“لا ضوء أخضر”.. سياسي سوري يربط دعوات غربية بمنع تركيا من عملية جديدة

“لا ضوء أخضر”.. سياسي سوري يربط دعوات غربية بمنع تركيا من عملية جديدة

وسط دعوات غربية بوقف التصعيد العسكري في شمال شرقي سوريا، رجح سياسي سوري، استخدام تركيا الطائرات المسيرة واستهدافها المتكرر والمحدود للمنطقة، خلال الفترة الأخيرة، هي افتقارها لأي ضوء أخضر روسي أو أميركي لشن عمليتها المزعومة على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بريف حلب.

وقال الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، “رياض درار” لـ(الحل نت)، إن الدعوات الأوروربية والأميركية لوقف التصعيد، تعني أن «لا ضوء أخضر لعملية سيطرة تركية جديدة لأي قطعة أرض سورية»، موضحاً أن «هناك تصعيد روسي وسوري حكومي على إدلب لإجبار تركيا على الانسحاب وإخراج الفصائل المسلحة منها».

وأضاف “درار”، أن التصعيد التركي «مستمر على شمال شرقي سوريا، في ظل خرقها المتكرر بشكل مباشر من خلال طائراتها المسيرة وعبر أدواتها من فصائل المعارضة التابعة لها، للاتفاقات الأمنية الموقعة مع الجانبين الروسي والأميركي، إبان العملية العسكرية على مدينتي رأس العين وتل أبيض أواخر 2019».

يأتي ذلك، في وقتٍ استهدفت طائرة مسيرة تركية، للمرة الثانية خلال أسبوع، قياديين في قوات سوريا الديمقراطية ومسؤولين في الإدارة الذاتية بمنطقة كوباني في ريف حلب الشرقي، كان آخرها أمس السبت.

حيث قتل ثلاثة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية باستهداف طائرة مسيرة تركية لعربة “قسد” أثناء توجههم من مدينة “صرين” إلى كوباني (شمالي حلب) للعلاج، بحسب بيان للمركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية.

وسبق هذا الاستهداف، الأربعاء الفائت، قصف تركي آخر من خلال مسيرة، لعربةً تابعة للمجلس التنفيذي لإقليم الفرات في كوباني، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين، بينهم مسؤول إداري في الإدارة الذاتية بمدينة كوباني.

قد يهمك: مجدداً.. ضحايا باستهداف طائرة مسيرة لسيارة في كوباني شرقي حلب (فيديو)

والتسخين الإعلامي التركي الذي يؤشر إلى احتمالية القيام بعملية عسكرية، ردت عليه موسكو الخميس الفائت، عبر إبداء وساطتها مع أنقرة لتفادي عملية عسكرية تركية جديدة في سوريا.

هذا ما أكده نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف”، وشدّد على أن موسكو «تعارض تجدد أي أعمال قتالية في سوريا».

الدعوة الروسية لم يرافقها خطوات عملية بعد

إلى ذلك، أشار الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، إلى أن الدعوة الروسية للتوسط لم يرافقها خطوات عملية حتى الآن، موضحاً أن هناك عناد تركي وحسابات للمقايضة والابتزاز التي لم تسمح بها روسيا لحد اللحظة، وقد يترافق بمقاربة أخرى إذا تم التبادل بين مناطق في إدلب ومناطق أخرى دون السيطرة.

غير أن المعطيات تشير إلى أن هذه المباحثات لا تزال تراوح بمكانها، وكل طرف من الأطراف يبحث عن تنازلات يقدمها الطرف الآخر له.

في وقتٍ، أبقت أنقرة الباب مفتوحاً أمام حدوث أي توافق جديد مع الأميركان وحتى مع الروس، بحسب تعبيره.

وربط السياسي السوري المقايضات الروسية التركية بضعف السوريين وغياب التفاهم بين الأطراف على رؤية حقيقية للوصول إلى حل سياسي.

يأتي ذلك، قبل أيام قليلة بين لقاء سيجمع الرئيس التركي “رجب أردوغان” مع نظيره الأميركي “جو بايدن”، ولربما مع الرئيس الروسي “بوتين” أيضاً، على هامش قمة العشرين التي ستعقد خلال هذا الشهر.

للمزيد اقرأ: هل توقف روسيا قرع طبول الحرب التركية في شمال شرق سوريا؟

قلق إيراني من تطورات الوضع في إدلب

طهران قلقة، وتعتقد أن هناك تطورات خطيرة تجري على قدمٍ وساق في شمال سوريا، حيث صرّحت وكالة (تسنيم) الإيرانية للأنباء، «للمرة الأولى منذ سبعة أعوام، استهدفت القوات السورية والروسية الطريق بين باب الهوى وسرمدا على الأطراف الشمالية لإدلب. وهذا يعني أن روسيا ودمشق قد أرسلتا رسالة نارية إلى أنقرة وأعلنتا أنهما مستعدتان للتوجه إلى آخر نقطة على الحدود السورية التي تربطها مع تركيا».

وتعتقد إيران أن الرئيس السوري “بشار الأسد” وحليفه الروسي قد غيرا قواعد اللعبة في شمال سوريا باستهداف سرمدا، لمنع القوات التركية من التحرك للسيطرة على تل رفعت، وخاصةً أن روسيا لا تصد مباشرةً الهجوم على تل رفعت.

وهذا يرشح معادلة محتملة أو صفقة تستبدل من خلالها دمشق تل رفعت بأجزاء من إدلب.

وبالرغم من كل هذه المؤشرات، ليس من الواضح بعد ما إذا كان هذا سيحصل أم لا.

اللجنة الدستورية في جنيف تفشل للمرة السادسة

إلى ذلك أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون”، قبل يومين، إنهاء الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستوريّة، دون إحراز أي توافق حول المبادئ الدستوري الأربعة.

ووصف “بيدرسون” المناقشات خلال الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة بـ«المخيّبة»، وقال: «لم نحقق ما كنا نأمل إنجازه ولم نتوصل إلى اتفاق حول موعد الجولة المقبلة».

وأضاف خلال مؤتمر صحفي الجمعة عقب انتهاء الجولة: «وفد الحكومة السوريّة قرر ألا يقدم للجنة الدستورية أي نصوص جديدة حول المبادئ الدستورية».

وكانت اجتماعات اللجنة انطلقت الاثنين الماضي، في مدينة جنيف السويسريّة، برعاية الأمم المتّحدة وبمشاركة وفدي المعارضة والحكومة السوريّة.

ويشرف المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، على اجتماعات اللجنة الدستوريّة.

وسبق أن عقدت اللجنة خمس جولات قبل الجولة الأخيرة، ولم تحقق أي نتائج ملموسة، في سبيل تحقيق أهداف حول التوافق على مشروع دستوري لسوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.