في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ بدء الصراع في 2011، تخطط الحكومة السورية لتقليص دعمها عن الموظفين في النقابات السورية. ما يثير الجدل حول كيفية استمرار حياة هؤلاء وتعاملهم مع الصراع في البلاد. خصوصاً وأن رأس الحكومة خرج بتصريح علني أن الوظيفة في بلاده ليست محترمة.

الحكومة تسحب بساط الدعم عن أعضاء النقابات

كشف نقيب المحامين، الفراس فارس، أن مجلس الوزراء طلب من النقابات الأحد الماضي، تزويده بقوائم أسماء أعضائها الذين مضى على انتسابهم أكثر من عشر سنوات بهدف رفع الدعم عنهم.

وخلال حديثه لإذاعة “المدينة إف إم”، قال فارس، أنّ القرار سوف يستثني نقابة المعلمين، مشيرا إلى أن مجلس الوزراء أبدى موافقته على استثناء ما نسبته 30 بالمئة من هذه الشريحة.

وبذات الوقت، أوضح نقيب المحامين، أن هناك صعوبة تحقيق العدالة المثلى في تحديد مستحقي الدعم من غيرهم. وعليه ستحددها فروع النقابات في المحافظات كونها أدرى بأوضاع أعضائها.

وتعليقاً على ذلك، قال المحامي، محمد الدوري، لـ”الحل نت”، إن الطفرة الأخيرة في قرارات الحكومة قوبلت برد فعل سلبي من قبل العديد من أعضاء النقابة في دمشق. إذ يخشى المنتسبون للنقابات أنّه وبعد انتسابهم لأعوام ودفع رسوم الاشتراكات سنوياً سيكون ردة فعل الموظفين هو فقدان الثقة بين المواطن والدولة.

اقرأ المزيد: أكثر من نصف مليون متقاعد في سوريا.. هل يستفيدون من زيادة الرواتب؟

“الوظيفة حالياً عمل غير محترم”

خلال زيارة رئيس الحكومة السورية، حسين عرنوس، أمس الأحد، أشار إلى أنّ الحكومة سوف تظل تدعم شريحة الموظفين حتى تعيد للوظيفة مكانتها لتصبح محترمة كما كانت في السابق. هذه التصريحات عكست اعتراف رسمي من رأس هرم الحكومة بأن الوظيفة في سوريا باتت مهنة غير محترمة.

الزيارة التي رأها مواطنون أنها جاءت بعد بعد تهميش المحافظة لعقود، تخللها الانتقادات الموجهة لزيادة الرواتب الأخيرة. بأنها غير كافية ولا تتناسب مع التضخم في الأسعار. حيث وعد عرنوس، بأن الحكومة ماضية في دعم شريحة الموظفين حتى تصبح الوظيفة محترمة. 

في السياق ذاته، أكد رئيس الوزراء، على أنواقع الكهرباء في سوريا سيشهد تحسناً ملحوظاً خلال النصف الثاني من عام 2022. وذلك بعد تأهيل ووضع عدد من مشاريع ومحطات توليد الكهرباء بالخدمة والاستثمار وبمساعدة الدول الصديقة، وفق وصفه.

والجدير ذكره، أنّ مصدر في وزارة الكهرباء قال، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، إن شتاء العام 2022 سيكون الأسوأ كهربائياً.

اقرأ أيضا: دعم الموازنة العامة من سندات الخزينة: استمرار عجز الاقتصاد السوري؟

ما هو الوضع الحالي لمن لا يعيشون في سوريا ولا تدعمهم الحكومة؟

يقول العامل في مكب نفايات درعا، صفوان الساري، لـ”الحل نت”، حاليًا، أولئك الذين يعيشون في سوريا ولا تدعمهم الحكومة يكافحون من أجل البقاء. إنهم يحاولون الاكتفاء بما يجنوه من عمل يومي.

ويضيف، وضع هؤلاء قاتم، خاصة بالنسبة للنازحين من المدن الأخرى، لا يستطيع العديد من النازحين العثور على عمل أو سكن مستقر. قد يضطرون إلى الاعتماد على الجمعيات أو المنظمات الدولية التي تدعمهم مرة واحدة بالشهر أو تعتمد على طرق قد تكون غير آمنة.

وتشير الأمم المتحدة، إلى أنّه بعد عشر سنوات من النزاع، لا تزال الأسر في جميع أنحاء سوريا تتعرض لمستويات متزايدة من الفقر وانعدام الأمن الغذائي، وتستمر الاحتياجات الإنسانية الشديدة في جميع أنحاء البلاد. 20

 ومع ذلك، ووفقاً لتقديرات البرنامج يعاني حالياً نحو 12.4 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي – بزيادة قدرها 4.5 مليون شخص خلال العام الماضي وحده. ويقدم البرنامج مساعدات غذائية شهرية إلى 4.8 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا. من خلال التعاون مع شركائه في جميع المحافظات الأربع عشرة.

قد يهمك: “تدهور مستمر”.. الليرات التركية والسورية واللبنانية تتراجع أمام الدولار خلال يوم واحد

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.