عاد الحديث حول ملف التفاهمات الروسية التركية في الشمال الغربي من سوريا، وفق ما يؤشر على ازدياد حدة الخلافات حيال ذلك الملف، دون وجود أي تطورات تمهد لوجود توافقات جديدة.

التصعيد العسكري الروسي الأخير على محافظة إدلب والذي زادت حدته منذ الأسبوع الفائت، يأتي ضمن سياق الضغوط الروسية على تركيا، سواء فيما يتعلق بملف القوى الإرهابية هناك، ورغبة موسكو بالسيطرة على الطريق الدولي ‘‘إم 4’’ وجميع المناطق الجنوبية من محافظة إدلب، أو فيما يتعلق برغبة الروس في دفع ملف التطبيع السياسي بين أنقرة ودمشق إلى الأمام بخطوات ملموسة خلال الفترة المقبلة.

خلال الشهر الحالي، يلتقي الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لإقناع تركيا للقبول بالجلوس مع الرئيس السوري بشار الأسد، بهدف استكمال المخطط الهادف إلى التعويم السياسي لدمشق، وفق ما نقلت تقارير صحفية تركية.

وبحسب التقارير، فإن موسكو تعوّل على الحساسية التركية من ملف اللاجئين السوريين، والضغوط الشعبية المتزايدة على حزب العدالة والتنمية بخصوص هذا الملف.

وكذلك على التوجه التركي الجديد نحو تحسين العلاقات المتوترة مع دول متعددة في المنطقة (الإمارات، مصر، السعودية)، لدفع أنقرة التي لا تخفي رغبتها بإعادة اللاجئين السوريين، إلى تليين مواقفها من دمشق، والتوافق السياسي بينهما في نهاية المطاف.

الباحث السياسي، محمود إدريس، قال خلال حديثه لـ(الحل نت) إن «روسيا قد تكون قادرة على فرض شروطها على تركيا، بخاصة تلك المتعلقة بفرض سيطرتها على جنوبي إدلب، أو التعامل الجاد مع ملف القوى الإرهابية، من خلال إعادة هيكلة نفوذ تلك القوى على الأرض».

وأما فيما يتعلق بالتطبيع بين دمشق وأنقرة، فاعتبر “إدريس” أن هذا المسعى يصطدم بعدة عوائق، أبرزها عدم الموافقة الأميركية على ذلك، «حتى روسيا تدرك أن هذا الأمر غير ممكن التطبيق خلال الفترة الحالية، وإن كان الروس يسعون للدفع باتجاه هذا، إلا أنهم يعلمون بصعوبة هذا التوجه خلال الوقت الحالي».

الكاتب التركي ‘‘برهان الدين دوران’’ كان قد تحدث في مقال له في صحيفة صباح التركية، عن الشروط التي تريدها بلاده من الأسد قبل إعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية معه.

قائلاً إنه وقبل أي شيء، «يجب أن تكون إدارة دمشق مستعدة وجاهزة لإعادة أبناء شعبها إلى بلادهم، وعليه، يجب أن تهتم بالعمليات السياسية التي تشارك فيها المعارضة، وأن تتوقف عن دفع الملايين في إدلب باتجاه الحدود التركية بسبب القصف».

في سياق مواز، قصفت الطائرات الروسية محيط قرية بلشون في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي. تزامناً مع قصفٍ مدفعي حكومي على محيط مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي.

إلى ذلك، ركزت الطائرات الروسية قصفها على المناطق الجنوبية بمحافظة إدلب، واستهدفت بغارة جوية قرية بسامس في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، كما استهدفت محيط بلدة كنصفرة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي أيضاً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.