تهديد الميليشيات العراقية بحرب مفتوحة مع واشنطن: ذر الرماد في العيون؟

تهديد الميليشيات العراقية بحرب مفتوحة مع واشنطن: ذر الرماد في العيون؟

نفذت واشنطن اتفاقها مع بغداد بانسحاب القوات القتالية الأميركية من العراق، وبقاء قوات غير قتالية، تحول دورها من قتالي إلى استشاري، لكن هذا لم يرض الميليشيات.

الأسبوع الماضي، شهد انسحاب القوات القتالية الأميركية من قاعدتي “عين الأسد” في الأنبار، و”حرير” في أربيل، لكن الميليشيات الولائية، لم ترض بما جرى.

أمس، اعترض زعيم ميليشيا “منظمة بدر”، هادي العامري على الخطوات التي حصلت، بما مفاده أن الذي حدث هو “تحايل والتفاف” على الاتفاق المبرم.

قال العامري بتصريح صحفي: «لن نقبل ببقاء جندي أميركي واحد في العراق، لا قتالي ولا استشاري، وعلى واشنطن تحمل قرارها الخاطئ، إن لم تسحب كل جنودها».

تصريح العامري، سبقه تصريحات مضت، منه ومن بقية قادة الميليشيات العراقية الموالية لإيران، بأنها ستحارب الوجود الأميركي في العراق بعد نهاية هذا العام.

الاتفاق الذي حصل بين بغداد وواشنطن، كان بإطار مخرجات “الحوار الاستراتيجي”، الذي نص على انسحاب القوات القتالية الأميركية من العراق، نهاية هذا العام.

الميليشيات ستهاجم واشنطن ولكن

يتزامن مع تصريح العامري، استهدافات شبه يومية منذ مطلع كانون الأول/ ديسمبر الجاري لأرتال عسكرية أميركية في العراق، فهل تلك الاستهدافات علامة على تنفيذ الميليشيات لوعودها؟

الوعود كانت بحرب لا نهاية لها، فماذا بجعبة الميليشيات بقادم الأيام مع نهاية هذا العام؟ وهل سيشهد العراق استهدافات جديدة وتصعيد ميليشياوي مع واشنطن؟

يعتقد المحلل السياسي، غيث التميمي، أن الميليشيات الولائية ستنطلق بهجمات صاروخية ضد المصالح الأميركية في العراق، وخاصة السفارة في بغداد والقنصلية في أربيل.

لكن تلك الهجمات ليست من باب المواجهة الحقيقية مع واشنطن، إنما هي «لحفظ ماء الوجه» من قبل قادة الميليشيات أمام أنصارهم وجمهورهم، يقول التميمي لـ “الحل نت”.

للقراءة أو الاستماع: “الفياض”: لا مقارنة بين “الحشد الشعبي” والفصائل.. الأخيرة هي من تستهدف القوات الأميركية

ويبين أن صورة زعماء الميليشيات ستضمحل وربما تنتهي أمام جمهورهم إن قرروا عدم استهداف الوجود الأميركي، ولذا سينفذون بعض الهجمات “الخجولة”، بحسبه.

عناصر غير مضمونة!

ويشير التميمي إلى أن، الميليشيات حتى لو قررت الدخول في حرب كما تزعم مع أميركا، فإنها تدرك تماما أنها ستكون بحرب خاسرة من كل الجوانب.

ويكمل أنه، لا سلاح متطور تمتلكه الميليشيات، فهي ما زالت على “الكاتيوشا”، وحتى مسيراتها تقليدية لا تشكل أي خطر، ولا أموال تكفيها للاستمرار بحرب طويلة محسومة سلفا، فلماذا الحرب؟، يقول متسائلا.

ويضيف التميمي، أن ذلك ليس كل شيء، فالعناصر التي تمتلكها قادة الميليشيات غير مضمونة في وقت الحقيقة؛ لأنها ليست عقائدية، كما أتباع وجمهور وأنصار مقتدى الصدر.

عناصر الميليشيات لا تتواجد حبا بنهج قادتها، لكنها تنخرط معها من أجل المال؛ لأن معظمهم كانوا يعانون من البطالة، فاختاروا ذلك الطريق من أجل ملء الجيب لا أكثر، يبين التميمي.

للقراءة أو الاستماع: الميليشيات العراقية تهدد بـ “مواجهة حاسمة” مع واشنطن.. والأخيرة ترد

ويتابع أن، تلك العناصر ستفر إن حصلت المواجهة، ولا قائد ميليشياوي يمتلك العناصر العقائدية، ولا أحد يستطيع تقليد الصدر، الذي استمرت عناصره بقتال القوات الأميركية بعد 2003 دون كلل أو ملل.

إيران بالضد؟

وثمة نقطة أخرى، تضعف من إمكانية المواجهة الحقيقية، بحسب التميمي، وهي أن الدعم الإيراني للميليشيات لم يعد مثلما كان في السابق، فطهران تبحث عن مصالحها، ومصالحها اليوم ليست بالمواجهة.

ويلفت أن إيران تحاول جاهدة التوصل إلى اتفاق نووي مع واشنطن، بالتالي فإن دعمها لحرب تقوم بها الميليشيات ضد أميركا في العراق، يعني نهاية الأمل في خصوص الاتفاق حرفيا، وهو ما لا تريده إيران.

بالمختصر، يستخلص من حديث التميمي، أنه لا حرب فعلية ستقوم بها الميليشيات، فكل أدواتها خاسرة، وما ستفعله هجمات “تقليدية” لا تمس واشنطن، قدر ما هي هجمات لحفظ ماء الوجه لا أكثر ولا أقل.

يشار إلى أن الاتفاق الذي حصل بين العراق وأميركا على انسحاب القوات القتالية الأميركية، حدث في واشنطن أثناء لقاء بين رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، والرئيس الأميركي جو بايدن،بتاريخ 26 تموز/ يوليو 2021.

وأيدت الميليشيات الولائية، الاتفاق حينها، وأعلنت عن قبولها به، ومع خروج القوات القتالية، وتحول المهمة الأميركية في العراق إلى استشارية، تراجعت الميليشيات عن قبولها، وباتت تطالب بانسحاب القوات الاستشارية أيضا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.