لليوم الثالث على التوالي، حالة من التوتر والاستنفار يعيشها الأهالي في بلدة الهري الواقعة بريف مدينة البوكمال شرقي محافظة ديرالزور (شرقي سوريا) بعد تلقيهم تهديدات من ميليشيا “الحشد الشعبي” العراقي باقتحام البلدة، على خلفية مهاجمة شبان ورجال، حواجز للأخيرة، وطرد العناصر منها، بعد أخذ أسلحتهم.

فلتان أمني

وفي التفاصيل، التي حصل عليها مراسل “الحل نت”، أن “مجموعة عناصر من “الحشد الشعبي”، اقتحموا على عرس لأحد الشبان في البلدة، أول أمس، بدون أي دعوة، وعند طلب أصحاب العرس منهم المغادرة، رفض العناصر ذلك، لتدور بينهم مشادات كلامية، تطورت لعراك بالأيدي وإطلاق نار، تسبب بإصابة أربعة من المدعوين بجروح بليغة، تم إسعافهم إلى مشافي مدينة البوكمال لتلقي العلاج”.

وأضاف المراسل، أن “الحادثة ولدت حالة من الغضب الشديد لدى أهالي البلدة، ما دفع بذوي المصابين لتقديم شكوى إلى قيادة الحشد في المنطقة، لتقوم الأخيرة باعتقال أحدهم، بحجة تهجمهم على العناصر”.

الحادثة الأخيرة، دفعت بشبان ورجال من البلدة، بمهاجمة حواجز “الحشد الشعبي” وطرد العناصر منها بعد تشليحهم لأسلحتهم، كما طالبوا بإطلاق سراح المعتقل على الفور، ما دفع بقيادة الحشد، بتهديد أهالي البلدة بالاقتحام، واعتقال كافة المهاجمين، وفقا لحديث المراسل.

محمد المرسومي من سكان بلدة الهري، نازح عنها في مدينة البصيرة شمال شرق النهر، يقول لـ “الحل نت” إن “الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات الإيرانية على اختلاف أسمائها في المنطقة، لا تتوقف أبدا، بدءا من الاستيلاء على ممتلكات النازحين وتحويلها لمقرات عسكرية وأمنية، إلى فرض إتاوات على سيارات التجار، وزيادة في الضرائب على أصحاب المحلات التجارية، ما يساهم بارتفاع الأسعار بشكل جنوني، بدون أي تدخل من قيادتهم لمحاسبتهم”.

وأوضح المصدر، أن “مطلع الشهر الجاري، أقدم عناصر من ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، على إطلاق نار عشوائي أمام مقرهم في البلدة، وهم في حالة سكر، ما تسبب بإصابة سيدة وابنها بجروح بليغة”، مشيرا إلى أن “ذوي السيدة، تقدموا بشكوى لقيادة الحرس في مدينة البوكمال، والتي بررت إطلاق النار من قبل العناصر، بالتصدي لمسلحين مجهولين كانوا يحاولون اقتحام مقرهم، ما تسبب بإصابة السيدة وطفلها عن طريق الخطأ، وهذه التبرير عار عن الصحة.

ابتزاز للأهالي

وفي تقارير سابقة لـ “الحل نت” وثق خلالها انتهاكات أخرى قامت بها الميليشيات التابعة لـ “الحرس الثوري” في مدينة البوكمال ونواحيها،  خلال الآونة الأخيرة، إذ اعتقلت ميليشيا “الفوج 47” سبعة مدنيين قرب أحد مقارها داخل مدينة البوكمال، في 29 يناير/كانون الثاني الفائت، بتهمة تصوير مقار عسكرية.

وقالت مصادر محلية من المدينة لـ “الحل نت” حينها، إن “ميليشيا “الفوج47″ اعتقلت سبعة مدنيين بالقرب من أحد مقارها في الشارع العام بداخل المدينة، بتهمة تصوير مقراتها العسكرية، واعتدت بالضرب عليهم وصادرت أجهزة نقّالة منهم”.

وأوضحت المصادر أن “الميليشيا قامت بذلك بهدف ابتزاز ذوي المعتقلين، حيث طلبت مبلغ 400 ألف ليرة سورية عن كل شخص مقابل إطلاق سراحه، على الرغم من عدم وجود أي فيديوهات وصور في هواتفهم المحمولة”.

وأكدت المصادر أن “ذوي المعتقلين اضطروا إلى دفع المبلغ، لعدم تحويلهم إلى مقر الأمن العام التابع لإيران في المدينة خوفا من اعتقالهم بشكل دائم”.

ويعاني المدنيون ضمن مناطق سيطرة القوات الحكومية والمليشيات الإيرانية في دير الزور، من سوء الأحوال المعيشية وتدهورها بشكل مستمر، إلى جانب الانفلات الأمني وانتشار فوضى السلاح والمليشيات بشكل كبير.

وتعدّ محافظة دير الزور عموما ومدينة البوكمال خصوصا، ذات أهمية كبيرة بالنسبة لإيران، كونها صلة الوصل بين ميليشياتها المنتشرة في العراق وسوريا، وذلك لضمان وصول الإمدادات العسكرية عن طريق معبر “البوكمال – القائم”.

اقرأ أيضا: خليفة “داعش” الجديد “عراقي الجنسية”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.