عرف العراقيون السينما عام 1911 عندما كانت صامتة حينها، وعرفوا النتاجات السينمائية العراقية لأول مرة عام 1946، لتتوالى بعدها الأفلام السينمائية العراقية، ثم، وبعد 2003 شبه تبخرت.

لم يشاهد العراقيون نتاجات سينمائية أنتجت بعد 2003 على شاشات التلفزة، ولا في دور السينما التي هدمت وحلت محلها سبنما المولات، وهي على نتاجاتها قليلة جدا.

أين النتاجات السينمائية بعد 2003؟، وإن كانت هناك نتاجات فلماذا لم يشاهدها الجمهور، ولم يسمع عنها الناس؟ ولماذا باتت حبيسة المهرجانات فقط؟

يقول الفنان والممثل العراقي غانم حميد، إن هناك العديد من الأسباب وراء شبه اندثار النتاجات السينمائية العراقية منذ نحو 20 عاما وإلى اايوم، وجلها اقتصادية.

الحروب و”ثقافة المولات”

ويضيف حميد لـ “الحل نت”، أن التقشف المالي وغض بصر الحكومة عن تخصيص الأموال لقطاع السينما، وإهمال “شبكة الإعلام العراقي” لتمويل وإنتاج أفلام سينمائية، من أبرز الأسباب وراء اختفاء النتاجات السينمائية.

ويردف أن، ابتعاد التجار في القطاع الخاص عن دعم النتاجات السينمائية بعد 2003، بعد أن كانوا يدعمون النتاجات قبل ذلك العام برصد أموال طائلة لها، أدى هو الآخر إلى شحة النتاجات السينمائية.

للقراءة أو الاستماع: مسرح الرشيد يقول “لا للعتمة” لأول مرة منذ 2003

وعن سبب ابتعاد التجار عن دعم وتمويل النتاجات السينمائية، يعزو حميد الذي كان يشغل منصب مدير عام دائرة “السينما والمسرح” في العراق سابقا، إلى سببين.

السبب الأول بحسب حميد، هي الحروب التي شهدها العراق بعد 2003 مع “القاعدة” و”داعش”، والحرب ضد القوات الأميركية و”الحرب الأهلية” أيضا.

ويوضح أن تلك الحروب، دفعت بالكثير من التجار لتصفية حساباتهم المالية وتعاملاتهم في العراق، والخروج لبلدان الغرب وأخرى إقليمية، ما انعكس سلبا على النتاجات السينمائية.

ويبين حميد، أن السبب الثاني، هو انتشار “ثقافة المولات” ااتجارية، إذ بات التجار الذين يتواجدون في البلاد يلتجؤون نحو إنشاء وتشييد المولات؛ لمردودها الاقتصادي، الذي يوفر أضعاف الأرباح مقارنة بالنتاجات السينمائة.

نتاجات “حبيسة المهرجانات”

ويشير حميد، إلى أنه رغم تلك المعوقات، هناك نتاجات سينمائية مهمة أنتجت في السنوات الأخيرة، لكنها قليلة، وفازت بجوائز عربية وأجنبية.

وعن سبب عدم معرفة الجمهور بتلك النتاجات، يوضح حميد، أن ذلك سببه عدم تسليط الضوء الإعلامي من قبل المؤسسسات المرئية نحو تلك النتاجات.

للقراءة أو الاستماع: أثار غضب العراقيين.. إنذار بإزالة مسرح الرشيد خلال أسبوعين

ويقول إن بعض النتاجات اشتراها التلفزيون الياباني وبثها في اليابان، فيما لم تشتر القنوات المحلية، وأهمها “شبكة الإعلام العراقي” الرسمية أي نتاجات لعرضها على الجمهور.

كما أن “سينما المولات”، لا تثق بالنتاجات العراقية، وهذا أيضا يعود لبعد الإعلام عن تسليط الضوء على النتاجات السبنمائية، لذا تجدها تعرض النتاجات الأجنبية حصرا، وخاصة الأحدث منها.

ولا يعتقد حميد بأن النتاجات السينمائية العراقية ستعود وتنتج بشكل كبير كما السابق، ويتابع أن النتاجات الحالية ستبقى “حبيسة المهرجانات” فقط؛ وتغيير ذلك الوضع “يحتاج لتحرك جاد من قبل الحكومة، وخاصة وزارة الثقافة”، على حد تعبيره.

يجدر بالذكر أن، أول إنتاج سينمائي عراقي كان فيلم مشترك عراقي – مصري وهو فيلم “ابن الشرق”، وأنتج عام 1946، بينما أنتج أول فيلم عراقي خالص عام 1952 وهو فيلم “فتنة وحسن“.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.