توفي أمس أحد أبرز أعضاء حزب البعث في الحكومة السورية، فايز النوري، رئيس محكمة أمن الدولة الأسبق، وشغل المنصب منذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي حتى صدور قرار تقاعده في 21 أبريل 2011.

وأفادت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بوفاة فايز النوري الشهير بأحكام الإعدام التي كان يصدرها بحق كل من يعارض حكومة دمشق وحزبه “البعث”.

وذكرت وسائل إعلام حكومية، اليوم الجمعة، عن سبب وفاة القاضي السابق بمحكمة أمن الدول، عن عمر يناهز 80 عاما في أحد مشافي دمشق، بعد صراع طويل مع المرض حيث كان يعاني من شلل نصفي في السنوات الأخيرة.

كيف وصل إلى مناصب في الحكومة؟

كان فايز النوري ملقب بـ فايز النوري العرب، ينحدر من محافظة دير الزور، وكان يعمل معلما لمادة الرسم في المرحلة الابتدائية قبل أن يصبح عضو في حزب البعث وولاؤه للسلطة الحاكمة ومن ثم رئيس محكمة أمن الدولة.

يكنى فايز النوري بأمه للإشارة إلى أنه من نسب غير معروف وبغرض التحقير والاستخفاف به، وقد نعته من قبل أهالي دير الزور بـ “ابن لبّوبة” كناية باسم والدته لبيبة علاوي، حسب شهادات أهالي دير الزور،  الأمر الذي جعله يحقد على أبناء مدينته ويعاقبهم بأشد الأحكام كل من يقع بين يديه.

وجمع فايز النوري في أحد الاجتماعات الحزبية برفعت الأسد خلال زيارة كان الأخير يجريها إلى دير الزور، إذ نال درجة من الاهتمام من رفعت الأسد الذي أوصى به حتى وصل تدريجيا إلى المناصب الحزبية، من أمين فرقة إلى أمين شعبة، ومن ثم أمين فرع حزب البعث لمحافظة دير الزور.

وبعد أن صار عضو في “القيادة القطرية لحزب البعث”، تراجع النوري عن ولائه لرفعت الأسد وانحاز إلى شقيقه حافظ، إثر الخلاف الذي دب بين الأخوين حول الصراع على السلطة والذي انتهى بنفي رفعت من سوريا عام 1985. واستمر النوري في الصعود من خلال تصفية معارضي حافظ الأسد، رئيس سوريا آنذاك.

وتمكن أثناء رحلته المتنقلة في المناصب الحكومية من الحصول على شهادة في كلية الحقوق قبل تسلمه رئاسة محكمة أمن الدولة سيئة الصيت.

قد يهمك: مسار أستانا .. مصير المعتقلين متوقفٌ على صفقة شاملة

روايات عن إجرامه وسمعته السيئة

كان النوري معروفا بتباهيه علنا كونه الشخص الذي أصدر أكبر عدد من أحكام الإعدام والمؤبد بالمعتقلين السوريين حتى لقب بـ”قراقوش أمن الدولة” لكثرة أحكامه الجائرة بالإعدام التي قتلت آلاف السوريين الأبرياء والمعارضين للحكومة.

وخاصة المحاكمات التي تعرض لها أعضاء حركة “الإخوان المسلمين” والتي أعدم على أثرها الآلاف سواء من المنتمين للحركة أو من غيرهم.

وأثناء ظهور له في إعلان لبرنامج يحمل نفس اسم محكمته “أمن الدولة” عام 2019، قال بتبجح عن كثرة عدد الإعدامات التي نفذها ومحاكمة كل من يعارض حزب البعث، “خلال فترة قد  أعدمت 19 شخصا دفعة واحدة”.

وبحسب تقارير إعلامية سابقة، قال أحد المعارضين والمعتقلين السابقين، صلاح الدين الحموي، “كان النوري مشاركا قبل ذلك في المحاكمات التي سبقت تأسيس محكمة أمن الدولة (في سبعينيات القرن الماضي)، إلا أنه ونتيجة للمحاكمة العلنية المشهورة أصبح رئيسا لدولة الإعدام.

وكان له اليد المطلقة بإصدار الأحكام التي يراها خلال جلسات لم تستغرق سوى بضع دقائق، ووفقا لمزاجيته دون محاكمات حقيقية.

وحسب روايات أحد المعتقلين، “من كان ينجو بحكم مخفف لديه كان محظوظا، باستثناء من له رأي آخر، حيث عاد أحد المعتقلين من المحكمة إلى الزنزانة عابسا، لا يرد على أسئلة رفاقه في السجن، حتى ظنوا أنه نال حكما بالإعدام، قبل أن ينفجر بالقول: بماذا أنا أقل منكم؟ هل أنتم مناضلون أكثر أو أفضل مني ليحكم فايز النوري على كل منكم ب15 سنة ويحكم علي ب10 سنوات!”.

وأضاف معلق آخر على نعوته في مواقع التواصل الاجتماعي، ” رحل فايز النوري مصحوبا بدعاء أمهات آلاف المظلومين. قلة من استطاعوا قراءة خبر موته دون أن تخطر لهم الصورة الكرتونية الساذجة للجحيم. أرأيتم لم نحب حكاية العدالة وحقائق الإمهال بمواجهة شكوك الإهمال؟ أرأيتم كيف ينبغي أحيانا على العلماني أن يكون غيبيا”.

قد يهمك: بثينة شعبان ولونا الشبل تتنافسان في الإساءة للسوريين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.