تتسارع بعض الدول العربية لكسر العزلة على الحكومة السورية مؤخرا، ولا سيما من قبل الجزائر والأردن ومصر والإمارات.

كان آخرها زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد إلى دمشق قبل أيام، ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد.

صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، أشارت في مقال تحليلي، إلى أن تلك الدول معنية باستقرار سوريا وتقليص نفوذ إيران أكثر من إعادة تأهيل الأسد.

واعتبرت الصحيفة أن تلك الجهود، تتوافق مع ما تريده إسرائيل بتقليل النفوذ الإيراني في البلاد.

لافتا إلى أن الأمر المثير للاهتمام، هو أن الدول العربية التي تتولى زمام المبادرة بالتطبيع مع دمشق، تتمتع إسرائيل معها بعلاقات أمنية ودبلوماسية قوية.

قد يهمك: تريث في الاندماج مع دمشق.. تراجعٌ عربي عن التطبيع؟

ويبدو أن إسرائيل قد وجدت بعد سنوات طويلة من الحرب، أن الخيار الأفضل تتجسد في إبقاء «وجود ديكتاتور ضعيف، وفاقد للمصداقية».

وهو أفضل من سيناريو أن تصبح سوريا «منطقة فوضى وقاعدة لداعش»، وفقا للصحيفة.

نظام سياسي جديد

الصحفي والمحلل السياسي حسام نجار لديه وجهة نظر مغايرة لما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية.

وأوضح نجار في حديث مع (الحل نت)، إلى أن ما ذهبت إليه الصحيفة «غير دقيق»، مرجعا ذلك لاعتبارات عدة.

منوها إلى أن الإمارات بالذات ليست لديها مع إيران مشاكل كبيرة، وكذلك مصر.

وبالرغم من سيطرة إيران لثلاث جزر إماراتية، إلا أن سوق الإمارات مكتسح من قبل إيران بشدة.

اقرأ أيضا: التطبيع العربي مع “الأسد“.. مخاوف إيرانيّة أمام الدور العربي

أما بالنسبة للأردن، فتأمين حدوده مع سوريا من قبل إسرائيل همه الأول، وفق نجار.

وبالتالي، رغبة الحكومات العربية ببقاء الأسد على رأس السلطة السورية واضحة، وتم ربطها بالقرار 2254 كي لا يتم وصفها بعودة مجرم أو بقائه.

كما أن موقف الولايات المتحدة الأميركية واضح، سعيا منها لتغيير سلوك دمشق، وليس إزالة الأسد.

وتحاول تلك الدول إقناع الأسد بهذه الخطوة، والضحك على المعارضة ببعض الوزارات الهامشية، على حد تعبير نجار.

وخلال الأسابيع والأشهر الأخيرة، شهد الملف السوري لقاءات وتحركات دولية عدة، لعل أبرزها بين الجانبين الأردني والسوري.

حيث تم إعادة فتح المعابر الحدودية بين البلدين، وعادت حركة الرحلات الجوية والبرية بينهما.

للمزيد اقرأ: التطبيع العربي مع الأسد: علاقات مصلحة مع رئيس مأزوم؟

تريث في التطبيع

كان من الواضح أن بعض الدول العربية أبدت مؤخرا خيار التريث في الاندماج مع دمشق، لحين إجراء بعض التغييرات الداخلية في سوريا وفق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254.

حيث قررت الجزائر عدم الاستعجال في دعوة الحكومة السورية لحضور القمة العربية المقرر عقدها في آذار/ مارس 2022، بناء على اتصالات أجرتها مع دول عربية.

في حين، تنتظر دول عربية خطوات داخل سوريا على ثلاث مستويات، قبل الحذو نحو تطبيع العلاقات.

وتتعلق الخطوات بملف اللاجئين والتسوية بشكل إيجابي، ومسائل جيوسياسية تتعلق بملفات بينها الوجود الإيراني.

إلى جانب ثنائية تتناول التعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة وتهريب المخدرات.

ذلك، كي لا تكون خطوة مجانية لصالح الحكومة السورية، بحسب صحيفة (الشرق الأوسط).

وتتخوف بعض الدول العربية من التطبيع مع دمشق، لاعتبارهم أن الاستبداد الإيراني وانتشاره في الخارطة السورية يؤثر على مصالحهم بشكل كبير في المنطقة.

إذ أصبح لدى تلك الدول قناعة مطلقة بأنها في الحقيقة تتفاهم مع سوريين لايمتلكون قرارهم.

يتزامن ذلك مع تتخوف آخر من جانب طهران من عودة العلاقات بين الحكومة السورية، والحكومات العربية.

وذلك لأسباب عدة، أبرزها تأثر علاقة سوريا بالدول العربية على انتشار ميليشياتها، وعلى تقليل تدفق السلاح عبر سوريا إلى ميليشيا حزب الله اللبناني.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة