حذر تقرير لموقع (صوت أميركا) من مخاطر أزمة مياه وجفاف في سوريا، مشيراً إلى أن ملايين السوريين في مختلف أنحاء البلاد، يواجهون أزمة خطيرة ناجمة عن عدم توفر كميات كافية من المياه الصالحة للشرب

وشدد التقرير على أن أزمة المياه تتسبب في انعدام الأمن الغذائي، وكذلك تراجع ملحوظ في سبل العيش.

فضلا عن دفع المزيد للهجرة بحثا عن حياة أفضل، ذلك بعد سنوات قضوها في ظل الحرب، مليئة بالجفاف وتفشي البطالة وقلة المساعدات الإنسانية.

قد يهمك: كارثة جديدة تهدد السوريين.. الآلاف سيحرمون من المياه لهذه الأسباب

تغيير في المناخ

تعزي خطورة الوضع في سوريا بدرجة كبيرة إلى تأثير التغير المناخي في المنطقة، بحسب الباحث في معهد (وودز) للبيئة بجامعة ستانفورد ومدير مبادرة (المياه العذبة) العالمية، ستيفن جوريليك.

لافتا في التقرير إلى أن موجات الجفاف تحدث بانتظام في سوريا، وغيرها من بلدان المنطقة المعروفة بمناخها شبه الجاف بشكل طبيعي.

إلا أن الأمور تفاقمت بسبب التغيرات المناخية الأخيرة، إذ ستشهد العديد من دول الشرق الأوسط توترات قد تمتد لفترات طويلة من الزمن نتيجة قلة المياه، وفق جوريليك.

اقرأ المزيد: إلى متى تستمر أزمة المياه في الشرق السوري؟

أزمة مياه في سوريا .. التفاصيل

رولا أمين، المتحدثة باسم المكتب الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ترى أن محطات معالجة المياه والصرف الصحي الضرورية للحفاظ على إمدادات المياه الصالحة للاستهلاك البشري، معطلة في سوريا بنسبة 50 بالمئة.

مشيرة إلى أن الوضع الحالي يختلف بشكل جذري عن عام 2011، حيث كان ما يزيد عن 90% من السكان يحصلون على المياه الصالحة للشرب، بحسب التقرير.

فيما ستكون أزمة المياه عقبة أخرى في طريق عودة السوريين إلى حياتهم الطبيعية بعد عقد من الصراع، وفقا لأمين.

للمزيد اقرأ: موجة جفاف شديدة.. هل تتحول سوريا إلى صحراء؟

أزمة سوريا بحاجة لحلول مستدامة

تؤكد رولا أمين، على ضرورة إيجاد حلول مستدامة وطويلة الأجل تلبي الاحتياجات المتزايدة للسوريين.

وتكمن تلك الحلول في استثمار المشاريع التي من شأنها أن تساعد في التخفيف من تأثير أزمة المياه في سوريا.

كما أوضحت، أن ذلك بالتأكيد لا يحدث في غضون شهر أو ثلاثة أشهر.

وسبق أن أكدت الأمم المتحدة بأن نحو 12.4 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي، محذرة من ازدياد هذا الرقم.

للمزيد اقرأ: انقطاع المياه عن أكبر مناطق السويداء.. الجفاف يهدد المحافظة

نصيب الفرد من المياه تراجع بشكل كبير

من جانبه، كان الصحفي المختص بالشؤون البيئية زاهر هاشم، قد قال في حديث سابق مع (الحل نت) أنه مع نقص المياه الواردة نتيجة شح الأمطار، وتبخر كميات كبيرة من السدود والبحيرات، تراجع نصيب الفرد من المياه وتدهور بشكل كبير.

فيما يتم تغطية النقص من السدود السطحية والمياه الجوفية التي تستنزف بشكل كبير.

ومع استمرار التغير المناخي، واستمرار موجات الجفاف في مناطق واسعة، فإن حوادث مماثلة في المستقبل القريب ليست مستبعدة الحدوث، وفق هاشم.

وتؤكد جميع المؤشرات إلى أن العام المقبل قد يكون أسوأ على السوريين، وخاصة بالنسبة للنازحين.

ويأتي ذلك بعد أن سجل هذا العام العديد من المآسي الإنسانية عليهم.

قد يهمك: الأمم المتحدة: الجفاف قد يتحوّل إلى وباء عالمي جديد

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.