أدى إغلاق معبري سيمالكا والوليد الرابطين بين إقليم كردستان العراق ومناطق شمال وشرقي سوريا،الأسبوع الفائت، أمام حركة التنقل والتجارة، إلى ارتفاع أسعار العديد من المواد الغذائية والخضار والفاكهة بنسبة كبيرة.

ويقول تجار وباعة في المنطقة إن البضائع التركية أصبحت بديلا وحيدا للسكان، بعد أن كانت البضائع السورية والإيرانية توفر بديلين رخيصين.

فاكهة وخضار تركية

 وبحسب باسم محمد ،الذي يعمل محاسبا لدى تاجر في سوق الهال بالقامشلي منذ نحو ثلاث سنوات، فإن إغلاق معبر سيمالكا تسبب بإرتفاع أسعار الخضار والفاكهة بشكل كبير.

وأوضح محمد أن الباذنجان كان يباع في السوق بـ 1500 ليرة لكنه بات الآن بـ3 آلاف ليرة،وكذلك البطاطا كانت بـ1100 وباتت الآن بـ1300 ليرة، والخيار كان بـ1800 وأصبح بـ2500 ليرة.

وأضاف الشاب أن الأمر ينطبق على الفاكهة بأنواعها، لافتا إلى أن هذه الأسعار هي أسعار الجملة في سوق الهال، الذي يعتبر من الأسواق المركزية في المحافظة، وهي تبقى أقل من أسعار المحال التي تبيع بالمفرق.

وأشار “محمد” إلى أن البضائع الإيرانية كانت مفضلة حتى قبل إغلاق معبر سيمالكا، خاصة وأن منافستها التركية كانت قد ارتفعت بشكل كبير نتيجة انخفاض قيمة الليرة التركية خلال الفترة الماضية.

وقال الشاب إن إغلاق معبر سيمالكا كان قد سبقه بأيام إغلاق معبر الطبقة الذي كان مفتوحا بشكل جزئي من جانب الفرقة الرابعة التي كانت تسمح بمرور الخضار والفاكهة البلدية الرخيصة مقارنة بمثيلاتها المستوردة.

وأضاف محمد أن البديل الحالي الوحيد هي الخضار والفاكهة التركية التي تصل عبر منبج، ما يعني أن إغلاق معبري سيمالكا والطبقة جاء لصالح البضائع التركية.

وكانت أكثر من 230 منظمة مدنية في شمال وشرق سوريا وخارجها قد دعت قبل يومين إلى إعادة فتح معبر سيمالكا وعدم إخضاعه للتجاذبات السياسية بين طرفي المعبر.

وقال غالب حسين وهو عامل في سوق الهال منذ عشر سنوات إن حركة السوق انخفضت منذ نحو عام، ولكنها تأثرت بشكل أكبر بعد إغلاق معبر سيمالكا.

 وأضاف أن عملهم،في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كان يبدأ في التاسعة مساء ولا ينتهي إلى مع التاسعة صباحا، لكنه بات الآن يأتي ليجلس طوال الليل، حيث لا تبدأ الحركة إلا مع حلول السادسة صباحا، وهو ما دفع بالكثير من التجار إلى صرف عمال جراء ذلك.

غلاء وفقدان للسكر

وتشهد مناطق الإدارة الذاتية منذ أسبوعين شحا في مادة السكر التي تتوفر فقط في الصالات الاستهلاكية التابعة لهيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية.

وبحسب مدنيين من الحسكة فإن المادة باتت مفقودة في مناطق كالشدادي والهول، حيث وصل سعر الكيلو إلى نحو 4آلاف ليرة، بينما تتوفر بكميات قليلة في الحسكة وبسعر يصل إلى ثلاثة آلاف.

وقال تاجر مواد غذائية في منطقة جمعاية شرقي القامشلي، إن “مؤسسة نوروز التابعة للإدارة الذاتية و التي تحتكر توزيع المادة لم توزعها على التجار منذ نحو أسبوعين، وهو ما تسبب بفقدانها من الأسواق ذلك أن صالات الشركة قليلة العدد ولا تغطي جميع المناطق”.

وأضاف التاجر أن “مادة السكر محظورة على تجار المواد الغذائية استيرادها منذ العام 2017، حيث يجري استيرادها من تركيا عبر منطقة منبج من جانب مؤسسات تابعة للإدارة الذاتية،أي لا علاقة لإغلاق سيمالكا بفقدان مادة السكر”، بحسب تعبيره.

وقال عامر محمد 40 عاماً، وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية في القامشلي، إن سعر مادة الزيت ارتفع أيضا منذ إغلاق المعبر، ذلك أن العبوة ذي حجم 4 ليترات، كانت تباع بـ 22 ألف ليرة سورية، وأصبحت بـ 25 ألف ليرة.

وكان إغلاق معبري سيمالكا والوليد قد جاء بقرار من حكومة إقليم كردستان بعد مناوشات بين مجموعة من الشبيبة الثورية والقوات الأمنية التابعة لحكومة الإقليم على الجسر الواصل بين الجانبين في الـ15 من الشهر الجاري.

وسبق إغلاق معابر الإقليم مع مناطق الإدارة الذاتية، قيام الحكومة السورية بإغلاق معابرها مع مناطق شمال شرقي سوريا، حيث أوضحت مصادر محلية، إن الفرقة الرابعة أغلقت معبر الطبقة منعاً لتدفق عدد أكبر من السكان نحو مناطق الإدارة الذاتية في ظل تدهور الأوضاع المعيشية، كما منعت مرور الحالات الإنسانية والمرضى.

ارتفاع تكاليف الشحن

وساهم إغلاق المعابر بارتفاع تكاليف شحن البضائع والألبسة وزيادة أسعارها بمقدار دولارين، في مناطق الإدارة الذاتية، بحسب باعة في سوق القامشلي.

وقال محمد عبدالله 35 عاماً، وهو صاحب محل ألبسة في القامشلي، لـ الحل نت، إنه كان يضطر لشراء بضاعته من مدينة حلب وينقلها عبر دير الزور إلى العراق لتصل عبر معبر سيمالكا إلى مناطق الإدارة الذاتية، وهو ما كان يساهم في ارتفاع القطعة بمقدار دولارين.

وتوقع الشاب أن يساهم إغلاق سيمالكا، فيما لو استمر لفترة طويلة، بارتفاع أسعار الألبسة بشكل مضاعف خلال الفترة القادمة.

مصير العالقين؟

وسبق أن أغلق معبر سيمالكا الواقع على نهر دجلة عدة مرات، كان آخرها في حزيران/يونيو الماضي، من طرف الإدارة الذاتية احتجاجاً على إجراءات من جانب “فيشخابور” وصفتها بـ”التعجيزية”، ليعاد فتحه بعد أيام من الشهر نفسه.

وفيما يتوقع متابعون أن يعاد فتح المعبرين لأسباب اقتصادية، باعتبارهما يدران عوائد مالية كبيرة على حكومة الإقليم والإدارة، إلا أن وسائل إعلامية من طرف الإقليم نشرت أنباء تحدثت عن احتمالية استمرار الإغلاق لنحو شهرين.

ومن المتوقع اليوم أن يتم السماح لحاملي الإقامات و الجنسيات الأوروبية الدخول من معبر وليد الحدودي إلى إقليم كردستان و ذلك بعد اتمام أمورهم في معبر سيمالكا الحدودي، بحسب ما أعلنته إدارة معبر سيمالكا.

كما سيسمح للعالقين من سكان مناطق شمال وشرقي سوريا في الإقليم العودة يومي؛ غداً السبت وبعد غد الأحد، أما بالنسبة لحاملي الإقامة العراقية، فسيخصص يوم غدا فقط للوصول إلى الإقليم، بعد اتمام أمورهم في معبر سيمالكا الحدودي.

اقرأ أيضاً: دمشق.. أسلوب “جديد وصادم” لضرب الطلاب في المدارس

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.