بدلاً من إضاعة الوقت على الهاتف في ظل الإغلاقات التي شهدتها ألمانيا بسبب تفشي وباء كورونا، بدأ الطفل السوري “يزن غيث” بتعلم عواصم البلدان وأعلامها.

وبدأ والد “يزن” ذو 5 أعوام، في تعليم ابنه عواصم الدول وأعلامها باللغتين العربية والألمانية.

ويتحدث “غيث” والد الطفل السوري، أنّه بسبب كورونا وعدم قدرة ابنه على الذَّهاب إلى المدرسة، انتابه الخوف نتيجة فقدان ابنه للغة الألمانية.

ويشير “غيث”، أنّهم في البيت لا يتكلمون إلّا اللغة العربية، وبدل إضاعة وقت ابنه على الهاتف قرر تعزيز ثقافته.

وخلال مدة قصير اكتشف والد “يزن” موهبة ابنه مصادفة، فبدأ يتعلم العناصر الكيميائية ورموزها وتكافؤها، ومواد يتم تدريسها في الصف السابع.

وتنامت موهبة الطفل السوري، حتى أصبح يتقن حلّ المعادلات من الدرجة الأولى.

طفل سوري.. من لاجئ إلى بطل فيلم يحصد جوائز عالمية

و”يزن” من الأطفال السوريين الذي عثروا على مواهبهم خارج البلاد، فاسمه يتطابق مع الطفل “زين الرفاعي” الذي فر مع عائلته من درعا عام 2012، بحثًا عن ملاذ آمن في لبنان، كان حينها في السابعة من عمره.

ست سنوات قضاها في مخيمات اللاجئين بلبنان من دون أن تتاح له أبسط مقومات الحياة.

لكن حياته تغيرت فجأة بعد اختيار المخرجة “نادين لبكي” له بطلا لفيلمها “كفر ناحوم”.

وتدور أحداث الفيلم ومدته ساعتان عن طفل من مدينة درعا مهد الاحتجاجات السورية، يرفع قضية ضد والديه، بسبب إنجابهما له نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشها!

ويتعامل الفيلم الذي عرض لأول مرة في بيروت، مع العديد من القضايا الاجتماعية التي تؤثر على اللبنانيين واللاجئين على حد سواء، كعمالة الأطفال، الزواج المبكر، انعدام الجنسية والفقر.

وفي ألمانيا أيضاً، أصبح طفل سوري يدعى “حسين بيسو” من مواليد عام 2011 حديث الصحف الألمانية الذي أطلقت عليه اسم “معجزة الشطرنج”.

 فهو بطل ألمانيا في الشطرنج عن فئته العمرية وحالياً يتنافس في بطولة ألمانيا المقامة في “ولاية هيسن”.

ويتقاسم “حسين” الصدارة الآن مع طفل ألماني والذي سيلع ضده خلال الأيام القادمة.

و”حسين” أصغر لاعب تمكن من الوصول إلى كادر الاتحاد الألماني للشطرنج.

ولفت “حسين” الأنظار إليه، في نادي الشطرنج في مدينة “ليبشتادت” التي يعيش فيها في ولاية شمال “الراين” و”ستفاليا”، والفضل في اكتشاف موهبته يعود إلى عائلته أيضاً التي شجعته.

الأطفال السوريون والتعليم الألماني.. معاناة كبيرة

يعاني الأطفال السوريون في ظل نظام التعليم الإلكتروني المتبع في ألمانيا حاليًا، بسبب إغلاق العديد من المدارس، ضمن الاجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

ولا سيما في ظل ضعف مستوى اللغة الألمانية لديهم وحاجتهم لمساعدات تعليمية إضافية

فمن الصعب جدًا على اللاجئين، فهم النصوص نظرًا لوجود الكثير من الكلمات الصعبة فيها

وكانت المدارس الألمانية أغلقت أبوابها، في أبريل/نيسان 2020، ضمن الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، وبات التعليم الإلكتروني هو أساس تلقي الدروس التعليمية في البلاد، حيث تبث الدروس عبر الإنترنت.

ولاحظ مراقبو منصات التعليم الإلكتروني أن العديد من الأطفال المنحدرين من أصول مهاجرة نسوا بالفعل كيفية التحدث بالألمانية لأنهم يقضون يومهم كاملا في المنازل ولا يتحدثون سوى اللغة الأم.

ويتواجد نحو مليون لاجئ سوري في كل أنحاء ألمانيا، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال المدمجين في النظام التعليمي، والمتأثرين بشكل سلبي من نظام التعليم الإلكتروني وعدم وجود مساعدة تعليمية إضافية من معلميهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.