شكاوى الأزمة الاقتصادية في سوريا تتعاظم يوما تلو الآخر، حتى أنها لم تقتصر على المواطنين، فقد تسببت الحرب في سوريا في انهيار اقتصادي للبلاد. تم تحويل الكثير من أموالهم المسروقة إلى بنوك أجنبية والعديد من بنوكهم معسرة في لبنان. ومما يزيد الوضع تعقيدًا حقيقة أن الحكومة السورية ليس لديها برامج مناسبة لإدارة الأزمة مما يجعل من الصعب التعامل معها بشكل فعال.

الانتقادات التي كانت حكرا على نمط معين في سوريا قبل عام 2011 لم تعد تجدي نفعا. ومع عجز الحكومة السورية عن إدارة أموالها بات المسؤولين في سوريا أمام فوهة بندقية المواطنين والعاملين داخل الدولة. بسبب الفساد وسوء الإدارة وانعدام الشفافية وضعف البنية التحتية.

“من أين تأتون بالمال لميزانياتكم؟”

شن العضو السابق في مجلس الشعب السوري، وضاح مراد، هجوماً لاذعا على رئيس الوزراء السوري، حسين عرنوس، حول الأموال التي تأتي للحكومة ومصدرها وكيفية إدارة مصاريفها.

وخاطب مراد عبر صفحته الشخصية، عرنوس، قائلا: «من أين تأتون بالمال لميزانياتكم؟! هل الروس والايرانيين والعفاريت الزرق هم من يعطوكم المال؟! أم المال يأتيكم من جباية الضرائب والرسوم وإدارة الأموال العامة (التي هي ملك للشعب أي المواطن)؟ وهي كذلك».

وتابع مراد تهكمه على سياسية عرنوس في إدارة الدولة والأزمة الاقتصادية، في أسئلة وجهها لرئيس الحكومة. بالإضافة لحزبه ومستشاريه واللجان الاقتصادية والسياسية والشعبية والقومية، على حد وصفه.

وعن خطة عرنوس حول الدعم، قال مراد، «لماذا حضرتك انت وحكومتك وحزبك تضرب المواطن منيّة بهذا الدعم الذي يدفعه المواطن أصلاً. وليس لك فضل فيه بل أنت مُدان بعدم قدرتك على إدارة هذه الأموال بشكل صحيح».

وأضاف مراد، أن رئيس الوزراء السوري مدان بارتفاع التكاليف في البلاد بسبب الهدر والفساد وسوء الإدارة. وتعليق فشل الحكومة على ما أسماها “شماعة الأزمات” التي تخلقها مؤسسات السلطة السورية.

وختم مراد حديثه، «نحن يا سيادة رئيس مجلس الوزراء من يجب أن يضربك المنيّة انت وحكومتك وحزبك على صبرنا عليكم جميعا لفشلكم في إدارة أموالنا نحن المواطنين الذين ندفعها لكم».

اقرأ أيضاً: تحذيرات من ارتفاع جنوني في أسعار الفروج في سوريا

فهم الأزمة الاقتصادية في سوريا

يقول عضو صالة التجارة في درعا، محمد البشير، لـ”الحل نت”، أن سوريا تمر بالكثير من التحديات الاقتصادية. إنها أغلى دولة في العالم للعيش فيها ولديها أعلى معدل بطالة.

ويضيف البشير، أن الحكومة التي كانت تعتمد في اقتصادها بشكل كبير على الزراعة والنفط والسياحة. لكن هذه القطاعات لا تعمل بشكل جيد مع العقوبات والحرب المستمرة. 

ويضيف البشير، أنّه مع فرار أكثر من 13 مليون سوري من بيوتهم سواء داخل البلاد أو خارجها، فإن الوضع الاقتصادي يزداد سوءا. في ظل هذا الوضع العصيب، لا سبيل لسوريا للتعافي بدون مساعدات خارجية مهما كانت تصريحات الحكومة وأعضائها.

وطبقاً لحديث البشير، فإن الأزمة الاقتصادية لم تؤثر على الشعب السوري فحسب، بل أثرت أيضا على دول الجوار التي تشهد المزيد من الأزمات بسبب الحرب السورية. والذي انعكس على تجارة البلاد بشكل عام.

وبحسب تقرير حديث صدر عن مكتب الاحصاء المركزي، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، فإن نحو 84 في المئة من المواطنين السوريين، يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وأشار التقرير إلى تدهور الوضع، خلال الربع الأول من العام الجاري، بمناسبة مرور 10 أعوام على بدء الحرب السورية.

وأوردت البيانات، أن قرابة 12 مليون ونصف المليون شخص، يواجهون انعدام الأمن الغذائي. كما أن أكثر من مليوني وربع المليون سوري يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد.

قد يهمك: دمشق: محلات الفروج مغلقة بسبب ارتفاع الأسعار

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.