المالكي غاضب.. هل يفتح النار على مقتدى الصدر؟

المالكي غاضب.. هل يفتح النار على مقتدى الصدر؟

تغريدة، بين فيها رئيس الوزراء العراقي الأسبق، نوري المالكي، غضبه غير المباشر من زعيم “التيار الصدري”، مقتدى الصدر، بعد فترة من التهدئة.

جاءت تغريدة المالكي عبر حسابه بمنصة “تويتر” بشأن استقالة عدد من المحافظين، والواضح أنها تخص استقالة محافظ النجف، لؤي الياسري، المحسوب على حزب المالكي.

وقال المالكي في تغريدته متسائلا: «‏سؤال للأطراف جميعا. ألا يعلم السادة المحافظون انهم يرتبطون بالسيد رئيس الوزراء؟».

مضيفا: «وألا يعلم مديرو الدوائر أنهم يرتبطون بالمحافظين ولا يحق لهم أو للمحافظين الاستجابة لأي طلب ويقدمون استقالتهم؟!».

واسترسل المالكي بتساؤلاته: «ألا يعلم السيد رئيس الوزراء أنه المسؤول الأول عن المحافظين ورؤساء الدوائر ‏وعليه أن يحميهم من التجاوز عليهم؟».

سر قطيعة المالكي والصدر

وأكمل المالكي تساؤلاته: «ألا تعلم القوى السياسية ألّا حق لهم على إكراه المسؤولين على الاستقاله بالقوة»، في إشارة منه إلى مقتدى الصدر.

واختتم رئيس الوزراء الأسبق تغريدته بقوله إنه: «على الأطراف جميعا الالتزام بالسياقات القانونية والإدارية وألّا تقبل استقالة أي مسؤول إلا على وفق القانون النافذ».

وينحدر المالكي والصدر من خلفيات سياسية إسلامية، إذ يتزعم الأخير تيارا شعبيا شيعيا ورثه عن والده المرجع الديني محمد صادق الصدر، فيما يترأس الثاني “حزب الدعوة”، أقدم الأحزاب الشيعية العراقية.

للقراءة أو الاستماع: المالكي يُهاجم الصدر والأمم المتحدة: ورطونا بقانون الانتخابات الجديد ثم انسحبوا

وتنافس المالكي مع الصدر مرارا على تزعم المشهد السياسي الشيعي. إذ يمثل الأول الخزان التصويتي الأكبر على مستوى البلاد في أيّ عملية انتخابية.

بينما يمثل المالكي، الأحزاب السياسية الشيعية التي صعدت بعد إطاحة نظام صدام حسين في ربيع 2003.

استقالة استبقت الإقالة

وتوجد قطيعة سياسية وشخصية بين المالكي والصدر منذ 2011، عندما شن الأول حربا على ميليشيا “جيش المهدي” التابعة للصدر لإنهاء انتشارها المسلح في الوسط والجنوب العراقي.

وتأتي تغريدة المالكي الأخيرة، على إثر استقالة لؤي الياسري، الجمعة الماضية، من منصب محافظ النجف، بعد أن توعده مقتدى الصدر بإقالته، واستلم النائب الأول، هاشم الكرعاوي المنصب خلفا له مؤقتا.

وبين الياسري أن، استقالته جاءت بعد ضغوطات وتهديدات له ولعائلته، دون أن يكشف عن مصدر تلك التهديدات.

وأكد لؤي الياسري، استعداده للمثول أمام القضاء والنزاهة في حال وجود أي قضية ضده من أي جهة كانت.

وكان الصدر، زار الأربعاء المنصرم، مبنى دائرة بلدية النجف، وتحدث عن تفشي الفساد فيها، وحذر من استمراه بالدائرة، وقال أمام جمع من الناس، إنه سيقيل الياسري بالطرق القانونية.

متهم بالفساد ونجله مدان

ويتهم الياسري بقضايا فساد متعددة، أبرزها أنه يقوم ببيع عقارات سكنية وأخرى تابعة للدولة، إلى شخصيات مجهولة بطرق غير قانونية.

للقراءة أو الاستماع: في إشارة إلى الصدر.. المالكي: لن أسمح بعودة “البطة”

وسبق وأن أُدين جواد الياسري، نجل المحافظ المستقيل لؤي الياسري، بتهمة التجارة بالمخدرات، وحكم القضاء العراقي عليه في 11 آذار/ مارس 2018، بالسجن المؤبد.

ويتذيل العراق مؤشر الفساد في غالبية الدراسات والتقارير الدولية. فقد حصل على 18 نقطة من أصل 100 في تقرير عالمي، رصد 180 اقتصادا حول العالم بوقت سابق.

كذلك وضعَ مؤشر الفساد العالمي لعام 2019 الصادر عن “منظمة الشفافية الدولية”، العراق في ذيل التصنيف الدولي، بوصفه واحدا من أكثر الدول فسادا في العالم. إذ حل بالمركز 162 من مجموع 180 دولة.

يجدر بالذكر أن الحكومات العراقية المتعاقبة، تعجز منذ العام 2003 وحتى اليوم، عن إيقاف انتشار الفساد السياسي والمالي بمفاصل الدولة العراقية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.