شددت “حكومة إقليم كردستان” من الإجراءات الأمنية على الحدود مع مناطق شمال وشرقي سوريا بعد نحو أسبوعين من لجوء المئات إلى الإقليم في أحدث موجة لجوء جاءت عقب إغلاق المعابر بين الجانبين.

وبحسب التقديرات فإن أكثر من 1500 سوري وصلوا إلى الإقليم خلال أسبوعين غالبيتهم من مناطق التماس مع سيطرة الجيش الوطني الموالي لتركيا، بريف الحسكة الشمالي، حيث تتعرض لقصف متكرر من جانب القوات التركية وفصائل المعارضة.

إيقاف استقبال اللاجئين

وقررت حكومة الإقليم إيقاف عمليات استقبال اللاجئين السوريين “بعد تزايد الأعباء وعدم قدرتها على استقبال المزيد في ظل صعوبة الأوضاع الاقتصادية وقلة الدعم المقدم من جانب المنظمات الإنسانية”.

وقالت وسائل إعلام محلية في الإقليم إن من أحد أسباب إيقاف عملية استقبال اللاجئين السوريين هو ” الخشية من أن يؤثر ذلك على الواقع الديمغرافي بمناطق شمال وشرقي سوريا، فيما لو بقيت الحدود مفتوحة، ذلك أن غالبية اللاجئين هم من الكرد السوريين”.

 وقال الصحفي سلمان الحربي المتحدر من بلدة أبو رأسين-(زركان) إن “المئات من سكان البلدة والقرى المحيطة بها لجأوا عبر طرق التهريب إلى الإقليم، وأن نسبة سكان تلك المنطقة من بين من وصلوا تتجاوز النصف”.

وأضاف لـ “الحل نت” أن سبب اللجوء يعود إلى تدهور الأوضاع نتيجة التصعيد العسكري في تلك المنطقة والتي تعرضت منذ العام الماضي لقصف متكرر تسبب بمقتل مدنيين وجرح أخرين وتضرر ممتلكات.

 وأشار الحربي إلى أن طرق التهريب تقع في محيط بلدة اليعربية-(تل كوجر) حيث يدفع كل شخص ما بين 200 إلى 1000 دولار لقاء اجتياز الحدود.

ولفت الصحفي إلى أن نسبة 70بالمئة من سكان المنطقة نزحوا منها، وانقسموا إلى ثلاث فئات منهم من لجأ إلى الإقليم ومنهم من استقر كنازح في مخيم روج بديرك-(المالكية) وأخرون استقروا في مخيم الطلائع بمدينة الحسكة.

تدقيق في القامشلي

في غضون ذلك، بدأت قوى الأمن الداخلي “الآساييش” بالتدقيق على حواجزها بمحيط القامشلي وإيقاف أي سيارة تقل ركابا من ريف الدرباسية وريف أبو رأسين في إجراء يهدف إلى الحد من موجة الهجرة نحو الإقليم، بحسب مصادر صحفية.

ووصل غالبية اللاجئين إلى مخيم بردرش بمحافظة دهوك، فيما توجه العديد منهم إلى مدن الإقليم حيث يقيم ذووهم.

وتنتشر في مدن أربيل ودهوك والسليمانية 10 مخيمات كان أخرها مخيم بردرش الذي استقبل 19 ألف سوري خلال الاجتياح التركي لمدينتي رأس العين-(سري كانيه) وتل أبيض-(كري سبي) أواخر عام 2019.

للقراءة أو الاستماع: وعود أميركية بدعم اقتصادي لشمال شرقي سوريا.. هل يُترجم إلى دعم سياسي؟

ما الأسباب؟

 وبحسب “مؤسسة بارزاني الخيرية” التي كانت في استقبال اللاجئين، فإن 1535 سوري وصلوا إلى الإقليم بينهم نحو 200 امرأة، ينتمون لمختلف مكونات مناطق شمال وشرقي سوريا.

وقال مسؤولون في المؤسسة في تصريحات صحفية إن غالبية من لجئوا إلى الإقليم كان بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية وغياب الاستقرار في مناطقهم.

ولا يزال معظم السوريون في “إقليم كردستان” في حكم “طالبي لجوء” ولم يحصلوا على “حق اللجوء” رغم مضي نحو عشر سنوات على وصولهم إلى الإقليم.

 ويرى لاجئون أن عدم توقيع العراق على اتفاقية جنيف 1951 الخاصة بحماية اللاجئين، باتت “حجة لعدم منحهم صفة لاجئ وإبقاء مصيرهم مجهولا، في ظل حرمانهم من حق التوطين في بلد ثالث”.

ويقيم نحو 60% من اللاجئين السوريين الذين يصل عددهم إلى نحو 240 ألف لاجئ، خارج المخيمات منتشرين في مدن الإقليم، حيث ارتفعت بينهم نسبة من يسلكون طرق التهريب للوصول إلى أحد دول الاتحاد الأوربي، في السنوات الأخيرة، نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية في الإقليم.

للقراءة أو الاستماع: المنظمات الإنسانية تعود إلى نشاطها في مخيم الهول بعد توقفها بسبب الاغتيالات

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.