أعلن الناطق باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، الثلاثاء، أن العراق بصدد استرداد قطعتين أثريتين من أميركا عمرهما أكثر من 4 آلاف عام.

ويأتي ذلك عبر التنسيق والتعاون بين القنصلية العامة لجمهورية العراق في لوس أنجلوس مع المكتب الوطني الأميركي للتحقيقات، وذلك عملا بدبلوماسية الاسترداد، وفق الصحاف.

وأوضح الصحاف في بيان، أن القطعتين هما لوح مسماري يعود إلى مدينة أُور التاريخية، والثانية جزء من منشور مسماري “نادر جدا” يعود إلى مدينة بابل القديمة.

وبخصوص المنشور المسماري، بين الصحاف، أنه لا توجد منه سوى قطعتين في العالم، وقد كان يستخدم كأداة تعليم نادرة، بحسب ما ورد في البيان.

وأردف أن، «هذا الإنجاز في وضع اليد على القطع ومصادرتها من قبل السلطات الأميركية، هو ضمن الجهود التي تبذل لملاحقة الاتجار غير المشروع بالآثار العراقية».

احتفال رسمي مرتقب

كذاك يأتي من خلال تتبع المعلومات المُقدمة واتخاذ الإجراءات القانونية لوضع اليد عليها، «والعمل على إرجاعها إلى موطنها الأصلي عبر السلطات العراقية».

واختتم الصحاف بيانه، بأن مراسم التسليم ستجري في مبنى القنصلية العامة لجمهورية العراق في لوس أنجلوس بتاريخ 20 كانون الثاني/ يناير الجاري، خلال احتفال رسمي.

وكان آخر ما تسلمه العراق من أميركا، هو لوح “حلم جلجامش”، وأقامت وزارة الثقافة حفلا رسميا في كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، بمناسبة عودته للبلاد.

للقراءة أو الاستماع: لوح “حلم جلجامش”.. بغداد تحتفل بتسلمه بعد 30 عاما من السرقة!

ووصفت الوزارة في ببان حينها، اللوح بأنه «أقدم الأعمال الأدبية في التاريخ»، وقالت إن جهودها مع الخارجية العراقية والسفارة العراقية في واشنطن و”اليونسكو” والحكومة الأميركية، أثمرت عن تسلم لوح “حلم جلجامش” وإعادته إلى الوطن.

و“حلم جلجامش”، هو “لوح طيني” عمره أكثر من 3500 عام. ويحتوي على نقوش باللغة السومرية لأجزاء من “ملحمة جلجامش” الشعرية.

وكان اللوح سرق من أحد متاحف العراق أثناء حرب الخليج الثانية عام 1991، ولا أحد يعرف من يقف وراء سرقته.

قصة “ملحمة جلجامش”

وفي عام 2003، اشتراه تاجر أميركي من أسرة أردنية تعيش في لندن، وشحنه بطريقة غير شرعية إلى الولايات المتحدة الأميركية.

للقراءة أو الاستماع: قريباً: قطعَة “حلم جلجامش” الأثرية في العراق

وبعد ذلك، تم بيعه إلى سلسلة محلات “هوبي لوبي” للفنون والحرف اليدوية الأميركية عام 2014، من دار مزادات دولية بمبلغ 1.6 مليون دولار، ثم عرضته في متحفها الخاص بواشنطن.

وفي أيلول/ سبتمبر 2019، تمت مصادرة اللوح من المتحف من قبل عملاء فيدراليين تابعين لجهاز تحقيقات الأمن الداخلي الأميركي.

وأكدت “هوبي لوبي”، أنها لم تكن تعلم بأن قطعة لوح “حلم جلجامش”، أثرية؛ لأن “دار المزادات” حجبت المعلومات المتعلقة باللوح عمدا، على حد قولها.

يجدر بالذكر أن اللوح الأثري مصنوع من الطين ومكتوب عليه باللغة المسمارية جزء من “ملحمة جلجامش” التي تعتبر أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية.

للقراءة أو الاستماع: عراقي على رأس وكالة أميركية يُعيد “حلم جلجامش” إلى بغداد

وتعبر “ملحمة جلجامش”، عن مغامرات أحد الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين وسعيه إلى تحقيق حلمه بالخلود وعدم الموت.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.