عاد اسم الجولان جنوب سوريا، الذي بسطت إسرائيل سيطرتها عليه واعترفت به الولايات المتحدة الأميركية في عهد الرئيس السابق، “دونالد ترامب” كأرض إسرائيلية، إلى واجهة التصريحات بعد حديث عن إعادة إعماره.

فتحدث رئيس وزراء إسرائيل، “نفتالي بينيت”، بأن هضبة الجولان هي عبارة عن غاية استراتيجية، وأن الحكومة الإسرائيلية تعتزم العمل على مضاعفة عدد سكانها.

وخلال مؤتمر “الجولان للاقتصاد والتطوير الإقليمي” الذي ترعاه صحيفة “ماكور ريشون”، الذي عقد الاثنين الفائت، قال “بينيت”، إنّه: «بعد 6 أسابيع من الآن سنعقد هنا جلسة حكومية حيث سنصادق خلالها على خطة وطنية لهضبة الجولان. ويتمثل هدفنا في المضاعفة، ثم المضاعفة مجددا، لعدد سكان هضبة الجولان».

وأشار، إلى أنّ إسرائيل مصممة على مضاعفة عدد السكان وعلى إنشاء بلدتين جديدتين، وإيجاد فرص عمل، وضخ المزيد من الاستثمارات على البنى التحتية.

وزارة الخارجية السورية، دانت بأشد العبارات تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول زيادة عدد المستوطنين الإسرائيليين في الجولان السوري.

وأكّدت الوزارة، أنّ «الجولان سيبقى عربيًا سوريًا وهو عائد إلى كنف الوطن الأم لا محالة طال الزمن أم قصر».

وبعد تصريح دمشق بساعات، رصدت وسائل إعلامية وجود تحركات عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان، مشيرةً إلى أنه تم نقل عدد كبير من الدبابات إلى المنطقة، محملة على الشاحنات.

محورا المقاومة سوريا وإيران يعطلان عودة الجولان

أكدّ الباحث السوري، “عصام زيتون”، خلال حديثه لـ(الحل نت)، أنّ عودة الجولان إلى سوريا معطلة منذ أيام الرئيس السوري السابق، “حافظ الأسد”، واستمر ذلك على عهد نجله “بشار الأسد”.

وقال “زيتون”، «قضية الجولان استغلت من قبل الفئة الحاكمة في سوريا لتمرير مشاريعها الشخصية، في حين لم يكن هنالك جدية تامة من قبلهم لاستعادتها، وحديثاً التدخل الإيراني في سوريا عمق الهوة».

وأوضح الباحث السوري، أنّ إسرائيل لم تحمل مطامع استعمارية لهضبة الجولان، فدخولها كان لصد الهجوم العربي آنذاك، وخلال المدة السابقة عرضت إسرائيل على سوريا عودة الجولان ولكن الأخيرة لم تعط الأمر أهمية بسبب الشروط الإسرائيلية.

وكشف “زيتون”، أنّ إسرائيل منذ دخولها الجولان وحتى مؤخراً في آخر مفاوضات رعتها تركيا مع “الأسد”، كانت تطالب بإصلاحات سياسية وإطلاق حريات الإعلام صحافة حرة، والسماح لأحزاب سياسية بممارسة العمل داخل البلاد، وأيضاً خروج سوريا من الحلف الإستراتيجي مع إيران، بحيث يعني يشجعهم لقبول فكرة السلام.

هذه المطالب، ووفقاً لـ”زيتون”، هي مطروحة منذ عهد “الأسد” الأب، وسببها أنّ إسرائيل لا تأمن على نفسها بوجود حاكم “ديكتاتور”، وفق وصفه.

وبيّن الباحث السوري، أنّ المعارضة أيضاً أهملت قضية الجولان، وانشغلت بالاعتراف بنفسها سياسياً، ولذلك فإنّ إسرائيل استبعدت مفاوضات معها لعودة الجولان، كونها الحكومة الديمقراطية الجديدة لن تضمن حماية الحدود قرب إسرائيل.

والجولان هي هضبة تقع في بلاد الشام بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال.

وتتبع إداريًا لمحافظة القنيطرة (كلياً في ما مضى وجزئيًا في الوقت الحاضر)، وهي جزء من سوريا وتتبع لها. 

ومنذ حرب 1967 احتل الجيش الإسرائيلي ثلثي مساحتها، وعُدّت من قبل الأمم المتحدة من ذلك الحين أرضًا سورية محتلة.

للمزيد يرجى الاطلاع: بسبب النفوذ الإيراني.. عملية إسرائيلية أمنية في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة