نتائج الانتخابات العراقية: عواقب سياسية وخيمة منتظرة؟

نتائج الانتخابات العراقية: عواقب سياسية وخيمة منتظرة؟

الطبيعي بعد صدور نتائج الانتخابات العراقية، هو الانسداد السياسي، لكن غير الطبيعي، حديث قيس الخزعلي البارحة، بتحذيره مما هو أسوأ من الانسداد السياسي.

زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق، وصف في كلمة متلفزة، أمس، تطابق نتائج الطعون في الانتخابات التي فرزت يدويا مع الفرز الإلكتروني بـ «المضحك».

وشدّ الخزعلي من لهجته، بقوله إن الجميع لديه اعتراضات على نتائج الانتخابات العراقية.

وأضاف، ما لم يتم إعادة العد والفرز يدويا بشكل شامل، فإن البلاد مقبلة على ما هو أسوأ من الانسداد السياسي.

وتعيش البلاد حاليا، أزمة انسداد سياسي في طريق تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، أطرافها التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، وتحالف الفتح المقرب من إيران.

الأسوأ من الانسداد يقوده الخزعلي نفسه؟

«الأسوأ من الانسداد السياسي، هو رد الفعل الذي ستتخذه الفصائل والأحزاب الموالية لإيران، بعد اعتماد النتائج النهائية للانتخابات بشكل رسمي»، تقول الباحثة السياسية، ريم الجاف.

ومن المنتظر أن تصادق الهيئة القضائية على نتائج الانتخابات في الأسبوع المقبل، لتكون رسمية، بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.

«الأسوأ من الانسداد، سيقوم به من يحذر منه»، توضح الجاف في حديثها لـ “الحل نت”، في إشارة منها إلى الخزعلي نفسه.

للقراءة أو الاستماع: علي أكبر ولايتي يصدم الأحزاب الولائية ويشيد بالانتخابات العراقية: سياسة جديدة لإيران؟

وتبين الجاف أن الخزعلي إن بقيت نتائج الانتخابات العراقية على حالها، سيختار المواجهة المسلحة مع خصومه أولا، وسيكون الوجود الأميركي في مقدمة ذلك.

وتتهم الأحزاب المقربة من إيران وهي الخاسرة في الانتخابات، واشنطن بالتلاعب بنتائج الانتخابات المبكرة التي جرت في 10 أكتوبر المنصرم.

وتعتقد الجاف، أن الخزعلي وبقية حلفائه سيعودون لاستهداف الوجود الأميركي من سفارة وقنصليات وقواعد عسكرية، للتعبير عن انتقامهم من الخسارة التي لا يريدون الاعتراف بها.

عرقلة طريق تشكيل الحكومة

الخطوة الأخرى، وفق الجاف، هو ذهابه نحو عرقلة مسيرة تشكيل ااحكومة المقبلة من قبل التيار الصدري بكل الطرق، وأحدها الاغتيالات السياسية، بحسبها.

أما وإن لم يفلح في عرقلة تشكيل الحكومة، ونجح الصدر في تشكيلها، فسيذهب لعرقلة عمل الحكومة؛ من أجل عدم نجاحها. وبالتالي إسقاطها سريعا، سعيا منه لإقامة انتخابات مبكرة أخرى، على حد قول الجاف.

هل يمتلك الخزعلي ما يمكنه فعل ذلك؟ تجيب الحاف: «بالطبع يملك. لديه السلاح والمال والآلاف من العناصر المسلحة الموالية له والتي تمتثل لأوامره».

وعن مدى إمكانية أن يحدث السيناريو الذي شرحته الجاف، تلفت إلى أن ذلك، يرتبط بالمسار الذي سيختاره مقتدى الصدر. وفي حال أصر على عدم التحالف مع الفتح، ستكون الفرصة مواتية لحدوثه، إلا إن تنازل الصدر واختار التحالف معهم.

للقراءة أو الاستماع: الصدر يحذر من قتل المستقلين الفائزين في الانتخابات العراقية: لن أشترك في “خلطة العطار”!

وعن النقطة الأخيرة، تبين الجاف، أن كل شيء قد يحدث، فالصدر في النهاية يخشى من حدوث مواجهة مسلحة، قد تأكل الأخضر واليابس، وتؤثر على البلد بأكمله، لذا قد يعود لخلطة العطار.

بعد نتائج الانتخابات العراقية.. حكومة أغلبية أو معارضة

وفاز التيار الصدري أولا بعد صدور نتائج الانتخابات العراقية بحصوله على 73 مقعدا، بينما حصل تحالف الفتح الذي تنضوي تحت إطاره الأحزاب الولائية على 17 مقعدا فقط.

ولتشكيل الحكومة، يجب أن تكون هناك كتلة أكبر، تملك 165 مقعدا على الأقل من أصل 329 مقعدا. وهذا هو العدد الكلي لمقاعد البرلمان.

ويسعى الصدر للتحالف مع الأحزاب الكردية والسنية للوصول إلى ذلك الرقم.

ويأتي سعي الصدر من أجل تشكيل حكومة لا تتواجد بها الأحزاب المقربة من إيران، وترفض الأخيرة ذلك السيناريو.

وأكد الصدر، الأسبوع الماضي، أنه لن يشترك في خلطة العطار مع الأحزاب المقربة من إيران.

وبحسب تعبيره، إما أن يشكل حكومة أغلبية وطنية من دونهم، أو يذهب للمعارضة السياسية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.