لم ينج أي قطاع في سوريا من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، نتيجة الحرب والحصار الاقتصادي وضعف الأداء الحكومي في التعامل مع الوضع الاقتصادي، والذي بات ينعكس في مجمله على المواطن السوري الذي يتحمل كل ذلك.

عبوات مياه الشرب .. ارتفاع غير مسبوق

ففي آخر عملية لرفع الأسعار، قامت الشركة العامة لتعبئة المياه في سوريا، برفع اسعار عبوات المياه الكعدة للشرب المنتجة في معاملها”بقين، الفيجة، دريكيش، والسن”، حسب موقع روسيا اليوم، الذي نقل الخبر عن وكالات محلية.

ونقلت الوكالة السورية للأنباء “سانا”، عن اباهيم نصرة، المدير العام للمؤسسة العامة للصناعات الغذائية، ان سبب اصدار اللائحة الجديدة للاسعار يعود الى ارتفاع تكاليف مستلزمات الانتاج، ومشددا على ضرورة الالتزام بالأسعار المعلنة عنها من الشركة من قبل كل حلقات البيع.

كما نقلت اذاعة ” شام اف ام ” المحلية عن نصرة قوله، انه تم رفع عبوات مياه الشرب بنسب تقارب الـ 40 بالمئة، واصبح سعر العبوة من سعة لتر ونصف اللتر 800 ليرة سورية، مبينا ان سبب ارتفاع الاسعار يعود الى مستلزمات الانتاج لشركة تعبئة مياه الشرب، لذلك تم اعادة دراسة التكاليف، ووضع تسعيرة جديدة بنسبة الزيادة المذكورة.

يقول الخبير الاقتصادي حسن سليمان، لموقع “الحل نت”، انه من الطبيعي في ظل الظروف الحالية ان يحدث ارتفاع اسعار بالنسبة للمواد الغذائية المصنعة والمعلبة او المعبأة بعبوات بلاستيكية او معدنية، ومياه الشرب احداها، فالبلاد تشهد موجة مستعرة من ارتفاع الاسعار منذ نهاية العام الماضي، وفي العام الحالي.

واضاف سليمان، هناك عوامل تؤثر بشكل كبير في ارتفاع اسعار العبوات، منها ارتفاع اسعار المواد الاولية، رغم ان قسما منها يتم تكريره من العبوات القديمة، اضافة لارتفاع تكاليف الانتاج بسبب ارتفاع اسعار الوقود، والتي لم تعد المعامل تحصل عليها باسعار تفضيلية كما في السابق، وهناك سبب مهم جدا، وهو العقوبات المفروضة على القطاعات الاقتصادية، والتي أثرت بشكل مباشر على اسعار الماكينات والصعوبة في الحصول على قطع الغيار، وان حدث فيتم بطرق غير رسمية وبأسعار مرتفعة.
قد يهمك: أسعار الخضار تُحلّق.. هل استغل التجار موضوع رفع الدعم؟

الارتفاع يطال كل شيء

لم تكن عبوات المياه فقط ما طالها ارتفاع الاسعار، ففي الايام السابقة استشعر السوريون غلاء الاسعار وارتفاعها في كل شيء، وذلك ما بات يثقل كاهلهم.

وكان موقع “الحل نت”، تابع ارتفاع الاسعار في الآونة الاخيرة، فبعد أيام من قرار الحكومة السورية إنهاء الدعم عن نصف مليون أسرة، ارتفعت أسعار الخضار إلى مستويات لم تشهدها السوق من قبل، مما دفع لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه في دمشق إلى اتهام بعض التجار باستغلال قضية الدعم؛ بدعوى أن ارتفاع الأسعار غير مبرر.

وأشار الموقع، ان الارتفاع في الاسعار ألحق أضرارا بالغة بالقوة الشرائية للناس، حيث ادعى الكثيرون أن “الارتفاع المخطط” في الأسعار جعل حياتهم اليومية أكثر سوءا من ذي قبل، وأن توفير المنتجات الأساسية لعائلاتهم أصبح أكثر صعوبة مما كان عليه قبل ذلك.

كما طال ارتفاع الاسعار في الايام الاخيرة، قطاعات تمس حياة المواطنين مباشرة، حيث ارتفعت اسعار المنظفات، والالبسة، وغيرها، باستغلال واضح من التجار بعد صدور قرار الغاء الدعم الاخير.

تحاول الحكومة دائما القاء اللوم على التجار في اي ارتفاع للاسعار، في محاولة للتنصل من مسؤولياتها في تأمين احتياجات المواطنين، فيما يرى العديد من المراقبين ان المرحلة المقبلة ربما تشهد قفزات اكبر في ارتفاع الاسعار ما سيزيد من نسبة الفقر في عموم البلاد.

أقرأ: موجة ارتفاع أسعار جديدة بسبب الضرائب.. زلزال يضرب الأسواق السورية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.