رشح “الحزب الديمقراطي” البارحة، ريبر أحمد لمنصب رئاسة العراق بعد إقصاء هوشيار زيباري بقرار قضائي، فهل ستفتح أبواب “قصر السلام” للمرشح الجديد أم أن الحظوظ شحيحة؟

جاء ترشيح ريبر أحمد من قبل حزب مسعود بارزاني في تأكيد لسعي الأخير نحو نيل رئاسة العراق بعيدا عن التوافقية مع خصمه “الاتحاد الوطني”، وهو ينظر للمنصب كاستحقاق انتخابي.

الاستحقاق الانتخابي هذا، تبلور مفهومه لدى “البارتي” بعد فوزه في الانتخابات المبكرة الأخيرة أولا على مستوى الكرد، مقابل تراجع كبير في مقاعد خصمه “اليكتي” بذات الانتخابات.

للقراءة أو الاستماع: ريبر أحمد مرشح “الديمقراطي” لرئاسة العراق.. تعرّفوا عليه

خسر “الديمقراطي” الجولة الأولى قبل أن يذهب لجلسة البرلمان إثر استبعاد زيباري، فهل سيتكرر ذات السيناريو مع ريبر أحمد، وزير الداخلية في إقليم كردستان أم أنه قريب من رئاسة العراق؟

حظوظ ريبر أحمد

يعتقد رئيس “مركز التفكير السياسي” في العراق إحسان الشمري، أنه من الصعوبة فوز ريبر أحمد بمنصب رئاسة العراق، ويقول في حديث مع “الحل نت” إن حظوظه شحيحة.

ويضيف الشمري أن ترشيح ريبر أحمد يدلل على عناد مسعود بارزاني ورفضه قراءة الواقع السياسي، الذي يقول إن من يدخل “قصر السلام” يجب أن يأتي بالتوافق مع “اليكتي”.

ليس ذلك فقط، بل يردف الشمري بأن حزب بارزاني لم يقدم حتى الآن “شخصية وطنية” بمفهوم بقية الشركاء في العملية السياسية العراقية، وهذا يتجلى من خلال التجارب السابقة.

للقراءة أو الاستماع: رئاسة العراق: التوافقية قادمة؟

لقد خسر بارزاني عندما لم يفز مرشحه فؤاد حسين ولم ينل رئاسة العراق في عام 2018، ثم خسر مؤخرا باستبعاد زيباري، ويبدو أن ذات الأمر سيتكرر مع ريبر أحمد، يقول إحسان الشمري.

الرئاسة بالتوافقية؟

ويتابع الشمري، أنه لا يمكن استمرار الخسارات، وعلى بارزاني قراءة الواقع جيدا؛ لأن الواقع يقول إن الحفاظ على إقليم كردستان يحتم تمرير رئيس جمهورية العراق بالتوافق مع “اليكتي”.

كذلك يلفت الشمري إلى أن الشركاء في بغداد ينظرون إلى ريبر أحمد كونه سكرتير مسرور بارزاني، وبالتالي لا يمكن في مفهومهم إسناد رئاسة العراق إلى “سكرتير” مثلما فعلوا مع فؤاد حسين سكرتير مسعود بارزاني السابق.

ويبيّن الشمري، أن ريبر عليه شكاوى باستخدام سلطته بوزارة داخلية الإقليم في تضييق الحريات على المواطنين، ناهيك عن أن برلمانيين كرد يهددون برفع دعوى ضده عند “المحكمة الاتحادية” لاستخدام سلطته لمصالحه الشخصية، وكل ذلك يجعله بعيدا عن “قصر السلام”.

ويختتم بأن كل المعطيات تشير إلى عدم دستورية فتح باب الترشيح مجددا لرئاسة الجمهورية، وأن القضاء سيرفض اجتهاد البرلمان العراقي في ذلك، ناهيك عن قوة الثلث المعطل الذي يعرقل انعقاد جلسة انتخاب الرئيس.

ما هو الثلث المعطل؟

وبحسب “المحكمة الاتحادية” فإنه يستوجب حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب لعقد لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وفي حال عدم تحقق ذلك فلن تعقد الجلسة.

يجدر بالذكر أن العدد الكلي لأعضاء مجلس النواب يبلغ 329 عضوا، وبإمكان 110 نواب تشكيل الثلث المعطل الذي يمنع انعقاد جلسة اختيار رئيس العراق.

وترفض قوى “الإطار التنسيقي” المقربة من إيران والخاسرة في الانتخابات المبكرة التصويت لمرشح “الديمقراطي” وتصطف مع “الاتحاد الوطني”، وهددت مسبقا بتفعيل الثلث المعطل وعدم حضور جلسة انتخاب زئيس الجمهورية.

للقراءة أو الاستماع: خفايا الخلاف الكردي على رئاسة العراق: نفط كركوك “الجائزة غير المعلنة”؟

وبحسب العرف السياسي في عراق ما بعد 2003، فإن منصب رئاسة الجمهورية من حصة الكرد حصرا، وذلك في تقسيم طائفي، يعطي رئاسة البرلمان للسنة، ويمنح رئاسة الحكومة للشيعة.

ومنذ 2006 وحتى اليوم، فإن كل من أسندت لهم رئاسة الجمهورية هم من المنتمين لحزب “الاتحاد الوطني” الذي أسسه الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، ويسعى “الديمقراطي” لتغيير القاعدة هذه المرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.