بعيدا عن نفوذها العسكري، تستمر طهران بإدارج نفسها داخل أعماق السوق السوري سواء وفق عقود رسمية وقعتها مع دمشق أو بغير عقود.

هيمنة إيران الاقتصادية

في وقت، تواصل فيه الحكومة السورية دعمها لاستثمارات طهران، وسط تخوفات من قبل السوريين بأن تتمكن إيران فعلا من فرض الهيمنة الاقتصادية بالكامل في سوريا.

وتحضر 164 شركة إيرانية نفسها للمشاركة في المعرض الاقتصادي الثاني بدمشق نهاية الشهر الحالي.

وذلك سعيا منها لإبرام تفاهمات في مجال التجارة، حيث تشكل تلك شركات القطاع الخاص الإيراني نحو 70 بالمئة من المشاركين في المعرض.

قد يهمك: حرب قريبة في سوريا بسبب النفوذ الإيراني.. ما هي الاحتمالات؟

التنافس الإيراني «غير شريف»

الباحث في الشأن الإيراني، وجدان عبد الرحمن، يرى من وجهة نظره أنه هناك عدة أمور بخصوص هيمنة إيران الاقتصادية.

انطلاقا من أن إيران تستورد البضائع ذات الجودة الرديئة للداخل السوري.

موضحا أن البضائع قد تكون من الصين أو حتى من الهند أو غيرهما، مثل الرز ذو الجودة المنخفضة.

والذي استوردته مؤخرا من الهند، والذزة التي استوردتها من البرازيل أو من أميركا أيضا كانت ذات جودة منخفضة.

ويتابع عبد الرحمن لـ(الحل نت)، «إيران لم تعتني بمواطنيها بشكل كبير من حيث جودة المنتجات داخليا، وما يهمها فقط هو أن تستورد بضاعة ذو جودة منخفضة».

وذلك مقابل الحصول على الأموال باعتبار أنها مواد مستوردة وأسعارها باهظة.

ويوصي عبد الرحمن المستهلك السوري، بأنه لابد من إدراك هذا الأمر، خاصة أنه انتشرت العديد من المقاطع المصورة، على مواقع التواصل الاجتماعي.

وحتى الأخبار العالمية أشارت إلى أن طهران تستورد مواد ومنتجات منخفضة الجودة من خارج البلاد.

ومنذ سنوات، تستولي طهران على السوق العراقي، حيث أنها أغرقته بالبضائع الإيرانية، وحرقت المحاصيل الزراعية بشكل متعمد.

لكي تصدر المواد الزراعية لداخل العراق، وفق عبد الرحمن، محذرا السوريين من تكرار السيناريو ذاته في سوريا.

اقرأ أيضا: ميليشيات إيران تخلي ضباطها من أكبر قاعدة عسكرية لهم شرقي سوريا

سلع إيرانية متنوعة

من المقرر أن يقام المعرض في الفترة ما بين الـ 29 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري وحتى الثالث من كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

ويشمل المعرض مجموعات سلعية متنوعة منها، الأغذية والمنسوجات والسيارات.

إضافة إلى المعدات واللوازم الطبية، وكذلك مواد الإنشاء والبناء والتصاميم المعمارية، والأدوات الزراعية ومعدات النفط والغاز والبتروكيمياويات.

مواضيع على صلة: «الثوري الإيراني» يحول شقق سكنية استولى عليها لمقر له شرقي دير الزور

ويشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين طهران ودمشق قدر عام 2009 بنحو مليار دولار وتراجع تدريجيا خلال السنوات التي تلتها.

إلا أنه عاد وتحسن بشكل ملحوظ خلال العام الحالي، بعد أن تغلغل داخل المؤسسات والشركات التجارية السورية، فضلا عن استثمارات طهران الخاصة في البلاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.