رسمت روسيا خطتها للسيطرة على مناطق في شمال وشرقي سوريا منذ عدة أشهر، بالتزامن مع كبح جماح تركيا في عمليتها العسكرية في تلك المنطقة. في وقت تسعى فيه الآن روسيا إلى تحرك جديد من أجل الوصول إلى مشارف القوات الأميركية، وتسيير دوريات قربها، ما يشير إلى خطة محكمة قد تنعكس سلباً على سكان هذه المناطق وزعزعة الاستقرار هناك.

القوات الروسية بدأت في شمال شرق سوريا بتسيير دوريات على الخط الفاصل للأراضي التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ومناطق سيطرة الحكومة السورية والميلشيات التابعة لايران في مناطق شرق سوريا.

استفزاز روسي لتنفيذ خطة محكمة؟

يرى الخبير في الشأن الروسي، رائد جبر، أنّ هدف روسيا هو إثبات وجودها، وأنها قادرة على التدخل والتصرف في هذه المناطق إذا اقتضى الأمر.

وأوضح جبر، خلال حديثه لـ “الحل نت”، أنّ هنالك رسائل يحملها الروس للقوات الأميركية بالدرجة الأولى. ورسالة أخرى للمواطنين السوريين في هذه المناطق.

وتتضمن رسائل موسكو لواشنطن، أنّ روسيا لن تتراجع عن توسيع نفوذها بكامل المناطق السورية.

وبالإضافة لذلك، سيكون هنالك مضايقات للجانب الأميركي بشكل أو بآخر، حسبما يعتقد جبر.

وتريد روسيا جس نبض السكان في هذه المناطق بعد ظهور القوات الروسية. وكيف سيكون تعاملهم معها، من ناحية الاستقبال.

ويضيف الخبير في الشأن الروسي، أنّه إذا ما كان الوضع إيجابي، سوف تسعى موسكو لتوسيع تحركاتها العسكرية في شمال وشرق سوريا.

وعليه ستعمل روسيا على التوصل لتفاهمات مع السكان المحليين والعشائر. وإذا كان الرد سلبي، فسوف تؤجل موسكو هذه الخطوة.

لذلك يرى جبر، أنّ هذا التحرك تجريبي بالدرجة الأولى، ولن يكون هناك تصعيد أو توتر.

ومن جهتها ستراقب أميركا وتركيا التحركات الروسية، في الوقت الحالي دون أي رد.

اقرأ أيضا: طريق حلب – اللاذقية الدولي على أجندة اجتماعات روسيا وتركيا

الاستعداد لحسم سيطرة المنطقة

وعزز الخبير في العلاقات الروسية – العربية، الدكتور فهيم الصوراني، الرواية الروسية حول الدوريات وأنّ مهمتها إثبات الوجود الروسي الذي كان بدعوة من دمشق.

وهذا التصريح الروسي، يراه الصوراني، أنّه رسالة لتركيا وأميركا من روسيا. وتنص على أنّهم موجودين في سوريا من أجل مساعدة الحكومة السورية على تطهير كامل الأراضي السورية بمعزل عن خصوصية كل منطقة.

وأشار الصوراني، إلى أنّ الخطوات السياسية والعسكرية الروسية تصب في باتجاه الاستعداد لحسم سيطرة المنطقة.

وأوضح الصوراني، أنّ التجربة بطبيعة الحال بشمال الشرق تختلف بتعقيداتها. 

ويعتقد الخبير في العلاقات الروسية – العربية، أنّ تسيير الدوريات الروسية يساعد في الحد من احتمالات الاصطدام التركي الكردي في المنطقة.

دوريات روسية لإثبات الوجود

https://twitter.com/amarashli99/status/1462108937587728390?s=20

وكان ممثل “مركز المصالحة (الروسي) بين الأطراف المتحاربة في سوريا”، فيكتور كودينوف، قال إن «الدوريات العسكرية التي تجريها القوات الروسية في شمال شرقي سوريا “تجريبية”، لإثبات وجود الروس في المنطقة».

وأضاف كودينوف، أن «أهمية تسيير الدوريات تكمن في عدم وجود دوريات من قبل العسكريين الروس في هذه المنطقة حتى الآن». مشيرًا إلى احتمال وقوع انتهاكات في هذه المنطقة غير الخاضعة للسيطرة.

وتحدث المسؤول الروسي عن احتمالية وجود خلايا نائمة لتنظيم “داعش” الإرهابي في المنطقة.

وتعترض القوات الأميركية بشكل مستمر الدوريات الروسية. والتي تحاول السير على الطريق الدولي انطلاقًا من القاعدة الروسية في القامشلي. أو القاعدة الروسية في منطقة أبو راسين بناحية تل تمر، شمال غربي الحسكة.

قد يهمك: روسيا تستفز أهالي شرق الفرات بمحاولاتها العبور من أراضيهم شمالي دير الزور

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.