، أمين سر المجلس الأعلى القومي الإيراني، على موقع “تويتر”، فضلاً عن شخصيات إيرانية قيادية أخرى، عبّرت عن رغبة طهران بفتح صفحة جديدة مع طالبان».

وكان “علي شمخاني” قد غرّد، على حسابه في تويتر، عن التطورات الجديدة في كابل، مؤكداً على «استمرار الدعم الإيراني للشعب الأفغاني، واحترام رغبته وإرادته، على غرار الدعم الذي قدمته إيران طيلة السنوات الماضية».

 

لا توجد خياراتٌ أُخرى

من جهته يرى المحلل والكاتب السياسي “أحمد الخضر” أنَّ «إيران لديها ما يكفي من المتاعب والمشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية، ولا تريد إضافةَ أعباءٍ جديدة، في حال معارضتها للتغيير في أفغانستان».

ويضيف، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنَّ «الأوضاع في إيران، وفي ظل الحصار الاقتصادي، الذي تفرضه الولايات المتحدة الأميركية عليها، وكذلك توتر الأوضاع الداخلية في “الأحواز” ومناطق إيرانية أخرى، يُجبر طهران على التعامل مع طالبان على أنها أمر واقع».

وبيّن أن «إيران لديها حدود بطول تسعمئة كيلومتراً مع أفغانستان، ولا تريد افتعال مشاكل جديدة على هذه الحدود الشاسعة، وبما أنَّ #قطر هي من رعى الاتفاق الأخير، الذي أوصل طالبان للحكم، وهنالك علاقات جيدة بين طهران والدوحة، فستقوم الحكومة الإيرانية بتنسيق موقفها مع الموقف القطري، وستعترف بالتغيير الجديد في أفغانستان»، معتبراً أن هذا «يُعدَّ تصرفاً حكيماً من حكومة طهران، التي لا تريد توريط بلادها بمشاكل جديدة مع جيرانها».

 

الانتصارُ على أميركا

إلا أن المحلل السياسي “علي البيدر” يرى الأمور من زاوية مختلفة، ويشير إلى أنَّ «إيران تعتبر إخلاء المنطقة من الوجود العسكري الأميركي انتصاراً مهماً لها».

لافتاً، في حديثه لموقع «الحل نت»، إلى أنّ «إيران ترى الانسحاب الأميركي من دولة مجاورة لها، مثل أفغانستان، انتصاراً عسكرياً وسياسياً، لذلك قامت، بشكل غير مباشر، بالترحيب بسيطرة طالبان على البلاد».

واعتبر المحلل العراقي أنَّ «طهران، في سياستها الخارجية، تعمل على إشاعة الفوضى في أكثر من بلد، وهذا ما يخدم مصالحها الإقليمية، ويغطّى على ممارساتها القمعية داخل أراضيها، ووجود طالبان في الحكم سيجعل العالم يركز على الانتهاكات التي ترتكبها الحركة، بعيداً عما يقوم به النظام الإيراني».

يذكر أن الأحزاب المقرّبة من إيران في العراق صوّتت في #البرلمان_العراقي على قرار إخراج القوات الأميركية من البلاد، رغم التحذيرات الأمنية من مخاطر عودة تنظيم #داعش، والتنظيمات المتطرفة الأخرى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة